أخبارنا المغربية - وكالات
في عام 356 قبل الميلاد، أضرم رجل يُدعى هيروستراتوس النار في سقف معبد أرتميس بمدينة أفسس في تركيا، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من المعبد، الذي كان يُعد إحدى عجائب العالم القديم وفقاً للكاتب اليوناني فيلون البيزنطي. لم يكن هذا التدمير الأول للمعبد، فقد شهد عدة تدميرات وإعادة بناء، منها إعادة بنائه بعد نحو قرنين بتمويل من الملك الليدي كروسوس، الذي أنشأ هيكلاً ضخماً، بلغ طوله 377 قدمًا وعرضه 180 قدمًا، واستغرق بناؤه أكثر من 100 عام، بحسب المؤرخ هيرودوتس.
واكتسب معبد أرتميس شهرة كبرى بين المعابد الأخرى، حيث تزينت أعمدته الـ127 بارتفاع 65 قدمًا بنقوش لمشاهد أسطورية يونانية. وتحدثت الكتابات القديمة عن عظمة هذا المعبد، حيث أبدى الشاعر أنتيباتر الصيداوي انبهاره به قائلاً إن المعبد ارتفع حتى وصل إلى السحاب، مشبهاً إياه بقمة أوليمبوس.
لكن المعبد لم يصمد طويلاً، حيث اندلع فيه حريق في الليلة التي وُلد فيها الإسكندر الأكبر، وقد أشار المؤرخ بلوتارخ إلى هذه المصادفة في كتاباته. ورغم إعادة بنائه للمرة الثالثة عام 323 قبل الميلاد، إلا أنه صمد لعدة قرون قبل أن يسقط بيد قوات مسيحية في القرن الخامس الميلادي، حيث تم تدميره واستخدام أحجاره كمواد بناء.
وفي عام 1869، اكتشف عالم الآثار جون تيرتل وود بقايا المعبد مدفونة تحت الرمال، حيث أرسل ما عثر عليه من آثار إلى المتحف البريطاني. وتبقى هذه الآثار حالياً من أهم القطع التي تعرض روعة المعبد، وتشمل قاعدة منحوتة لعمود وبعض التماثيل والشظايا الرخامية.
وفي موقع المعبد اليوم، بقي عمود وحيد أعيد تركيبه من حجارة متبقية عام 1972، فيما يمكن للزوار استحضار عظمة المعبد بمشاهدة أنقاض معبد أبولو المجاور أو النموذج المصغر في متحف مينياتورك في إسطنبول، حيث يعيد هذا النموذج تخيل الهيكل لكن دون مقارنته بحجمه الأصلي وعظمته القديمة.