أخبارنا المغربية - و م ع
بتواضع وهدوء وثقة المتشبع بروح البحث العلمي٬ يؤكد كمال ودغيري أن درب النجاح واضح لمن يريد سلك سبيله٬ ولا يستوجب أكثر من أخذ المرء بزمام المبادرة وأن يضع نصب عينيه الأهداف التي يأمل تحقيقها ويستعين عليها بالصبر وطول النفس.
تلك الكلمات تختصر الرسالة التي يسعى رئيس جمعية "غروف أوف هوب" (بستان الأمل) تبليغها للطلبة المغاربة الشباب خلال الجولات العلمية التي يقوم بها في مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية بالمملكة.
ويقول ودغيري٬ الذي تمكن من رسم مسار مهني بارز لنفسه والظفر بمكانة دولية مهمة كأحد الباحثين المتألقين بوكالة الفضاء الأمريكية (نازا)٬ إن كل فرد مسؤول عن مستقبله.
وأضاف ودغيري متحدثا عن مساره الأكاديمي في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه كان يحلم منذ أن كان تلميذا في الابتدائي أن يصير أحد علماء (نازا). ومباشرة بعد حصوله على باكالوريا في تخصص علوم رياضية٬ انتقل إلى مدينة لوس أنجلوس في نهاية عقد الثمانينات من أجل بدء تكوينه الجامعي بإحدى كلياتها.
وفي بداية سنوات التسعينات٬ وافق مختبر "جي بي إل" للأبحاث العلمية في مجال الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية وأحد أبرز مختبراتها على ضم ودغيري إلى فريقه البحثي.
ويعمل هذا الباحث المغربي الآن على مشاركة الخبرة التي اكتسبها من العمل مع مختبر "جي بي إل" لأزيد من عشر سنوات مع صناع القرار وبصفة أخص مع الشباب المغربي عبر عقد سلسلة لقاءات وندوات تنظمها جمعية (بستان الأمل) التي أسسها سنة 2003.
وتنظم جولة هذه السنة من 2 إلى 17 ماي تحت شعار "تقليد وابتكار وامتياز أكاديمي"٬ وتتميز بمشاركة باحثين اثنين آخرين قادمين من ولاية كاليفورنيا٬ إضافة إلى محاضرين مغاربة.
وتدخل هذه الجولة في إطار تبادل الخبرات بين الجمعية ومعاهد ومؤسسات التعليم العالمي في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والعلوم وتنمية القدرات والتدبير الجيد.
وأوضح بلاغ لجمعية بستان الأمل أنه سيتم في هذا الإطار تنظيم ندوات بجامعات ابن زهر بأكادير٬ والقاضي عياض بمراكش٬ وشعيب الدكالي بالجديدة٬ وابن طفيل بالقنيطرة٬ وعبد المالك السعدي بتطوان٬ والأخوين بإفران٬ وسيدي محمد بن عبد الله بفاس٬ والمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط٬ والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالدار البيضاء.
وأكد ودغيري أن شعار الجولة لم يأت كما اتفق إذ أن سر نجاح التعليم في سائر دول العالم تكمن في هذه التركيبة التي تجمع بين "التقليد والابتكار والامتياز الأكاديمي"٬ معتبرا أن "المشكل في مجال التعليم يبرز عندما تجد أن ما كان يدرس قبل نصف قرن لا يزال يدرس بالطريقة نفسها في سنة 2013".
وشدد على أهمية الاستفادة من الإمكانات التي تقدمها التكنولوجيات الجديدة بمختلف أشكالها٬ مشيرا٬ في هذا السياق٬ إلى أن جمعية "غروف أوف هوب" بصدد إجراء مباحثات مع مؤسسات مغربية وأمريكية من أجل إنجاز مشاريع يستفيد منها الطلبة وهيأة التدريس.
من ناحية أخرى٬ قال الباحث الشاب إنه يشرف حاليا على متابعة مجموعة من المشاريع بوكالة نازا٬ لاسيما حول القمر. ولعب الودغيري دورا مهما إلى جانب خبيرين آخرين بوكالة الفضاء الأمريكية في نجاح رحلة استكشافية أطلقتها وكالة الفضاء مؤخرا إلى كوكب مارس٬ لما بذله من جهود خصوصا في الشق المتعلق بالتواصل.
وحث ودغيري الشباب المغربي على استخلاص العبرة الثاوية خلف عبارة شبيهة بإحدى عبارات الشاعر جبران خليل جبران والتي تقول "لا تسأل ماذا يقدم لك وطنك¿ واسأل ماذا تقدم أنت لوطنك.