عبد الجبار الرشيدي: التعديل الحكومي جاء في مسار طبيعي من أجل إعطاء نفس سياسي

مؤسسة تعليمية بطنجة تحيي ذكرى المسيرة الخضراء تحت شعار "رسالة جيل لجيل"

البرلماني شهيد يقصف الحكومة: سرقتم البلاد وتريدون سرقة حتى التاريخ

نبيلة منيب تشيد بمغاربة هولندا وتوجه انتقادات نارية للحكومة

احجيرة: التعديل الحكومي ماشي للترضيات وإنما لتسريع وتيرة البرامج

السعدي: لن ننخرط في الحملات التي تسيئ لوطننا بسبب حسابات سياسية ضيقة

جدل زيارة الأضرحة في المغرب.. بين التقليد الشعبي ودعوات التحريم

جدل زيارة الأضرحة في المغرب.. بين التقليد الشعبي ودعوات التحريم

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية - بدر هيكل

يعتبر المغرب من أكثر الدول العربية والإسلامية احتضانا للأضرحة، ولا تكاد تخلو قرية أو مدينة من ضريح، وبلغت زيارة الأولياء والتبرك بهم درجة كبيرة من الانتشار في المجتمع المغربي حتى قيل عنه أن أرضه تنبت الصالحين والأولياء كما تنبت الأرض الكلأ (النبات).

بين ضريح وضريح يوجد ضريح

في تصريح للدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في الشأن الديني : "المغرب معروف بأنه بلد الأولياء والصالحين، وأن الأسر التي حكمت المغرب كلها كان لديها امتداد في النسب الشريف وانتماء إلى زوايا أو عائلات صوفية".

فمنذ القدم، يتداول المغاربة مقولة أن المغرب بلد الأولياء والمشرق بلد الأنبياء. ويكمن سّر هذه المقولة في ما أشار إليه الباحث المغربي عبد الغني منديب، في كتابه "الأضرحة بالمجتمع القروي: آليات الوجود والاستمرار"، بأنّ المغرب يتميّز بتبجيله أكبر عدد من الأولياء حتى استحق لقب بلد المئة ألف ولي.

وعندما ردد المغاربة مقولة أنه “بين كل ضريحين يوجد ضريح في المغرب"، فذلك ليس مبالغة أو تهويلاً، لكنها على أية حال تعبر عن وفرة أعداد الأضرحة في بلد يُعرف بكونه “بلد الأولياء”، إذ يصل عددها الى 7000 ضريحاً وزاوية، وفق آخر معطيات لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

ويواصل المغرب العناية بالأضرحة والزوايا، من خلال تخصيص ميزانيات مالية كبيرة لها كل سنة، سواء من ميزانية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو عبر هبات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إذ عدى الإنفاق عليها خلال السنة الماضية 146 مليون درهم مغربي، من أجل تجديدها وترميمها والمساعدة في أداء مهامها الدينية.

الاضرحة وحلم قضاء الحاجات

في وقت سابق، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن المغاربة كانوا يبحثون دائماً عن نماذج إنسانية وبشرية استثنائية من حيث القيم، ويقيمون لها ضريحاً بعد الوفاة.

كما أكد الوزير أن الأضرحة الموجودة في المغرب تندرج ضمن أولويات الوزارة من حيث الحفاظ عليها وترميمها، لكن الأمر يأتي في المرتبة الثانية بعد المساجد، يضيف التوفيق. 

وقد اشتهرت العديد من الأضرحة في المغرب بكونها تحولت إلى مقصدا لآلاف المرضى والراغبين في قضاء حاجيات دنيوية من زواج وخصوبة وولادة وذرية صالحة، أشهرها ضريح الرداد قرب مدينة أزمور، المخصص "لعلاج" النساء العقيمات، وضريح عائشة البحرية المخصص في تزويج العانسات، وفق اعتقادات مرتاداته، وضريح الولي يحيى بن يونس، ثم ضريح بويا عمر الذي أغلقته الحكومة بعد ثبوت ممارسات مخلة بكرامة الإنسان، لمرضى عقليين داخله.

وفي ذات الوقت الذي يرتجي كثيرون من زياراتهم تحقق غاياتهم وأمانيهم، يبدو أن البعض استشعر أن "الاموات" لا يحققون الأماني، وهكذا أقدمت امرأة مغربية، على إضرام النيران، في واحد من أشهر الأضرحة في المغرب، في حادثة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء إِشعال النيران في الضريح بعد تردد المرأة عليه لفترة طويلة، إلا أن السيدة "يئست بعد ذلك من تحقيق أمانيها من قبل والي الضريح" حسب إفادتها في تحقيقات الشرطة عقب إلقاء القبض عليها.

