لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

مادمت في المغرب فلا تستغرب

مادمت في المغرب فلا تستغرب

بشرى روكي

 

لم يخطئ ابن خلدون يوما حينما قال قولته الشهيرة " مادمت في المغرب فلا تستغرب"  هذه القولة التي تحمل في طياتها العديد من التناقضات تجعل المستمع إليها للوهلة الأولي مستغربا ، كيف يمكن أن نستغرب مادمنا في المغرب؟ وحتى ابن خلدون صاحب القولة لو عاش في عصرنا هذا  لما تراجع عن قولته  ولكان قد كتب كتاب  جعل عنوانه "مادمت في المغرب فلا تستغرب "

       إن عالم الاجتماع ابن خلدون لم يقل قولته هذه عن عبثا ، فالأمر مسلم به في بلد كالمغرب ينضم أكبر مهرجان للرقص ـ في عز الأزمة الاقتصاديةـ تتراقص فيه نغمات مشاهير يرقصون على أحلام شعب يتخبط في ويلات الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وانعدام الحرية والكرامة، غير أن التناقض البارز يتجلى في الشعب نفسه ،فلا يمكن أن تخلو منصة من منصات موازين الموزعة مابين الرباط وسلا من حشود غفيرة , فقد تحدث المشرفون على الدورة 12 لمهرجان موازين عن أزيد من 150 ألف شخص في حفل المغنية "ريهانا"  رغم أن بعض الأرقام مبالغ فيها إلا أنها تعكس التناقض الصارخ في عقلية الشعب المغربي الذي يندد بالمهرجان في المقاهي و المواقع الاجتماعية ،بينما تجده ليلا يرقص على نغمات المهرجان , إن هذا التناقض الصارخ في أوساط الشعب المغربي لا يمكن أن نستثني منه الحكومة "الاسلامية "، فبالأمس الغير البعيد كان الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية يملأ قبة البرلمان صريخا منددا بمهرجانات  بالخصوص مهرجان موازين. ولايمكن أن ننسى يوما  التنديد الصارخ للوزيرة الحالية بسيمة الحقاوي ،  واليوم وبعد أن أصبح حزب العدالة والتنمية  على رأس الحكومة أصبحت الأمانة العامة للحزب تمنع نوابها من الحديث عن المهرجانات . إن هذا التناقض الغريب يجعلنا دائما نعرف أننا في المغرب ،إن قولة ابن  خلدون " مادمت في المغرب فلا تستغرب " ليست مجرد قولة عابرة بل هي تحمل في طياتها عقلية مجتمع  مغربي متناقض.

    هذا التناقض الصارخ يمكن أن نلمسه جليا في مدينة الرباط حينما نلاحظ تلك المفارقة الغريبة  أمام برلمان ففي الوقت الذي يتربع بعض النواب البرلمانين الذين لا يتجاوز مستواهم الدراسي المستوى الثانوي على كراسي البرلمان ،ويتكلمون باسم الشعب على حسب قولهم   ،فهناك دكاترة وحملة للماستر يعانون أمام برلمان تتساقط دمائهم وأرواحهم تحت عصي قوى القمع الهمجي  . في وقت ترفع شعارات رنانة تمجد حقوق الإنسان في هذا البلد ، فأجهزته القمعية لا تعترف بالمفهوم الحقيقي للحقوق الإنسان على ارض الواقع، فهي لا تجيد سوى سياسة "العصى لمن عصا " هذه السياسة التي جعلت الشعب المغربي يستسلم للفقر والجوع والحرمان في وقت تتوزع ترواث هذا البلد الكريم بين  العائلات البرجوازية والسلطات القمعية .

هنا تصبح قولة ابن خلدون واقعا معاشا في بلد التناقضات الصارخة ليرقص الشعب على نغمات موازين مرددين بين الفينة والأخرى مادمت في المغرب فلا تستغرب .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات