أخبارنا المغربية
شكل اللقاء الذي نظمته٬ اليوم الخميس بالعاصمة الأندلسية إشبيلية٬ (مؤسسة الثقافات الثلاث) والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لفائدة مصممات أزياء الفلامينكو الأندلسي والقفطان المغربي٬ فرصة ثمينة لمقاولات شابات ينتمين إلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط٬ تبادلن خلالها الأفكار والخبرات بهدف المزيد من الخلق والإبداع لتطوير هذا النوع من اللباس الأصيل بالمنطقة.
وقد تتبعت المشاركات في هذا اللقاء التواصلي الاول من نوعه٬ والذي يدخل في إطار مشروع "ميري" الخاص بالنساء المقاولات بجهات مضيق جبل طارق٬ مداخلة لمصممة زي الفلامينكو الشهيرة في إسبانيا منذ سنة 1960٬ لينا سيفيا٬ التي أعدت فساتين للملكة صوفيا٬ عقيلة العاهل الإسباني خوان كارلوس ولمشاهير في مجالي الفن والسياسة٬ حيث اطلعن على مسار هذه السيدة البالغة من العمر 81 عاما٬ وعن بداياتها الصعبة في المهنة وكيف سطع نجمها في عالم الفلامينكو رغم أنها كانت أمية ولم تتلق أي تكوين في مجال التصميم والخياطة.
وأكدت لينا للنساء المقاولات الشابات بجهات جبل طارق٬ أن العزيمة القوية تقود حتما إلى النجاح والتألق٬ ودعتهن إلى المزيد من الاجتهاد والابتكار لإضفاء نكهة عربية أندلسية على منتجاتهن٬ تعكس في ثناياها التلاقح والتمازج بين الثقافتين المغربية والأندلسية٬ وتعزز حضور أزياء الفلامينكو والقفطان في الأسواق العالمية.
وأوضحت السيدة كاطالينا بيجارانو٬ المسؤولة التقنية لبرنامج "النساء المقاولات بجهات مضيق جبل طارق" (ميري) التابع لمؤسسة (الثقافات الثلاث)٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذه التظاهرة الثقافية تشكل مبادرة لتعزيز التعاون الحدودي بين إقليم الأندلس وشمال المغرب٬ كما أنها تروم ربط الاتصال فيما بين مصممات شابات بضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط٬ يتوجسن كثيرا من مغامرة إنشاء مقاولاتهن في تخصص كثرت فيه المنافسة وتنوعت فيه الأذواق.
وأشارت إلى أن برنامج "ميري" تلقى العديد من الطلبات٬ لكنهم اضطروا إلى انتقاء أحسن الاقتراحات والتصاميم من أجل تقاسمها فيما بين المشاركات٬ ساعين بذلك إلى فتح بوابة الثقافات الثلاث أمام ابتكاراتهن وإغنائها بنصائح وأفكار مصممين ذوي الشهرة.
وترى المقاولة المغربية الشابة سارة قنجاع٬ في تصريح مماثل٬ أن الهواية يمكن أن تتحول إلى احتراف مميز كما هو حال الكثير من مصممي الأزياء العالميين٬ مشيرة إلى أن بدايتها في مجال التصميم انصبت على إنتاج ملابس خاصة بها وبافراد عائلتها ٬ لكن شغفها الكبير باللباس المغربي الأصيل جعلها تركز كامل جهودها بعد إنهاء دراستها الجامعية على تطوير موهبتها والرقي بها إلى عالم الاحتراف.
وتابعت أن مشاركتها لأول مرة في هذا النوع من التظاهرات خارج أرض الوطن٬ يتيح لها فرصة الاحتكاك مع أسماء لامعة في مجال التصميم وتبادل الخبرة مع نظيراتها المصممات الشابات بإقليم الأندلس٬ مشيرة إلى أنها تحتفظ بمفاجآت للمدعوين في عرض الأزياء الذي ستختتم به أشغال هذه التظاهرة الثقافية٬ حيث ستقدم نماذج من القفطان المغربي لكن مع إضافات خاصة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن المشرفين على برنامج "ميري"٬ نظموا للمشاركات زيارات ميدانية لبعض المقاولات المتخصصة في الطرز والخياطة التقليدية بمدينة إشبيلية٬ مثل مقاولتي "أنجيليس إسبينار" و"طوني طومار"٬ حيث تلقين شروحات ضافية عن أشكال الحرير والأثواب وطبيعة الاشتغال عليهما لصنع منتجات أصيلة ومميزة.