عادل متقي
لا ريب أن النوم جافى عيون عصيد بعد أن جرَ على نفسه وابلا جارفا من الانتقادات اللاذعة التي لا قبل له بها لقاء تهجمه على دين السواد الأعظم من المغاربة، أحياء و أموات، عندما قال بالحرف في محاضرته الموثقة صوتا و صورة: "عندما تدرس للتلميذ في الجدع المشترك في المقرر رسالة ديال النبي محمد لي هي رسالة تهديدية أسلم تسلم ثم تأتي فيما بعد لتتحدث عن حوار الاديان و عن الحريات و عن كذا هذا شيء متناقض الرسالة التي تدرس لتلامذتنا و هم في سن الثالثة عشرة هي في الحقيقة رسالة ارهابية لانها ترتبط بسياق كان الدين فيه ينشر يالسيف و بالعنف اليوم المعتقد اختيارشخصي حر للافراد لا يمكن ان تدرس للتلميذ رسالة تقول اما ان تسلم و اما انك ستموت".
تصريح صريح لا يحتاج إلى كثير عناء لاستيضاح مقصد عصيد و استنباط سوء نيته في التهجم على الدين و الملة و كأننا به يقول أن تدريس هذا الدين خطأ ما بعده خطأ و مس بحقوق الأفراد و الجماعات طالما أنه أجهز على إمبراطورية الكاهنة و أدخل القرآن و الإسلام إلى بلاد تامزغا.
لا أنكر مقدار الفرحة العظيمة التي انتابتني، لا لكون عصيد شنَف مسامعه بما استحق أن يسمع و أدرك قيمته عند عموم المغاربة، و لكن لقاء ما سمعت و رأيت من الحب الجارف الذي يكنه مغاربة هذا البلد العزيز، عربا و أمازيغ، للرحمة المهداة عليه الصلاة و السلام.
أمام الكم الهائل من الردود، لجأ عصيد، بعد أن اهتزت الأرض به و ربت و داخ سابع دوخة، إلى سياسة الهروب إلى الأمام و اللف و الدوران.
بداية و تحت وقع الصدمة التي هدت كيانه و جلجلت فكره، أرشده فكره المتخبط المترنح إلى تحويل رحى المواجهة نحو بنكيران و تحوير كلامه بعد أن اقتصر تصريح الأخير على ما يلي: "رسول الله صلى الله عليه و سلم خط أحمر لن أسمح بالتطاول عليه"، و الأدهى من ذلك أنه اشترط تمكينه من منابر بعض المساجد للرد على بعض وعاظها الذين هاجموا فكره تلميحا أو لفظا بعد أن تهيأ له أنه سيتم استقباله بماء ورد و الهدية المغربية.
مول الفز يقفز، عبارة تنطبق على عصيد، بعد أن أسقط عن نفسه القناع و أكد بما لا يدع مجالا للشك سوء سريرته و صفاقة نيته في النيل من خاتم النبيين و سيدهم محمد عليه الصلاة و السلام.
انتبه عصيد، بعد أن غابت عنه الكياسة و عازته الفطنة، إلى فداحة الورطة التي وضع نفسه فيها بعد كشف عن حقده الدفين إزاء عظمة الدين، فهداه فكره العليل و نصح الأقربين إلى الإنكار و اختلاق الأعذار بعد أن نسى أن تصريحاته كانت محل تسجيل يشاهدها الناس ليل نهار.
تخبط عصيد جرً عليه الويلات و أظهرت بالملموس المحسوس أن الرجل يهذي و يتكلم في كل الموضوعات ربما بإيعاز من بعض من أولئك الذين "عزيز عليهم يدفعوا الكروصة عند الحافات".
أتمنى أن يعود عصيد إلى جادة صوابه و يدرك أن فكره محض تطاول شوفيني على الملة و أن خطابه خطاب هجين يزرع الفتنة و يحصد العاصفة.
adam
القافلة تمر ،والكلاب تنبح٠
القافلة تمر ،والكلاب تنبح٠