منى فتو.. رحمة مسلسل العمر - بغيت رسائلو يقيسو الرجال - كنبوسو اليدين بحب والتمثيل إحساس مشي غوات

فاعلون جمعويون يستنكرون ما يروج حول منطقة "كيكو": ما كايناش 14 بنت وهذه هي الحقيقة الكاملة

أبطال مسلسل رحمة ناشطين مع الدقة المراكشية بعد تصدرهم قائمة أفضل الأعمال الرمضانية في المغرب

تفاصيل صادمة على لسان شباب "كيكو" حول قضية اغــتصاب 14 تلميذة وباطرونة الدعارة بطلة الواقعة

برك مائية تحت الأرض تسببت في انهيار أرضية أحد شوارع البرنوصي

مندوب الصيد البحري بأكادير يوضح أسباب غلاء أسعار الأسماك خلال شهر رمضان

الـمُـغـَـيَّبـُـون

الـمُـغـَـيَّبـُـون

الطيب عيساوي

 

يفكرون في أنفسهم و لا يهمهم الآخرون، و يعتقدون أن من خلقهم لم يخلق غيرهم فوق هذه الأرض و تحت هذه السماء، ليس بقلبهم رحمة ولا عقل من الأساس بل مجرد أفكار مدسوسة و يساقون كما البعير لتحقيق غايات و أهداف أشخاص لهم مصلحة في تضليلهم.

المغيبون هم أشخاص يعج بهم مجتمعنا العربي و العالم ككل. هم أشخاص في الغالب منتمون لتيار أو فكر أو مرجعية معينة و يدافعون عن تلك الأفكار -التي قد تصيب و قد تخطأ- يدافعون عنها بكل شراسة و لو على حساب مصالحهم. أعطيت لهم الفرصة و توجَّه إليهم الاهتمام حتى أصبحنا نرى و نسمع ما يشيب له الوليد من دعوات للقتل و سجن للأفكار و تعد على حرية التفكير و الاعتقاد. 

المغيبون هم فئة يستغلها مجموعة من المتطرفين لخدمة أجنداتهم و خططهم و هم نفسهم من تم استغلالهم خلال الحروب العالمية من طرف قادة النازيين و الشيوعيين و غيرهم، بحيث يبقى "مُثير الفتن" في عرشه سالما غانما بينما يموت الأبرياء دفاعا عنه و دفاعا عن الأفكار التي أقنعهم بها فصاروا أشد تطرفا في الدفاع عنها منه و أكثر شراسة ضد كل من لا يحمل نفس أفكارهم، بحيث صارت الأفكار تقتل صاحبها و لازالت إلى يومنا هذا و بشكل رهيب في الوطن العربي.

مؤخرا ظهرت مجموعة من النعرات الطائفية و التعصب العرقي المتشدد في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، كلها مدفوعة من طرف المستعمرون الجدد و القدماء في نفس الحين، إنها الدول الاستعمارية التي قسمت أراضي المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها خلال نهاية القرن 19 و بداية القرن 20 عادت لتشعل فتيل الطائفية في مستعمراتها لكي تبقيها بعيدة عن التكتل الذي يضمن لها مستقبلا أفضل، و كي تستنزف ثرواتها مجددا و تبقيها في صراع دائم يجعل شعوبها تتناحر فيما بينها و تنسى عدوها الحقيقي "الأخطبوط الصهيوني" الذي يستلقي مرتاحا في ظل سبات عميق لبني العرب الذين ، و إن استيقظوا، يقتتلون فيما بينهم ثم يخلدون للنوم. و كل ما يفعلونه لنصرة فلسطين هو نكران وجود "إسرائيل".

الربيع العربي الذي استحال خريفا تساقط معه الحكام العرب و لكن لم تسقط مؤامرات الغرب و مكائدهم، بل ازدادت انتشارا و ازدادت خططهم نجاعة و أحلامهم تحققا. كيف لا و العراق منقسم إلى فرق متناحرة و سوريا لازالت تحصد شهدائها و إن وجدت طريقا لإنهاء الحرب في الغد القريب فإنها ستعود إليها لتحديد من له الأحقية في قطف ثمار الثورة.و مصر حائرة بين الأسلمة و العلمنة و شعبها جعل من يوم  الجمعة عيدا وطنيا للتظاهر و لو غابت أسباب لذلك، كما اشتدت دعوات القتل في أرجاء أرض الكنانة..بينما تعيش باقي الدول العربية مجهولة المصير.

تختلف حرب اليوم عن حرب الأمس كما يختلف الإستعمار، في الماضي كان للأسلحة و الذخيرة دور كبير في إحكام السيطرة على الشعوب المستضعفة ، بينما الآن، فيكفي إقناع الشعوب بأن الاقتتال و السيطرة و الانفراد بالحكم هي أهم أولوياتها، و يُستحب التغرير بالبعض كي يوقدون فتيل الفتنة لكي تسير الأمور كما  خططت لها الأيادي الخفية و ادفع بالمُغيبين إلى ساحة المعركة و جردهم من إنسانيتهم كي تخلق شعوبا همجية كما هي عليه في بلاد العرب. 

في نهاية المطاف، ستجد الدول العربية نفسها غير قادرة على استعادة الريادة مرة ثانية لأن قطار الحضارة و التنمية غادر المحطة و تركنا في جهلنا نسبح، و لولا براميل البترول و أنابيب الغاز و ما توفر من ثروات باطنية، لكان العرب يقاومون الموت جوعا.و تزيد وسائل الإعلام تعميق الاختلافات و البحث عما يفرق الشعوب و يعمق الجراح و يبقي الخلافات قائمة فينفرد المستعمر بالغنائم في غفلة من طرف أصحاب الدار. 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات