محمد الاغظف بوية
يحدث هذا في بلد عربي له تاريخه ممتد من عهد الفراعنة الذين صنعوا تاريخا وحضارة حسب المعطيات الرسمية أو التاريخ الرسمي وكنت في السابق قد قرأت دراسة مشتركة بين باحثين المان ويمنيين وآخرين من مصر المحروسة .تعتبر الدراسة صيحة جديدة في طرح وفضح المسكوت عنه اذ اعتبرت الدراسة القيمة ان أهرامات الجيزة بناها قوم عاد وثمود.بل فضحت الدراسة "الفراعنة "فهم ملوك جبابرة نهبوا حضارات ولم يكونوا بناتها .قلت ان مصر العربية عاشت محطات تاريخية هامة أثرت في مسيرتها فكانت المحروسة قبلة العرب ومنطلق الفكر المؤثر.إذ أنتجت الفكر القومي فانتشر بين ربوع العالم العربي وقبله وجد التفكير السلفي تربة صالحة ليترعرع ثم يزحف شاقا طريقه نحو العالمية .وانتشرت أفكار الوحدة العربية والنضال ضد القوى الاستعمارية من القاهرة حيث سخرت مصر إعلامها وأعلامها دفاعا عن قضايا الشعوب المضطهدة .وبين أظهر المصريين برز فكر الحركة الإسلامية مع الإمام الشهيد حسن ألبنا ومن بعد الاتجاه الجهادي مع الشهيد الأديب سيد قطب .
وفي خضم التحولات التي عرفتها المنطقة العربية كانت لمصر قوة التأثير حتى في الانتكاسات والهزائم .انهزمت مصر امام العدو الاسرائيلى لتتحول الهزيمة لنكسة عارمة أصابت جسد الأنظمة العربية التى كانت ترى في مصر وقيادتها عونا ومثالا للحكم .وعندما تعالت اصوات التحرر.وجد في مصر من ينادى بالحداثة والتقدمية لتتحول مصر لقبلة الحداثيين وبلغ من قوة مصر وكبر شأنها انه لايكاد نتصور ممثلا أو مغنيا اراد تسلق عالم الشهرة دون حضور الشرط المصري .
وعندما بدأت الشعوب العربية تطالب بالتغيير وتنتفض كان لمصر يين دورا بارزا في إحداث التغيير انتهى بإسقاط نظام استبد على مدار أربعة عقود ،احرق الأخضر واليابس ولكن من حسناته انه أوقف تأثير مصر على العرب وأبعدها عن محيطها العربي والإفريقي وكانت طبعا الفترة المباركية الاستثناء الذي ترك العرب وشأنهم .
ثار الشعب المصري ووقفت شعوب العالم بإعجاب وإجلال لملحمة الثورة المصرية، ثورة وانتفاضة أسقطت نظاما عميلا ومن وراءه تساقطت كل المؤامرات التي حيكت ليس فقط ضد الشعب المصري بل العالم العربي ككل.فالانتفاضة أظهرت حقائق خطيرة .وأفشلت خطط استبعاد مصر وتوريطها في قضايا تمس الأمن القومي العربي.وفضحت المستور وما كان خفيا خرج للعلن.
نجحت الثورة وبدأ الانتقال الديمقراطي لتشهد مصر عرسا ديمقراطيا .انتخابات تشريعية نزيهة ورئاسية قل نظيرها في عالمنا العربي .ووسط هذا وذاك برز مرة أخرى تأثير مصر ،فالتحولات السياسية لن تترك مصر خارجة عن دائرة محيطها بل يمكن اعتبار التطور الديمقراطي بوابة للعودة من جديد.
وكما كانت مصر تاريخيا عنوانا للتأثير ومحطة انتظار للحدث والتغيير .فقد أقسمت على عدم الابتعاد عن محيطها الجغرافي فالديمقراطية تبقى دائما ضيفا مستوردا.ولايمكن تطبيقها خوفا من تأر بلدانا صديقة شقيقة .لذلك لابد ن العودة للاصل ،والاصل في السياسة المصرية .خروج الجيش من ثكناته ليملأ الشوارع والمحاور والميادين والهدف نبيل هو اعادة الامور الى مجراها الطبيعي .
المجرى الطبيعي تطلب قفزا على مرحلة مهمة من تاريخ مصر المعاصر.فرض الواقع بقوة الجيش ،الانقلاب على الشرعية ،ابعاد الرئيس المنتخب تحت طائلة التهديد بمحاكمته.إنها ملامح مصر ما بعد الديمقراطية وقد صفق الجميع لهذا التحول الخطير فكان لسان قادة العرب "شكرا لك أيها الجيش العظيم ،لأنك أقصيت فكرة كسر العادة ".
فليس من عادة النظام السياسي العربي ان يسمح بوجود ديمقراطية خوفا من وجود رئيس شرعي ولو لسنة واحدة