أخبارنا المغربية ـ و م ع
سلط المشاركون في أشغال المنتدى الثالث عشر للإعلام والهجرة الذي نظم أمس بشتوتغارت حول موضوع "الأجانب وسياسة الهجرة بين الأمس واليوم" الضوء حول الهجرة المغربية إلى ألمانيا.
وتطرق المنتدى الذي يعتبر أحد الملتقيات الرائدة في مجال الهجرة والاعلام الذي تنظمه المؤسسة الإعلامية "زودفيست روندفونك" بشتوتغارت منذ 20 سنة، إلى المراحل التي قطعها المهاجرون المغاربة منذ نصف قرن على قدومهم إلى ألمانيا.
واعتبر كارل هاينز ماير براون، مدير القسم الدولي في المؤسسة ومفوض قضايا الاندماج بها في مداخلة حول "نصف قرن على اتفاقية جلب اليد العاملة من المغرب" أن "ذلك فصل مهم من تاريخ العلاقات المغربية الألمانية الذي لم تعط له للأسف الأهمية التي يستحقها" خاصة و"أننا نتحدث اليوم عن ما يقرب من 200 ألف شخص يقيمون في ألمانيا من أصول مغربية".
وأضاف أن هذه العلاقات "تفرض علينا سؤالا أساسيا مفاده كيف نعيش مع بعضنا البعض¿ وما هي التجارب التي يمكن لنا استخلاصها من الماضي، في أفق تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بين البلدين"، موضحا أنه لهذه الأسباب المهمة "حرصنا في المنتدى الذي يصادف الاحتفال بخمسينية الهجرة المغربية إلى ألمانيا على أن يكون هذا المحور جزء من أشغاله".
من جانبه، أبرز بيتر هاوسفالد عمدة مدينة فريدريشهافن وأحد المشاركين في جلب اليد العاملة من المغرب إلى ألمانيا، أهمية هذه الفترة التي توجه خلالها إلى الدار البيضاء ضمن أعضاء لجنة اختيار اليد العاملة المغربية سنة 1972.
وأضاف أنه فوجئ بالرغبة الكبيرة التي كانت لدى المغاربة للعمل في ألمانيا، إذ استقبلت اللجنة المئات من الطلبات، خاصة من طرف الرجال معتبرا أن هذه التجربة ستظل الأكثر حضورا في مساره المهني.
من جانبه، عبر شتيفان أنغيناندت عن مؤسسة البحث في الشؤون السياسية، عن اعتقاده بأن الألمان يعرفون "الشيء القليل عن الهجرة المغربية إلى ألمانيا والتي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين"، مضيفا أنه "لا يعرف تفاصيل هذا التواجد في ألمانيا، ولا الظروف التي وصل فيها المغاربة ،وحول طبيعة تجاربهم هنا".
وأكد أن ذلك يحتاج إلى وقت لسد كل هذه الثغرات والإجابة عن هذه الأسئلة "لأن ذلك في غاية الأهمية خاصة بالنسبة لألمانيا كبلد هجرة يسعى لمزيد من الانفتاح على الآخر وعلى المغرب أيضا"، معبرا عن اعتقاده بأنه يتعين الاهتمام بعدد من التفاصيل لاستخلاص العبر في أفق تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وألمانيا.
أما المتدخلة صورية موقيت، رئيسة شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا، فاعتبرت أن خمسين سنة على الهجرة المغربية في ألمانيا، مناسبة للوقوف عند هذه المحطة من أجل التأمل، والتقييم واستشراف المستقبل.
وأضافت أن المناسبة تفرض جملة من الأسئلة من قبيل "ما الذي تغير خلال نصف قرن منذ بداية التواجد المغربي في ألمانيا¿، وما هي طبيعة التعايش بين المغاربة والألمان¿ وما هو تأثير الهجرة المغربية في ألمانيا على تطور البلدين¿ وهل من تأثير للمهاجرين في مد جسور التعاون بين ألمانيا كبلد للاستقبال والمغرب كبلد الأصل¿".
وأكدت أن الاحتفال بالذكرى الخمسين للهجرة المغربية إلى ألمانيا تعد لحظة عرفان لجهود الجيل الأول والأجيال الموالية مشيرة إلى أن الشبكة بصدد إعداد أول كتاب علمي حول الهجرة المغربية في ألمانيا بتعاون مع معهد الدراسات حول الهجرة في جامعة أوزنابروك.
يذكر أن محطة " زودفيست روندفونك" التي تنظم هذا المنتدى كل سنتين وتستدعي شخصيات بارزة ألمانية ودولية للمشاركة في النقاش، تهتم بقضايا الهجرة وتضم في مجلس الإشراف الخاص بها عناصر مسلمة لتكون أول محطة عامة تقدم على هذه الخطوة إلى جانب بثها لبرنامج شهري بعنوان "كلمة إسلامية" تفتح المجال من خلاله للمسلمين للحديث عن عقيدتهم.