عمر اياسينين
بقلم - عمر اياسينين
حين ننظر إلى المشهد الاجتماعي والاقتصادي في المدينة، نجد أنفسنا أمام واقع مؤلم يتجسد في هجرة متوالية لأعمدة المجتمع. بدأ الأمر بهجرة المستثمرين الذين كانوا يشكلون عماد الاقتصاد المحلي، فبزوال استثماراتهم رحل رأس المال، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا ومؤلمًا.
ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تبع هجرة رأس المال هجرة النظام، الذي كان يفترض به أن يكون الحامي والموجه لتلك الاستثمارات. فغياب الحكامة الرشيدة والنظام القوي أدى إلى تفاقم الأوضاع وزيادة الفوضى.
وفي ظل هذا التدهور الشامل، هاجرت النخوة أيضًا؛ النخوة التي كانت تجمع أبناء المدينة على هدف واحد وتحافظ على التوازنات و توجه النخب للدفاع عن المكتسبات والمساهمة في نهضة مدينتهم. النخوة التي كانت تمنح الأمل والإصرار على التغيير، أصبحت نادرة وسط المشهد الكئيب الذي لا يبعث إلا على اليأس.
كل هذا يدفعنا إلى التساؤل المرير: ماذا تبقى بعد هجرة المستثمرين، رأس المال، النظام، والنخوة؟ ماذا تنتظر المدينة بعد أن فقدت جميع أسس الاستقرار والنمو؟ الجواب قد يكون في "هجرة الصف الأخير"، وهي هجرة فلذات أكباد الأمهات والآباء، هجرة الشباب الذين لم يجدوا في مدينتهم سوى الفراغ والفشل.
هؤلاء الشباب هم الصف الأخير الذي يمثل الأمل الباقي للمدينة، ولكن إذا ما غادروا، فلن يتبقى شيء ليبني عليه المستقبل. هذه الهجرة الأخيرة ستكون بمثابة النهاية الحتمية لتاريخ مدينة كانت يومًا ما مزدهرة بالأمل والعمل والطموح.
وعليه، فإننا بحاجة إلى صحوة عاجلة قبل أن يحدث ما لا يمكن إصلاحه. يجب أن نعيد جذب المستثمرين، ونعيد للنظام قوته، ورد الاعتبار للنخوة التي يمثلها الحكماء و العقلاء و اعيان المدينة الحقيقيين و نبعث الامل في قلوب البراءة و الشباب ، حتى نتمكن من إنقاذ ما تبقى قبل فوات الأوان.
صالح اليوسفي
الفنيدق اليانس دارنا
هل فات الأوان ؟ هل أصبحنا أمام اللاعودة أمام هذا الانهيار الشامل على كل الصعد في مشهد سريالي تتصدره السلطة بكل أجهزتها الأمنية و الإدارة لتحصد فشل تلو فشل في تقهقر رهيب يجر المدينة نحو هزات إجتماعية غير متحكم فيها . . .