 استمرار التدين الشعبي

تتفق شهادات عدد من المواطنين على أنّ زيارة الأضرحة هي شرك بالله، في الوقت الذي يبرر عدد منهم زيارته لها بـالتبرك، رغم ما عرفه المجتمع المغربي من تحولات وتطورات.

 وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، صرح في سياق متصل، بأن زيارة الأضرحة ليست شركا بالله، مضيفا أن المدفونين في هذه الأضرحة كان لهم منافع على الناس ولذلك يقول المغاربة “قراب لله وكنترجو براكتهم”.

وأضاف التوفيق أن الغزو السلفي المعقد للمغرب، كان يحارب الأضرحة، مضيفا أن المغاربة مهتمون بالأضرحة لأن المدفونين فيها “تميزوا بصفات في خدمة الناس والجماعة، وكانوا يحرصون على الأمن وأمور أخرى”.

والى جانب تصريحات وزير الاوقاف، هناك بالفعل جدل حول هذه المعتقدات والممارسات المرتبطة بها من الناحية الدينية، تقول الأستاذة ليلى عسراوي باحثة في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، "إذ أن هناك بالفعل بعض الفقهاء الرافضين لهذه الظاهرة، الذين يرون فيها مجرد بدع لا تمت بأية صلة" للإسلام الصحيح"، وعليه ينبغي منعها وتحريمها. في حين يرى فيها آخرون جزء من التصوف المغربي الذي يمكن اعتباره تراثا لا ماديا". وهو النقاش الذي يستمر ويبرز مع كل مناسبة وموسم رغم ما يعرفه المغرب من تحولات وتطورات.

هذا، ويؤكد هشام عميري، الباحث بجامعة أبي شعيب الدكالي، في دراسة نشرت ضمن ”مجلة العلوم السياسية والقانون”، على أن التحولات التي عرفها المغرب لم تحد من هذه الظاهرة، ذلك أن “التدين الشعبي لدى الشباب والإيمان بمعتقدات عديدة لا يزال مستمرا.. وأن التطور السياسي والاجتماعي والرقمي الذي يعرفه المغرب لم يحد من ظاهرة استمرارية ثقافة الأضرحة، التي ربطها بالترويج الإعلامي والتنشئة الأسرية”.


عدد التعليقات (14 تعليق)

1

شيماء

تعقيب

زيارة ضريح يقال أنه صالح..شرك بالله..لان الإنسان عوض أن يتضرع بالدعاء لله للإستجابة فإنه يتوسل لغيره...ومنطقيا شرك كامل الأركان..لأن الشخص إذا توفى انقطع عمله ...لا يعقل ولا يسمع غيره من الأحياء...بل هل هو نفسه لا يعرف هل من أهل الجنة أو النار...فهل يعقل طلب المساعدة من بشر حتى لو كان حيا..بالأحرى أنه ميت

2024/09/17 - 09:43
2

محمد أيوب

القول الفصل

القول الفصل: القول الفصل في هذا الامر مرده الى القرآن والسنة، فقد ورد في الحديث ما معناه بان المسلم اذا مات انقطع عمله الا من ثلاث:صدقة جارية،او علم ينتفع به،او ولد صالح يدعو له...وورد في القرآن ما يحضر النفع والضرر بيد الله تعالى فلا يملك البشر نفعك ولا ضرك الا بما قدره الله تعالى لك او عليك...وظاهرة التعلق بأضرحة الاولياء ببلدنا هي شركه بالله تعالى لا اختلاف عليه بين العلماء قديما وحديثا،فالميت انقطع عمله،وكيف لمن ليست بيده الاستطاعة على النفع والاضرار حيا ان يكون له ذلك وهو ميت...غير ان وزيرنا في الأوقاف معروف عنه تشجيعه الدين القبور.

2024/09/17 - 10:23
3

المعلم

فائدة الأضرحة

الأضرحة لافائدة من ورائها ولا من زيارتها لقد قال أبو العلاء المعري في أحد أبيات قصيدته تعب كلها الحياة خفف الوطأ ماأظن أديم الأرض إلا من تزاحم هذه الأجساد فالأرض التي نمشي عليها والأتربة الموجودة فهي كلها لقبور أسلافنا فيصير التقرب لله عبر هذه الأضرحة شرك وكفر كما أن هناك ميزانيات تصرف على أضرحة وقبور ومواسم لافائدة من ورائها إلا الاستمرار في الدجل والخرافات كل إنسان مسؤول عن نفسه ولا ينفع الميت الحي بأي حال من الأحوال حيث ينقطع عمل إبن آدام بالموت من الدنيا إلا إذا ترك ولد صالحا أو علم أو عمل ينتفع به

2024/09/17 - 10:46
4

ابراهيم

حسبي الله ونعم الوكيل

خزعبلات وشرك وجهل وتخلف هدا ما تشجع عليه الحكومة وتضخ أموالا طائلةعليه لتنويم الشعب كي يبقى غافلا مخدرا.

