حواجز إسمنتية تشعل غضب ساكنة السانية بطنجة

طنجة تحتضن بطولة منصة الأبطال في نسختها 11 لكأس أوياما

أخنوش: تمكن الاقتصاد الوطني من خلق 338.000 منصب شغل خلال الفصل الثالث من سنة 2024

أخنوش يعدد نجاحات عدة قطاعات صناعية ويؤكد أن 2023 كانت سنة استثنائية لصناعة السيارات

رئيس الحكومة يستعرض مظاهر صمود المغرب في وجه التقلبات الظرفية

مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

جياع تعايشوا مع الصوم وفقراء عيدهم عطلة للنوم

جياع تعايشوا مع الصوم وفقراء عيدهم عطلة للنوم

مبارك بدري

 

هو موعد تتجدد فيه الأحزان والآلام بدلا من الفرحة والابتهاج، فيه اسر لا تعرف طعما ليوم يكثر فيه السلام و الكلام وطرق الأبواب، يزداد ‏فيه هوس التزيين و التجميل، ويتنافس فيه ‏الكبير و الصغير، أزياء تقليدية وعصرية يتباهى بها الصغار قبل الكبار ملبيين بذلك نداء الغرور، فيما يتوارى آخرون عن الأنظار طيلة ذلك اليوم المشئوم خوفا من شماتة أو نظرة أو كلمة تزيد من الأحزان، انه اليوم الأول بعد انقضاء رمضان اسمه عيد الفطر عند الفقراء و البؤساء.

هو عنوان لحياة اباء وأمهات يتعايشون مع الفقر، وقد أصبحت حياتهم وجع، آلامهم تبدأ خلال شهر رمضان المبارك معاناتهم تزداد وهم عاجزين عن تلبية رغبات أفراد أسرهم ولو بالقليل، ومنهم من تعايشوا مع الشهر لتجربتهم الكبيرة في الصوم الدائم كرها، هؤلاء وغيرهم لا يجدون سوى الخبز لتقديمه على الإفطار، فلا أنواع من الأطعمة ولا حلويات للأطفال، يتحملون هم الحرمان، لكن لا يوجد ما يمكنه أن يجرح قلب أم أو أب سوى العجز عن تقديم ما يفرح قلوب الأطفال وهم صائمين كالكبار.

 صباح هذا اليوم العظيم وأنت تتجول بين أزقة الحي  وشوارع  المدينة التي تسكنها، و تؤدي التحية للأقرباء و الأصدقاء أكيد سترى بالعين المجردة وتصادف حالات وأهوال اجتماعية هي قصص كثيرة لعاجزين عن توفير طعام يفطرون عليه وغير قادرين على إدخال الفرح لقلوب أطفالهم بملابس جديدة (حْوَايِجْ الْعِيدْ) أو بهدية ينتظرها عادة الصغار، هي فرصة حقيقية لان ترى الوجه الآخر للحياة التي يعيشها الكثيرون ينتظرون أن نطرق أبواب حياتهم ولو لمرة واحدة ونشاركهم فقرهم منهم بؤساء لن تراهم لأن عيدهم عطلة للنوم.

ستكتشف بلا شك أن عيدهم ليست مثل عيدنا، ومشاعر أطفالهم ليست مثل مشاعر أطفالنا،  هي حقيقة مؤلمة وصادمة لأناس عجزوا عن الفرح والمرح والاستقرار والمشاركة والاندماج في المجتمع في  مختلف المناسبات الدينية والأسرية.

صبيحة هذا اليوم السعيد الذي يجب أن تتحد فيه المشاعر الإنسانية سترى مواقف مؤلمة وبئيسة أكبرها أن يقف الأب والأم عاجزين عن شراء ملابس جديدة لأبنائهم لارتدائها في العيد، والذي فيه تتحد الأمنيات وتتشابه الكلمات والعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية النابعة من الإسلام الذي جعل للأغلبية من الفقراء والمستضعفين والمحتاجين الحق في الرعاية من الدولة ومن مختلف شرائح المجتمع وخاصة الغنية والثرية والمتخمة بالأموال المجمدة في البنوك.

 لتعلم أن الأعياد والمناسبات المختلفة أصبحت تشكل مصدر قلق وحزن للكثير من العائلات التي باتت غير قادرة على توفير فرحة الأطفال بالعيد و التي لا يمكن أن تكتمل إلا بلباس جديد لأطفال ليست لديهم القدرة على إدراك الحالة المادية الصعبة التي يمر بها الوالدين الذين سئموا من نظرات الاتهام من عيون الصغار.

 

كل عام وانتم و فقراء الوطن بخير.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات