فتيحة أدراع
لقد أضحى مصطلح العولمة في الوقت الراهن في متناول الجميع بعد أن تعددت المقالات التي تناولت الموضوع من بابه الواسع ، موضحة بكل دقة جوانب إنبثاقه و الهدف من ظهوره و الأشكال المختلفة التي إتخدتها العولمة لتدخل بيت كل فرد من أفراد المجتمع العربي ، إلا أن ضخامته و قسوة وقعه على رؤوسنا جعلني أتناوله من منظوري الخاص على أمل أن أوضحه لنفسي بشكل سهل و سلس قبل أن أعرضه على أولئك الذين مازال الغموض يلف حياتهم التي غزاها التغيير بلمح البصر ، لذلك سأتطرق إلى مفهوم العولمة الثقافية ، كيف دخلت بيوتنا من بابها الواسع دون أن نعطي للأمر أهمية حتى بتنا نرى تحولات جدرية تطرأ علينا و على ما يحيط بنا ، فكيف إستقبلنا هذا التغيير؟ هل خدم مصالحنا أم جعلنا نقع أرضا في ضل هذا التحول الهائل .؟
لقد جاءت العولمة بمعايير جديدة و تحولات شملت كل الميادين لنجد أنفسنا أمام منعطف في التداخل في العلاقات الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية بين مختلف دول العالم، بتسهيل حركة الأفراد و البضائع و رؤوس الأموال الشيء الذي أدى إلى خلط بعض المفاهيم مما جعل الدول النامية ترزح تحت هذا الثقل الذي فرض عليها أن تكون على أهبة الإستعداد لمسايرة هذه التحولات حتى تستطيع مسايرة الركبان أو أن تبقى تابعة طوال وجودها.
. قد يبدوا لنا للوهلة الأولى أن التغيرات التي أحدتتها العولمة جاءت لصالحنا بحيث تركت لنا الحرية المطلقة لتقبل الثقافات الأخرى و أن نعبر عن أنفسنا و ننتقل من نطاقها الضيق إلى آفاق رحبة وواسعة من العالم ، إلا أن الواقع يخالف ذلك و يناقضه ، لأن تدفق المعلومات يجري بإتجاه واحد من الغرب إلى الشرق ، كما أن هناك عدم تكافؤ التفوق الإعلامي بالإظافة إلى تحصن الغرب ضد التأثيرات الثقافية العربية و الإسلامية من خلال تشويه صورة الإسلام و المسلمين في نضر المواطن الغربي.. الهدف المعلن للعولمة هو خدمة البشرية عامة ، و ذلك بتوحيد مصيرها و إزالة الحواجز الجغرافية و إشاعة القيم الإنسانية و حمايتها و توحيد الجهود لتحسين حياة الإنسان عن طريق نشر التقنية الحديثة من مراكزها في العالم ، و التقدم إلى أقصى أطراف الأرض والمساعدة في حل مشكلات جميع الدول حبا في الخير للإنسانية.
و هذه الأهداف أقصى ما يتمنى المرء ،و لكن ما خفي كان أعظم ، فأهداف العولمة الحقيقية هي رغبة المجتمع الغربي و على رأسه أمريكا محو الهويات المختلفة للمجتمعات و تكريس الهوية الغربية..
فثورة الاتصالات التي يشهدها العالم اليوم تزايدت بشكل ملفت للنظر و تعاظم دورها في إلغاء المسافات و الحواجز بين الدول و الشعوب مما جعل أنماط الحياة في الدول المتقدمة تفرض نفسها في العالم حاملة معها آثارها السلببية والإيجابية. فأمتنا العربية تعاني في عصر الإتصالات هذا من أكثر من نوع من أنواع الإقتحام الثقافي لبيوتها و مجتمعاتها و مدارسها و مؤسساتها و هو غزو كما نعرف كلنا مبرمج و مخطط له و ذوا اهداف محددة ، تتجلى في إتساع موجة التغريب التي انكب عليها شبابنا و شباتنا بحيث أقبلوا عليها كما يقبلون على مائدة ملئ بما تشتهيه النفس و تبتغيه و نظرا لأنهم يعانون من نقص بعض ما تحتويه في حياتهم اليومية فقد سال لعابهم حتى تردت العلاقات الأسرية و أصبح الفرد منهم ينزوي في ركنه الخاص معتمدا على ما تقدمه له هذه المنابع الجديدة تحت لواء بناء الذات بعيدا عن أي رأي راشد ، و قد دخل هذا الغزو البيوت العربية من أبوابها الواسعة عبر الفضائيات و مواقع االأنترنت و الإعلام المقروء و المسموع والمرئي خاصة و أنه تلقىى الإستعداد النفسي و الذهني لتقبل كل وافد جديد دونما مناقشة وفحص و تقييم.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه بإلحاح هل نحن امة منتجة ام مستهلكة؟
فان كنا امة لاتنتج .. لا نستطيع ان نخطط لإكتفاء ذاتي , وان كنا ننتج ونعتمد على نتاجنا على مواد اولية مستوردة فلا يمكن ان نصمد امام غزو عالمي يجعلنا تابعين لهيمنة الدول القوية . إن الشعوب الضعيفة اقتصادياً والمتخلفة تنمويّاً، لا تملك أن تقاوم الضغوط الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها ,و تصمد أمام الإغراءات القوية لتحافظ على اصالة هويتها ونقاوة خصوصيتها.