2024/09/17 - 10:48
5

said

الأضرحة هي منبع الجهل والجهلة.

والله العظيم الأضرحة ماهي إلا منبع مصطنع للجهل والجهلة وانا أتكلم بالدليل القاطع. الأضرحة من صنع الاستعمار لما كان يحيمر جهلة هذا البلد بمشاركة عبيد فرنسا الخونة الذين كان همهم هو مصلحتهم ومصلحة أبنائهم وبقيت الأضرحة تحيمر في الجهلة إلى يومنا هذا والى أن يرث الله الأرض. كانت في منطقتي الكثييييير منها وكان الناس يزورونها قبل أن يأتي إليها أصحاب الكنوز سواسة ويخربونها ويأخذون مافيها من الذهب والفضة واللويز عندها صار البشر عندنا مثل البشر يعي ماهي الاضرحة.والسلام على الأتقياء ومن يعرفون الله فقط.

2024/09/17 - 11:14
6

غالي

لا زال مفتوح

ضريح الولي الصالح بويا عمر غير مغلق لقد تم إفراغه من المرضى المربوطين بالسلاسل واستمر الضريح في استقبال الوافدين لزيارة الولي

2024/09/18 - 12:07
7

غالي

لا زال مفتوح

ضريح الولي الصالح بويا عمر غير مغلق لقد تم إفراغه من المرضى المربوطين بالسلاسل واستمر الضريح في استقبال الوافدين لزيارة الولي

2024/09/18 - 12:07
8

لمهيولي

لماذا تهدر الملايين على أضرحة اموات؟

الدفين في الضريح يقال انه كان يتقي الله ويعبده لكنه توفي وينتظر منا ان ندعو له فلقد انتهى عمله من الدنيا وصار كسائر الأموات..ماينفق على الأضرحة سواء من الدولة أو من الزوار يستفيد منه أشخاص لا علاقة لهم بالولي يجمعون الأموال بطرق سهلة إذ لاعمل لهم إلا الاسترزاق بالضريح كوسيلة..نحن نلوم الشيعة على تقديس الاموات والاستنجاد بهم لكن نتسامح مع زوار الأضرحة ومن يعتقد بأنها تعالج وتعطي وتستجيب للادعية.

2024/09/18 - 12:07
9

فهمي

همس

هناك أناس لم تكتمل لديهم الرؤية بعد لأن بالإدراك يتحول الفرد فهم يشكون همومهم إلى الله سبحانه وتعالى في الأضرحة فحين يستوعب إدراكهم أن الله في كل مكان يجيب دعوة الداعي أينما كان سيقع ما تصبون إليه !!!!

2024/09/18 - 01:00
10

عبد السلام

الجهل

الجهل كيف لدولة شعبها يعيش الفقر والوزارة تنفق 12مليون سنتيم كل سنة لكل ضريح هذا معنها أبعاد الشعب عن الدين

2024/09/18 - 01:07
11

التوحيد

لا واسطة بين العبد و ربه

يقول الله تبارك و تعالى في سورة الزمر - الآية 3 "أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ" هذه الآية تقطع الطريق على جميع التؤويلات والإسلام جاء في قوم يتخدون الأصنام و قوم نوح خير دليل «وَد، وَسُوَاع، ويَغُوث، وَيَعُوق، وَنَسْر» للتقرب إلى الله وقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم لتوحيد العبودية لله دون واسطة

2024/09/18 - 08:24
12

خالد

الدعم

واش الدولة كدعم الضرائح ويغيتهم يتحيدو

2024/09/18 - 09:31
13

سهيل

هام

يا اخوان زيارة الاضرحة حرام بشكل قطعي لانها شرك،والشى الخطير في الموضوع هو الارتباط الكبير بين تواجد هده الاضرحة وزيارتها وعالم السحر والشياطين والشعودة،لان المشعودين والسحرة جلهم يفرض عليهم زيارة الاضرحة والقيام ببعض الطقوس كالدبح وووو،حتى ترضى عنهم الشياطين وتساعدهم في اعمالهم الشيطانية والعياد بالله،

2024/09/18 - 12:21
14

عبده

الشرك الأكبر

إن اللجوء إلى السادات والاضرحة من أجل الدعاء وقضاء الحاجات هو شرك بالله ولا جدال في ذلك . وما الفرق بين عباد الأضرحة وكفرة قريش! كانوا يعبدون الأصنام لتتتوسط بينهم وبين الله . فهم يعرفون الله .قال تعالى في سورة الشعراء "قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ، سيقولون لله قل أفلا تذكرون. وقال الله في سورة الزمر وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3

2024/09/18 - 04:32
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات