عبد الهادي وهبي
في خرجة إعلامية لقائد الفريق النيابي لحزب الأصالة و المعاصرة المغالض ،وليس المعارض ، بمجلس النواب ، صرح عبد اللطيف وهبي ،و الذي لا يجمعني به إلا الاسم ، حتى لا اتهم بالعبارة الفقهية – إن ظلم ذوي القربى اشد – يبرر لوسائل الإعلام أن انسحاب آو مقاطعة المعارضة لجلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة ، كانت لعدة أسباب ،ومنها حسب قوله " أن هاجس بنكيران هو احتقار المعارضة " ،وأنا شخصيا استمعت لخطاب السيد رئيس الحكومة ،وكان يوجه الخطاب إلى المواطنين المغاربة ،ويخاطبهم بلغة سهلة و مرنة ،ولم يوجه أية كلمة أو عبارة تدل على احتقار المعارضة ، وحتى وان أشار إليها ، هذا الأمر يدخل في إطار العمل السياسي .
بداية ، أنا لا أدافع عن الأشخاص ،ولا أواجه أشخاصا ، بل كمواطن مغربي أثمن سياسيات تخدم الشأن الوطني العام ، وانتقد أفكارا و سياسات كاذبة منافقة تكيل لهذا الوطن الشر في ثوب الخير ، قلت الممارسة الديمقراطية التي صدعتنا بها أحزاب و جمعيات المعارضة نجد أن الأغلبية هي التي تفر من المعارضة وتهابها ، كما هو الشأن في فرنسا و أمريكا ، عندنا في المغرب وقع العكس ،المعارضة لأول مرة في تاريخ المغرب تفر وتهرب من الأغلبية , قد يقول البعض ألان ، هل كانت لدينا فعلا معارضة حقيقة قوية حتى تقول إن معارضة ما بعد الربيع العربي بالمغرب هي الاسوء؟ ، قلت نعم ، كانت هناك معارضة في الوثائق الدستورية و في عدد الكراسي البرلمانية في مجلسي النواب و المستشارين و آليات عملهما مثل المكاتب و اللجان البرلمانية ،ولكنها كانت نائمة ،وهذه المعارضة في ظاهرها كذلك وفي باطنها أغلبية مطلقة ، و الفرق اليوم هل تقبل المعارضة بان توصف بأنها نائمة او في جب الأغلبية ، أنها لن تقبل ذلك على الإطلاق.
أيضا في الدول الديمقراطية ذات المعارضة الحقيقية ، ورغم قلة تمثيليتها في المؤسسة التشريعية أي مجلس النواب و مجلس المستشارين ، تبقى قوية و مرهبة للأغلبية ، لكن ما حدث في المغرب يوم الجمعة 31/ 05/ 2013 ، يدعو إلى السخرية من المعارضة ، من حقي كمواطن أن أخاطب السيد عبد اللطيف قائلا : إننا لسنا أغبياء إلى هذه الدرجة ،وإذا اعتقدت إن السيد رئيس الحكومة يحتقر المعارضة ، فانا أقول انك و من يليك من المعارضة تحتقرون الشعب المغربي كاملا ، ومن حقنا أن نطالب السيد رئيس مجلس النواب أن يباشر بإعطاء أوامر إلى الخازن العام للمملكة بالاقتطاع من أجرة المتغيبين ال 131 برلمانيا ، نحن الموظفون العاديون ،يتم الاقتطاع من الأجور في اقل من 24 ساعة ،و النواب المتغيبون بدون سبب ، بل أنهم تعدوا مقاطعة العمل ، لان البرلماني موظف ، يجب ان يلتحق بالعمل وفق القوانين التشريعية الجاري بها العمل داخل الوظيفة العمومية او الإجراءات القوانين المعمول بها في المؤسسات الدستورية مثل البرلمان و الحكومة ، إلى متى تبقى سياسة الاقتطاع من أجور صغار الموظفين بسبب انقطاع عن العمل ، بيننا الموظف الكبير الذي لا يتوقف انقطاعه عن العمل ، وفي بعض الحالات الانقطاع مع الإصرار و الترصد ، كما حدث حيث أن المعارضة تغيبت عن الحضور ،وتعمدت ذلك ، أليس في غيابها انتهاك للمصلحة العامة للمواطنين ؟
ثم أن هذه التصرفات ألا دستورية وألا قانونية و ألا أخلاقية ، فبدل ان تضعف موقف الأغلبية ، كما يدعون ، فهي تصرفات تقوي الأغلبية ،و فعلا يمكن القول أن الأغلبية لأول مرة تقتل المعارضة ،اذ استطاع السيد رئيس الحكومة ان ينتصر على بعض التماسيح و العفاريت ، بل يقتلهم ،ورأينا بالأمس ليس فريق العدالة و التنمية او الأغلبية هي التي صفقت لخطاب السيد رئيس الحكومة داخل مجلس النواب ، ولكن صفق معهم الآلاف المغاربة التي تابعوا البث التلفزي او الإذاعي او عبر تغطيات المواقع الالكترونية المغربية ،بل حتى القنوات الإعلامية العربية و الأجنبية ,
المعارضة نهج أسلوبا يساريا قديما ،و هو الاعتراف بالهزيمة قبل المعركة ،او المباراة ، حيث كان واضحا أن المباراة التي كانت سوف تقام يوم 31/ 05/2013 ، سوف تنصر فيها الأغلبية ، بشبكة مملوءة من الأهداف من طرف كابن فريق الأغلبية ، في حين سوف يستسلم الحارس ذو الخبرة الضعيفة عبد اللطيف في الشوط الأول ،و بعده خيرات في الشوط الثاني ، لتنتهي المباراة ، بانتصار ساحق للأغلبية على المعارضة ،وهي نتيجة تسجل لأول مرة في تاريخ العالم ، المعارضة تستسلم للأغلبية .
كيف قتل السيد رئيس الحكومة المعارضة المغربية ؟ لم يأت موت المعارضة المغربية في يوم 31/ 05/ 2013 دفعة واحدة ، بل بعد توالي ضربات الأغلبية أشهرا طويلة ، ولم تكن ضربة أول أمس ، إلا الضربة القاضية ، فالمعارضة عانت من مرض داخلي ، حيث منذ قيام الأغلبية ، أي الإعلان عن تأسيس الحكومة المغربية في 2011 ، انطلقت الحكومة في تطبيق مشروعها القطاعي ، وانطلق الوزراء في مهامهم ، ففي وزارة التربية الوطنية مثلا ، قام السيد الوفا بمجموعة من الإجراءات التربوية و الإدارية عبر المراسيم و المذكرات الوزارية التي كانت في بعض الحالات مفاجئة و جريئة في الحقل التربوي ،وجدنا المعارضة اي النقابات التعليمية تقف ساكنة و لم تتحرك ، بل منها ما يظهر وجه النفاق ، ثم حتى الاقتطاع بسبب الإضرابات او الوقفات القانونية لم تستطع هذه المعارضة تقديم آو توقيفه – مع أنني مع الاقتطاع من أجور الإضراب غير القانوني - وقس على ذلك جميع القطاعات الاقتصادية ، أي أن المعارضة قتلت نفسها بنفسها ، وعندما ذهبت إلى المستعجلات المغربية ،وجدت غياب الأطر الطبية بسبب الإضراب فماتت ،ولا بد من الإسراع في تقبيرها ، رغم أن السيد شباط يريد الالتحاق بها ،ولكنه سوف يأتي متأخرا ، ولكن في الأحلام فقط ، لان دخول الزعيم شباط إلى المعارضة هي إما نهاية حزب الاستقلال ، آو نهاية التاريخ .
اسامة
رائحة العدالة والتنمية
الى الاخ وهبي بادئ ذي بدء الانسان عندما يريد ان يعلق على اي موضوع يجب اولا وقبل كل شيء ان يكون محايدا ويتجرد الى حد ما من الذاتية ، ويكتب بحرية وديموقراطية بعيدا عن الحزبية الضيقة والانانية ويضع صوب عينه المصلحة العامة للامة. واصدقك القول انني عندما قرات موضوعك اول شيء تبادر لي الى ذهني انك منتمي الى "حزب العدالة والتنمية" او انك تدور في فلكه وتدافع عنها بعاطفة وانانية . ثانيا بالله عليك عن اي ديموقراطية وحكومة ومعارضة مغربية تتحدث وتقارنهم بالدول اليموقراطية العريقة التي ثصل فيها نسبة المشاركة في جميع الانتخابات التي تنظم بدولها الى حوالي 50 في المائة (اقل تقدير) بينما نحن في المغرب كانت مشاركة الناخبين في الانتخابات التي اوصلت السيد عبد الاله بنكيران الى رئاسة الحكومة لا تتجاوز 20 في المائة حصل فيها "حزب العدالة والتنمية" فقط على 1.5 مليون ونصف من عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات الذي يصل عددهم الى حوالي 13 مليون و35 مليون مغربي عدد سكان المغرب . ثالثا لقد تفاجات كثيرا عندما ذكرت ان وزراء الحكومة (الاغلبية) قاموا بتطبيق مشاريعهم القطاعية فور تسلمهم مهامهم واتيت بمثال عن وزارة التربية الوطنية واطرح عليك السؤال التالي .هل فعلا كنت تتحدث عن الوزارة المذكورة بالمغرب او في دولة اخرى ، اما ما اعرفه عن اغلب الوزارات المغربية بصفة عامة فان جل المغاربة لم يلمسوا اي تغيير على الارض الواقع منذ مجيء حكومة السيد بنكيران اللهم الزيادة في المحروقات ومحاولة الاجهاز على صندوقي المقاصة والتقاعد ،هذه الاجراءات التي ضرت وستضر الطبقة المتوسطة والكادحة والتالي ستزيد من معاناة المغاربة بصفة عامة . واخيرا وليس آخرا ولكي تبرر الاقتطاعات من اجور الموظفين المضربين ،هذا الاجراء الغير الدستوري والغير القانوني ضربت لنا مثلا عن وفاة فتاة بثسم المستعجلات بسبب غياب الاطر الطبية المضربة ، فالذي اعرفه ويعرفه المغاربة ان عكس ما قلته فالمداومة بقسم المستعجلات تكون متوفرة خصوصا ايام الاضراب عكس الايام العادية . في الاخير اريد ان انبهك الى شيء مهم وهو ان الاصلاحات الاستعجالية التي ينادي حزب العدالة والتنمية لاسيما اصلاح صندوقي المقاصة والتقاعد فان نتائجها ستصيبك وتصيب عائلتك وجيرانك وجميع المغاربة لانك ستكتوي انت كذلك ان شاء الله من ارتفاع الاسعار وستتقاعد الى ما بعد 60 سنم ثم ستزيد الاقتطاعات المتعلقة بالتقاعد من اجرك بالاضافة ان التعويضات الخاصة باحرة التقاعد ستقل عند احالتك على التقاعد.