أسامة ڭويفردا
لا شك أن قرار إغلاق دور القرآن لن يمر مرور الكرام ، و لعل ما خلفته و مازالت من ردود فعل مباشرة بعد صدور القرار خلق جوا من السخط العام لدى شريحة كبيرة من المجتمع المغربي و خصوصا لدى المهتمين بالشأن الديني بوطننا .
لا يعقل و الحق يقال و بعيدا عن الحسابات السياسوية و الإيديولوجية أن في مغرب 99% من سكانه دينهم الإسلام ، و في مغرب كان له الدور الكبير في نشر الإسلام بأروپا و افريقيا و غيرها من القارات ، و في مغرب ملكه أمير للمؤمنين و حام لحمى الملة و الدين ، و في مغرب حكومته يرأسها حزب إسلامي ( أي ذو مرجعية إسلامية ) ، تغلق دور القرآن و يمنع أئمة بعض مساجده من الدعوة و الإرشاد بدعوى نشر الأفكار الظلامية و زرع القتنة، و في المقابل ملاهي الرقص و الفجور و دور الدعارة الراقية في تزايد و في واضحة النهار !
و ما يثير الإستغراب أن من يدعون دفاعهم عن الحريات و حقوق الإنسان ببلدنا لم تحرك ساكنا و لم تخرج ببيان يدين أو يشجب القرار كما حدث مثلا مع "الغزيوي" و "عصيد" حين قامت الدنيا و لم تقعد ، و الأمر نفسه مع الجماعات الإسلامية التي لم يكن موقفها موحدا و لا قويا حاد اللهجة و كأن كل جماعة تخشى من وصول المد إليها و لعل لسان حالهم ينطق و يقول '' كلها يلغي بلغاه و كلها يديها غي فراسو باراكا عليه !! ''.
ما اكتشفته و من خلال تجربتي المتواضعة ، أن معيار المواطن الصالح بوطني تختلف شكلا و مضمونا عن ما هو متعارف عليه لدى العامة '' سكر و قمر و زني و ديرهم ب 16 و ب 20 ڭاع ، المهم ما توصلش للمحرمات '' ، و كل من سولت له نفسه أن يدافع عن دينه و على كل ما يتعلق به من مظاهر فلا يلومن إلا نفسه ، '' بوحدو اللي مسلم فهاد البلاد !!؟؟ ، الإسلام و الإيمان في القلب ! ''
أقترح اقتراحا بسيطا لا أدري مدى واقعيته ، لماذا لا تحذف وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية '' و مايبقاش الوزير من أصلو '' ! ، فكلنا يعلم أن الشأن الديني في المغرب من بين الأمور الحساسة و التي تتمتع '' بحماية خاصة '' من طرف القصر إلى جانب كل ما هو عسكري ، و يعوض مثلا برئيس المجلس العلمي و أن يكون المكلف بالشأن الديني في المغرب ، مادامت أصلا تحت سلطة الملك و القصر !
خلاصة القول ، و بعيدا عن حلول و اقتراحات سيراها البعض خيالا علميا سأختم و أقوم عاشت الديمقراطية و الحرية ''A la Marocaine '' في بلدي العزيز !