منار السليمي: اعتراف وشيك لموريتانيا بمغربية الصحراء بوساطة إماراتية والجزائر في ورطة مع البوليساريو

أسعار حطب التدفئة تشهد ارتفاعا بعد تساقطات ثلجية كثيفة بإقليم ميدلت

بحضور شخصيات وطنية وعلميه.. تطوان تكرم روح الفقيه العلامة سيدي محمد بن القلالوسي الزرهوني

ساكنة ميدلت تستبشر خيرا بالتساقطات الثلجية

هذا ما قاله مدرب مانييما عن مواجهة الرجاء في ختام دور المجموعات

منار السليمي: غلاء المعيشة وصمت الحكومة، الوزير الموظف، تصدع بين أحزاب الأغلبية، حكومة المونديال

محلل سياسي أمريكي.. المغرب رفض التدخل في الجزائر ونجح في استثمار قضية الصحراء لصالحه

محلل سياسي أمريكي.. المغرب رفض التدخل في الجزائر ونجح في استثمار قضية الصحراء لصالحه

أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي

في سياق التحولات الجيوسياسية التي يشهدها شمال إفريقيا، تبرز السياسة الخارجية المغربية كنموذج للاتزان والحكمة، وفقا لما يؤكده الأكاديمي والمحلل السياسي الأمريكي بيل ميخائيل، الذي قال أنه وبينما تعيش المنطقة على وقع توترات متزايدة، اختار المغرب نهجا دبلوماسيا يعزز الاستقرار ويرسخ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، رغم ما أتيح له من فرص لاستغلال أزمات بعض هذه الدول، وفي مقدمتها الجزائر.

ويستند المغرب في سياسته الخارجية حسب ميخائيل إلى رؤية واضحة تتمحور حول الدفاع عن وحدته الترابية، مع الالتزام بالشرعية الدولية وعدم التورط في أي شكل من أشكال التصعيد مع جيرانه، وهو ما تجلى بوضوح في تعاطي المملكة مع قضية الصحراء المغربية، حيث اعتمدت الرباط نهجا دبلوماسيا متزنا أثمر عن تأييد متزايد لموقفها على الصعيد الدولي، كما يظهر في الاعترافات المتتالية بسيادة المغرب على صحراءه، والتي أعطاها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية خلال الولاية السابقة للرئيس دونالد ترامب دفعة قوية.

ويرى ميخائيل أن ما يميز المغرب عن غيره من الدول في المنطقة هو نجاحه في تحويل الصحراء المغربية إلى محور تنموي حقيقي، بدلا من أن تكون منطقة صراع وتوتر، حيث جعلت المشاريع الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية، سواء من حيث البنية التحتية أو الاستثمار في الطاقات المتجددة والصيد البحري، من هذه المنطقة مثالا على التنمية المستدامة، في وقت لا تزال فيه الأطراف الأخرى تراهن على خطاب الصراع والمواجهة.

في المقابل، تعيش الجزائر على وقع أزمات داخلية متفاقمة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وهو ما جعلها تلجأ إلى تصدير أزماتها الداخلية عبر تبني مواقف تصعيدية تجاه المغرب، ومع ذلك، يؤكد المحلل الأمريكي أن الرباط رفضت الانجرار إلى أي شكل من أشكال التصعيد، رغم أن الأوضاع في الجزائر أتاحت لها فرصا عديدة لممارسة ضغط استراتيجي أو التدخل المباشر، في موقف يعكس نهجا مغربيا راسخا يقوم على احترام سيادة الدول، في مقابل سياسات أخرى تكرس منطق العداء والمواجهة.

ويشدد المحلل الأمريكي على أن الجزائر، من خلال دعمها لجبهة البوليساريو، لا تسعى فقط إلى زعزعة استقرار المغرب، بل تساهم أيضا في تأجيج التوترات في منطقة الساحل والصحراء، مما يجعلها في مواجهة مباشرة مع الإرادة الدولية الساعية إلى إحلال الاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية، حيث باتت المجموعة الانفصالية التي تدعمها الجزائر (البوليساريو) متورطة في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي، من خلال ارتباطاتها المشبوهة بجماعات متطرفة تنشط في منطقة الساحل.

وتؤكد التقارير الأمريكية أن كل الدبلوماسيين الذين زاروا المنطقة خلال السنوات الأخيرة عادوا إلى واشنطن مقتنعين بعدالة الموقف المغربي، وضرورة دعم مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع حول الصحراء، حيث يشير ميخائيل إلى أن هذا التحول في الموقف الأمريكي، الذي تجلى بوضوح خلال ولاية ترامب السابقة، يعكس قناعة واشنطن بأن المغرب هو الطرف الوحيد القادر على ضمان الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة.

وبرهن المغرب، على مدى العقود الماضية، على أنه شريك موثوق للمجتمع الدولي، من خلال سياساته المتزنة ومساهمته الفعالة في محاربة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع الدول الكبرى، وهو ما جعل المزيد من الدول تدرك أن دعم الموقف المغربي في قضية الصحراء لا يعكس فقط موقفا سياسيا، بل هو جزء من رؤية استراتيجية تسعى إلى بناء منطقة أكثر استقرارا وازدهارا.

ويخلص ميخائيل في النهاية، إلى أن المملكة المغربية، بفضل قيادتها الحكيمة، تمضي قدما في تحقيق مكاسب دبلوماسية متتالية، بينما يجد خصومها أنفسهم في عزلة متزايدة بسبب سياساتهم العدائية، حيث وبينما يواصل المغرب تعزيز موقعه كقوة في إفريقيا، فإن الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء يؤكد أن المستقبل يسير لصالح المملكة، التي نجحت في تحويل قضية الصحراء من مصدر توتر إلى نموذج تنموي يحتذى به.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات