عبد الهادي وهبي
يبدو أن الحرب التي يقودها النظام الجزائري العسكري ضد المغرب و مصالحه الداخلية و الخارجية لم تتوقف ، وتزداد وضوحا كل يوم ،وليس الشعب الجزائري الشقيق الذي نكن له الاحترام من مرجعات الجوار الديني و الجغرافي و التاريخي و الثقافي أيضا ،وفي الوقت الذي يحاول هذا النظام العسكري الهرم و الذي راوغه الربيع العربي احتراما فقط لشيخوخة هذا النظام ،لان الربيع العربي شاب فيه صفات الوقار و الاحترام للكبار ،رغم أن هذا النظام الهرم تفوح منه رائحة الفساد العسكري و الإداري، أن يوهمنا بان هذا النظام العسكري لا علاقة له بتحركات الانفصاليين أي جبهة البولي زبال او المرتزقة و مؤيدي القاعدة في المغرب الإسلامي إلا أن توالي الأحداث و الأيام تبين ان هذا النظام تنغمس قدماه يوما بعد يوم في وحل المرتزقة و الانفصاليين عبر الدعم الإعلامي و المادي ،وكل هذه الحقائق سوف تفضح قريبا عندما يتخلص الشعب الجزائري من النظام العسكري للجنرالات في الجزائر، و مناسبة المقدمة لها علاقة مباشرة بالموضوع ، فالكل يعلم أن الأحداث أو الحرب الخفية في الأقاليم الجنوبية المغربية التي تعلنها جبهة المرتزقة بدعم من النظام الجزائري منذ ان أحبط مشروع جون كيري المعروف بولائه للانفصاليين في توسيع مهام المينورسو لتشمل أهم مظاهر السيادة المغربية على التراب الوطني ، و الكل يعلم دور النظام العسكري الجزائري في تطويق الخناق على المغاربة المحتجزين في مخيمات العار بتندوف ،وهناك سبب أخر جعلني اخذ القلم واكتب في الموضوع رغم انشغالاتي المهنية ،ولكن كما أقول دائما لا شيء يضاهي الوطن ،وهذا السبب يخرج من حوار مع احد الإخوة في العمل الأمس ، حيث أثناء مناقشة خلال فترة الاستراحة في موضوع " أحداث العنف و التخريب التي قام بها بعض الموالين للانفصاليين في المدن الجنوبية المغربية ،وكيف تحركت آلة الانفصاليين و من يواليهم من الخونة داخل المغرب سواء أحزابا مثل اليسار الراديكالي و القاعدي ،او جمعيات مثل الجمعية المغربية للتجارة بحقوق الإنسان تحت زعامة الرياضي أو أقلام مأجورة مثل علي أنزولا و بوبكر الجامعي ،هذا الأستاذ الفاضل أشار إلى سؤال بسيط وعميق في نفس الوقت كان سببا في إخراج هذا المقال إلى الواقع وهو "" أمام هذه الحملة الشعراء للانفصاليين و أنصارهم ضد المغرب ،وخاصة استغلال ملف حقوق الإنسان لتشويه صورة المغرب ،و محاولة البحث عن مزيد من الأنصارلاسطوانهم المشروخة ،و التي تعود الى العهد الاشتراكي الماركسي البائد . أين هي أصوات المغاربة العائدين من مخيمات تندوف ؟ هذه هي الفرصة المواتية للحديث عن الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان التي ترتكبها جبهة المرتزقة بدعم من العسكر في الجزائر ، المغرب على الأقل يعتبر وبشهادة العالم ككل بأنه أول دولة عربية تحترم الغول المسمى بحقوق الإنسان .
فمنذ أن أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن مبادرة" أن الوطن غفور رحيم " التحق بأرض الوطن تلبية لهذا النداء الوطني العديد من الأشخاص و الأسر المغربية التي كانت محتجزة بالقوة في معتقل تندوف ،ولم تلتحق بالوطن إلا في ظلام الليل ، أي هروب ممن الجحيم ،ومن ديكتاتورية عبد العزيز × 2 أي عبد العزيز المراكشي دمية عبد العزيز بوتفليقة الذي هو أصلا دمية في يد العسكر الحاكم. قلت لماذا إلى حد الآن نجد صمتا رهيبا من طرف وهؤلاء المغاربة العائدين منذ سنوات إلى المغرب إلى وطنهم الأم ، عليهم واجب الخروج إلى وسائل الإعلام لشن حملة مضادة للمرتزقة ، يفضحون كل ممارسات القمع و السجن و الاغتصاب الممارس من طرف قادة البول زبال في حق المحتجزين ،وثم التلاعب بالمساعدات الأممية،و الطوق الأمني للعسكري الجزائري في حق الراغبين في العودة إلى وطنهم الأم ،نريد منهم أن يخرجوا إلى وسائل الإعلام العربية التي لا تفهم و لا تعلم أي شي عن تاريخ المغرب و عن الصحراء المغربية ،و تتبجح باستدعاء شخصيات يتحدثون و يحللون ما لا يعلمون ،و على رأسهم الخليجيين عبر قناة الجزيرة و غيرها .
بجب فضح الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان التي يقوم بها الانفصاليون في حق المغاربة الأحرار الذي يريدون العودة إلى وطنهم الأم ، وعلى الذين حباهم الله بهذا الهروب و الخروج من سجن تندوف ان يوصل رسالة وهي على أعناقهم إلى العالم ،و الدعوة إلى زيارات حقوقية بعيدا عن النظام الجزائري الرسمي ،وعلى هذه المنظمات الحقوقية أن تتقي الله و تتقي ما تؤمنه به من حقوق الإنسان ان تكون واقعية و تستمع إلى أنين المحتجزين ،و وعلى النظام الجزائري العسكري أن بتحمل المسؤولية التاريخية و الأخلاقية ، فقضية إغلاق الحدود المغربية الجزائرية أصبحت مفضوحة للعالم ، الجزائر ترفض فتح الحدود المغربية الجزائرية خدمة للانفصاليين ،وضريا في عرض الحائط لاماني الشعب الجزائري ، لانها تعلم ان فتح الحدود بعنب نهاية وإفراغ و اغرق معتقل تندوف ، هذه هي الحقيقة الواضحة ،و النظام الجزائري يريد ان يضل متمسكا بورقة الانفصاليين في المساومة مع الدول الغربية في علاقتها مع المغرب في مجال الطاقة .
على العائدين الى ارض الوطن ،و خاصة الموجودين داخل المؤسسات الوطنية كرؤساء مصالح إدارية او نواب برلمانين و موظفين سامين او حتى مستثمرين في القطاعات الاقتصادية و الخدماتية ، لان شهادتكم لها من المصداقية ما لا يكتسبها حتى مجلس الأمن ، وهم موجودين بالآلاف أن يخرجوا من صمتهم ،وان يدلوا بشهاداتهم المكتوبة و المسموعة و المرئية للعالم للتصدي إلى الحملة الحالية للانفصاليين وورائهم النظام العسكري الجزائري ،وخاصة أننا أمام قنوات و إذاعات و صحفيين لا يعلمون عن تاريخ الصحراء المغربية ألا الصفر ،ويحاضرون في قضية الصحراء المغربية ، لا يعرفون معتقل تندوف لا يهم لهم سوى المغرب و التطاول على وحدته الترابية .
اليوم ليس الهدف هو العودة لأرض الوطن ، بل أيضا تنظيم ندوات وطنية و زيارات للدول الأجنبية لتوضيح الصورة الغامضة التي تقدمها الجزائر و جبهة المرتزقة عن واقع الحياة في معتقل تندوف ،وأيضا تأكيد مغربية الصحراء ، ثم تنظيم مسيرات سلمية في الأقاليم الجنوبية المغربية من طرف العائدين من المعتقل و أبنائهم و أسرهم لدحض أسطورة الانفصاليين و خونة الداخل .
و في النهاية رسالة أيضا إلى بعض المواقع الالكترونية و أصحابها و خاصة الموالية للانفصاليين ،و التي لا هم لها اليوم سوى احداث الشغب و التخريب في الإقليم الجنوبية المغربية ،و محاولة إظهار المجرمين في ثوب الضحايا ، ما أقبح ان يكون الصحفي او الجمعية الحقوقية خائنا أو خائنة ،لان قضية الوحدة الترابية لا علاقة لها بحرية الاختلاف في الرأي ، تختلف في طرق أساليب و تقييم الشأن الوطني بين المعارضة و الأغلبية ،ولا نختلف في القضايا محل إجماع وطني ،و الذي يخرج من هذا الإجماع فهو إما خائن او منافق او عبيد في يد أسياده ، وما أقبح أيضا بيع الوطنية و الضمير المهني .