أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
لم تكن الزيارة التي قام بها رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الإثيوبية إلى المغرب زيارة عادية، حيث اتفق البلدان على تعزيز التعاون العسكري على أكثر من صعيد، وذلك بعد سلسلة من التحضيرات واللقاءات الثنائية.
هذا التعاون العسكري، الذي سبقته خطوات كثيرة، بدءًا من الزيارة الملكية التاريخية إلى افتتاح إثيوبيا سفارتها بالمغرب، يعكس تحوّلًا استراتيجيًا قد يساهم في إعادة تشكيل مواقف إثيوبيا إزاء ملف الصحراء المغربية.
بيان عسكري يفتح الآفاق
أشار البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المغربية إلى أن "الجانبين" أعربا عن ارتياحهما للمستوى المتميّز الذي بلغته علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، مؤكدين "تطلّعهما ورغبتهما المشتركة في تقوية هذه العلاقات النموذجية مستقبلًا".
وأوضح البيان أنه "خلال جلسة العمل التي عُقدت بحضور وفدي البلدين، تباحث رئيسا الوفدين بشأن مختلف جوانب التعاون"، مشيدين بـ"المستوى الذي بلغته العلاقات بين الجيشين الإثيوبي والمغربي". كما ناقش المسؤولان سبل تعزيز هذا التعاون وتوسيعه ليشمل "مجالات أخرى" ذات اهتمام مشترك.
وقد اعتبرت العديد من التحليلات الزيارة التي قام بها جولا، الذي التقى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بإدارة الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، وما أفضت إليه من نتائج، تعبيدًا جديدًا للطريق، طريق قد يفضي إلى سحب أديس أبابا اعترافها بجبهة البوليساريو، أسوة بدول أفريقية عدة، استطاع المغرب إعادة توجيه بوصلتها نحوه بفضل شراكات استراتيجية واعدة.
زيارة ملكية فتحت الطريق
منذ الزيارة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس إلى إثيوبيا عام 2016، والتي وصفتها حكومة إثيوبيا حينها بـ"التاريخية والمهمة جدًا"، بعدما توجت بإبرام 13 اتفاقية ومذكرة تعاون شملت مختلف القطاعات، دشّن البلدان مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.
وكان الملك محمد السادس، قبل سنوات، قد زار إثيوبيا، في زيارة هي الأولى منذ تنصيبه ملكًا. كما أنها أيضًا المرة الأولى التي رفع فيها العلم المغربي بأديس أبابا، منذ عام 1984، إثر انسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي، الذي تستضيف أديس أبابا مقره الرئيسي.
وقد عكست وسائل الإعلام المحلية الاهتمام الرسمي بزيارة العاهل المغربي، فنقلت محطات التلفزة والإذاعة نبأ الزيارة في صدارة نشراتها الإخبارية، واعتبر دبلوماسيون أفارقة حينها أن رفع العلم المغربي في أديس أبابا العاصمة السياسية لإفريقيا، يحمل "رسائل ودلالات".
وفي سياق متصل، افتتحت إثيوبيا سفارة لها في المغرب، عقب الزيارة التي قام بها وزير خارجيتها تيدروس أدحانوم إلى الرباط في مايو 2015، والتي اعتُبرت زيارة تاريخية، حيث كانت الأولى لمسؤول إثيوبي بهذا المستوى إلى المغرب.
إثيوبيا ومواقفها من القضية الوطنية
اعترفت أديس أبابا لأول مرة بجبهة البوليساريو عام 1979، وظلت من أهم مناصريها قبل أن يتباطأ مستوى الدعم في العقد الأخير.
فخلال العشرية المنصرمة، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات ملحوظة، بدأت مع الزيارة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس إلى إثيوبيا عام 2016.
هذا، وكانت إثيوبيا من أكبر المؤيدين لعودة المغرب لمنظمة الاتحاد الإفريقي، مع موقفها المتوازن من النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وفي ذات الوقت، نأت إثيوبيا بنفسها عن المحور الذي تقوده الجزائر وجنوب أفريقيا داخل الاتحاد الإفريقي، وهو ما يجعل من هذا التقارب العسكري والأمني الجديد، مصدر إزعاج كبير لأعداء المملكة، وخطوة إيجابية هامة من شأنها تقريب وجهات النظر في ملف الصحراء في إطار "الدبلوماسية العسكرية".
وتشهد العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والمغرب "تطوّرًا نحو شراكة استراتيجية تهدف إلى تقوية الأهداف المشتركة للبلدين، مع الإسهام بشكل فاعل في تنمية واستقرار القارة الأفريقية"، وفق ما ذكر بيان القوات المسلحة المغربية.
فهل يشكل التقارب العسكري الأخير بين المغرب وإثيوبيا مدخلًا أساسيًا يعبد الطريق لتغيير أديس أبابا موقفها إزاء ملف الصحراء، وسحب اعترافها بالجبهة البوليساريو على غرار الخطوة التي أقدمت عليها مجموعة من دول القارة السمراء؟!
هشام
المغرب
علينا ايضا ان نعمل على كسب موقف مصر لا يجب ان نخسر طرف من اجل ارضاء طرف اخر