أخبارنا المغربية - و م ع
تميزت الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان٬ التي انطلقت اليوم الثلاثاء٬ تحت شعار "تجارب ناجحة في حوار الاديان" بتكريم الباحثة المغربية مريم آيت أحمد٬ رئيسة وحدة الأديان المقارنة وحوار الثقافات بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة رئيسة مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية.
فخلال الجلسة الافتتاحية٬ التي حضرها السيد لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر٬ الى جانب 500 مشارك من اتباع الديانات الثلاث الاسلام ٬ والمسيحية ٬ واليهودية ٬ القادمين من 75 دولة ٬ تسلمت الاستاذة مريم أيت حمد درع المؤتمر اعترافا بالخدمات الجليلة التي تبذلها ومازالت في تعزيز الحوار بين الاديان.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ى أكدت الباحثة الاكاديمية المغربية أن هذا التكريم "هو اعتراف بكفاءة المرأة المسلمة "٬ ٬مضيفة ان المغرب "هو بلد يستحق أن يمثل باعتبار الدور الذي يلعبه للسمو بمفاهيم التسامح والتعايش بين الشعوب والامم و الحضارات".
وأوضحت ان المغرب "بتاريخه المشهود له في فتح أحضانه للمهجرين المعبدين من قبل محاكم التفتيش في الاندلس الذين استقبلهم ورحب بهم٬ كان أرضا ونموذجا للتعايش بين الأديان والحضارات وبين مكوناته الثقافية العديدة من عرب وأمازيغ وأندلسيين ويهود أيضا" .
وشددت الباحثة المغربية على ان "الصراعات تحتاج من النخب المثقفة التحرك في اتجاه ترشيد وتوجيه أجيال المستقبل من أجل مجتمع بناء و تعزيز قيم الحوار بدل الاقصاء و قيم التعايش بدل الغلو و التطرف" .
وأكدت في هذا السياق أن القران الكريم "عزز قيما راقية في الحوار و أدبياته و سلوكاته٬ قائلة " لدينا مبادئ سامية في القرآن الكريم نجحنا في التعريف بها و تسويقها تعالميا".
ومن جهة أخرى تم أيضا خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الاعلان عن فوز اللبناني محمد السماك٬ أمين عام لجنة الحوار المسيحي الإسلامي٬ بجائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان٬ والتي قرر مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان لاول مرة منحها لأفضل مؤسسة أو شخصية لها مساهمات فعالة أو مشاريع متميزة في مجال حوار الأديان.
وتعتبر الجائزة التي تبلغ قيمتها مائة ألف دولار امريكي٬ حدثا مهما وإضافة نوعية لمؤتمرات الحوار في الدوحة على اعتبار انها تسهم في الدفع بثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان المختلفة على جميع المستويات.
ويشهد المؤتمر حضورا فاعلا لباحثين في مجال علم ومقارنة الأديان وممثلين لهيئات ومنظمات ومؤسسات وهيئات وجامعات مهتمة بمجال حوار الأديان لتقديم تجارب ناجحة في هذا المجال وعرض ما حققته من إنجازات مهمة فيه.
ويركز المؤتمر٬ خلال ايام انعقاده الثلاثة٬ على أربعة محاور هي المحور الاكاديمي ومحور العدالة ومحور السلام وحل النزاعات ثم محور الثقافة ووسائل الاعلام.
وفي هذا الصدد ستلقي الباحثة المغربية مريم أيت أحمد محاضرة بعنوان "المناهج الدراسية ودورها في تعزيز قيم التعايش والحوار بين الأديان"٬ إلى جانب عدد من المفكرين منهم طارق رمضان٬ ومفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري.