أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
يشهد المغرب تحولا جذريا في خارطة موارده الاقتصادية بفضل توجهه الطموح نحو مشاريع الهيدروجين الأخضر، التي يتوقع أن تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار، في توجه يعكس رؤية استراتيجية تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة كأحد الرواد العالميين في مجال الطاقة المتجددة.
وتَعد مشاريع الهيدروجين الأخضر في المغرب بتحقيق طفرة نوعية في قطاع الطاقة، إذ من المنتظر أن توفر مصادر طاقة متجددة تتجاوز قدرتها الإجمالية 120 جيغاوات، وهو رقم يفوق القدرات الحالية لفرنسا في مجال الطاقة المتجددة بما يقرب من الضعف، ما سيضع المغرب في طليعة الدول التي تتبنى حلولا مبتكرة ومستدامة لمواجهة تحديات الطاقة والمناخ.
وأبدت الحكومة المغربية دعما واضحا لهذا القطاع الواعد، حيث أعلنت في مارس الماضي عن تخصيص مساحة شاسعة تناهز مليون هكتار للاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، لتتلقى الحكومة مباشرة بعد ذلك أكثر من 40 طلب استثمار من شركات دولية تسعى للمشاركة في بناء هذا القطاع الحيوي.
وتعكس الأهداف التي يطمح المغرب لتحقيقها في هذا المجال جرأة ووضوحا في الرؤية، حيث يسعى إلى تلبية أكثر من 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر، حيث أن هذا الرقم ورغم ضخامته، ليس بعيد المنال بالنظر إلى الإمكانيات الطبيعية والجغرافية التي يتمتع بها المغرب، بما في ذلك واجهاته البحرية التي تمتد على طول 3500 كيلومتر، ما يوفر بيئة مثالية لإنتاج وتصدير هذه المادة الحيوية.
ولا تشكل مشاريع الهيدروجين الأخضر توجها اقتصاديا فقط، بل هي رهان استراتيجي على الاستدامة، إذ تسهم في تعزيز استقلالية المغرب الطاقية، وتحسين مكانته التنافسية على الساحة الدولية، فضلا عن توفير فرص عمل وتنمية مناطق شاسعة من البلاد.
ويقف المغرب اليوم على أعتاب حقبة جديدة، حيث يخطو بخطوات واثقة نحو مستقبل أخضر ومستدام، مستندا إلى رؤية طموحة وسياسات حكيمة تمكنه من تحويل موارده الطبيعية إلى ثروة وطنية قادرة على تحقيق الازدهار للأجيال القادمة.
خالد
موفقين ان شاءالله
نتمنى السلم والأمان والرقي والازدهار لهذا الوطن الحبيب بقيادة حكيمة لأمير المؤمنين حفظه الله ورعاه ونصره وأيده ولا عزاء للحاقدين