أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية-عمر أياسينن
كانت مدينة الفنيدق منذ سنوات تعيش على هامش الاهتمام الوطني، حيث كان اقتصادها يعتمد بشكل كبير على الأنشطة الحدودية ومعبر سبتة المحتلة. ومع إغلاق المعبر في عام 2020، بدأت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية تضغط بشدة على المدينة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الأزمات المعيشية. لكن المفاجأة الكبرى جاءت حين تحولت الفنيدق إلى محور حديث العالم، مع تصاعد ظاهرة الهجرة السرية الجماعية التي هزت الرأي العام الدولي.
على خلفية الأوضاع الصعبة، شهدت المدينة موجات متتالية من محاولات الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة. هذه المحاولات لم تقتصر على الأفراد، بل شملت أسرًا بأكملها، مما خلق مشاهد مأساوية وصورًا مؤلمة لشباب وأطفال يلقون بأنفسهم في البحر بحثًا عن مستقبل أفضل. المشهد الذي أثار الاهتمام الإعلامي العالمي كشف عن حجم المأساة التي تعيشها الفنيدق.
بدأت كبرى القنوات والصحف الدولية تتناول الأزمة، ولفتت الأنظار إلى واقع المدينة المنسية. كانت التقارير تتحدث عن الفقر المدقع واليأس الذي دفع الآلاف من شباب المدينة للمخاطرة بحياتهم في محاولة للوصول إلى أوروبا. تناول الإعلام العالمي أيضًا ما اعتبره البعض تجاهلاً حكومياً لحل الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بشكل ملحوظ بعد إغلاق الحدود، مما جعل السكان يشعرون بأنهم محاصرون في مدينة معزولة بلا أي فرص أو مستقبل واضح.
الحراك الاجتماعي الذي شهدته الفنيدق في السنوات الأخيرة لم يكن مجرد احتجاجات عابرة، بل تعبيرًا عن غضب شعبي متزايد بسبب غياب الحلول العاجلة، في الوقت الذي يعيش فيه الآلاف على حافة الفقر. وتُعتبر الهجرة السرية الجماعية أحد أبرز تجليات هذا اليأس الذي أصاب السكان. ومع انتشار أخبار الفنيدق عالميًا، أصبحت المدينة رمزًا للأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العديد من المدن الحدودية في المغرب.
بينما حاول البعض عزل المدينة ودفعها نحو النسيان، تحول سكان الفنيدق بأفعالهم إلى مصدر لفت الانتباه العالمي، ووضعوا مدينتهم في قلب النقاشات الدولية حول الهجرة والعدالة الاجتماعية. وبذلك، أثبتت الفنيدق أنها ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل صرخة تطالب بالحق في حياة كريمة.
عبد اللطيف الرباطي
الكلام الخاوي
وباز ،شحال تبرعوا ف الكلام الخاوي.