ولذلك لم تجد وسيلة دفاع اجدى من المناهضة لكل اثار العولمة. وذلك عن طريق النهوض بالمجتمعات الإسلامية والعربية في جميع الميادين ، انطلاقاً من الدعم القوي للتنمية الاِقتصادية والاِجتماعية والثقافية ، من موازاةٍ جادة في العمل من أجل تقوية الاِستقرار الاقتصادي والثقافي من خلال بناء اسسه وترسيخ قواعده على جميع المستويات، وذلك عن طريق القيام بالإصلاحات الضرورية في المجالات ذات الصلة الوثيقة بحياة المواطنين، بحيث ينتقل العالم الإسلامي والعربي من مرحلة الضعف والتخلف، إلى مرحلة القوة والتقدم، والعولمة المالية الجديدة المسيطرة على القرار السياسي العالمي لايمكن مواجهتها الا بايجاد قوى مضادة شعبية عالمية قادرة على تطوير وخلق بدائل من داخل هذا النظام الذي اصبح حقيقة ملاصقة مع واقعنا ولايمكن الخلاص منها, وذلك من خلال ايجاد نظام ديمقراطي حقيقي يكفل العدالة والمساواة في الانتاج والتوزيع بين كافة الشعوب. و خاتمة الكلام أن العولمة ليست مفتاحا للسعادة أو منقذا ينتشلنا من الفقر و الأمية و الواقع المر هي أيضا ليست غولا آتى لا بتلاعنا ، فلا هي خير خالص ، و لا هي شر خالص لكنها نظام عالمي ساري المفعول فيه من السلبيات مما فيه من الإيجابيات ، فعلينا أن نتحصن ضد كل ما هو خطر و مهدد في نظام العولمة و تتسلح ضده سواء في الإقتصاد أوفي السياسة أو في الثقافة.
و علينا أيضا أن نحسن استغلال الفرص أتي تقدمها العولمة فالحل ليس في رفضها أو الإنغلاق على الذات فلا نملك نحن دول العالم الثالث القوة الفاعلة أو حتى الوقت في التردد و الإختيار. إلا أننا نملك ملكة التمييز بين ما هو مضر لنا و بين ما هو نافع ؟
المراجع .كتاب د. عبد العزيز بن مشار / العالم الإسلامي في مواجهة العولمة الثقافية_
مقالة الكاتب السياسي ناجي الغازي
مقالة رضا سالم الصامت مقالة صدام فلاح الدعجة
المهدي رقم 12
املك مفتاح العولمة
تحية السلم والمسالمة وسلام تام بوجود مولاما الامام حامي حمى الملة والوطن والدين وامير تلمؤمنين ورئيس لجنة القدس الشريف جلالة الملك المعظم محمد السادس اعزه الله وبعد اختي فتيحة قرات موضوعك الشيق فاذا به يحتاج لسفر طويل من الاجتهاد العلمي للحصول على الايجابيات التي تحملها العولمة الشرسة ولكنها سائرة لاظهار الحق والحقيىة بدل الوهم والخرافة ،ساعود والتمس منك ان تتصلي بموقع لي انجزته لمطالبة نيل جائزة نوبل للسلام على القددس ولتمنح للجنة القدس تحت الرئاسة الفعلية لمولانا الامام جلالة الملك المعظم محمد السادس اعزه الله،وهذا هو رابط الموقعwww.aljadid el baouchari