بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

رسالة إلى أهل مصر

رسالة إلى أهل مصر

الياس الهاني

 

لقد ظهرت حقيقة العلمانيين؛ و أبانت الديمقراطية التي اتخذوها إلها من دون الله، عن كشف ما تكنه صدورهم من حقد و بغض لكل من رضي بالله ربا و مشرعا، و بمحمد نبيا و قائدا، و بالإسلام دينا و شريعة و منهج حياة، فما قام به الانقلابين العلمانيين من الكفر بديمقراطيتهم، و تجاوز النتائج التي أسفرت عنها ؛من أغلبية إسلامية في مجالس الدولة، و دستور له نصيب وافر من ترسيخ للمرجعية الإسلامية، و فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة إلا دليل واضح على هذا .

فكان الانقلاب العسكري بتخطيط مسبق ممن يكرهون الإسلام من أن يسود، فما كان من الشعب المصري الأبي إلا الخروج لاسترداد الشرعية و الإرادة الشعبية، أمام هذا كله كانت إجابة واحدة هي التي استخدمها الجيش للابتعاد عن المساءلة و المحاسبة،- و أنى له ذلك – هي استعمال السلاح بأنواعه المختلفة ،وسائله المتعددة في صدور المعتصمين في ميادين مصر و بالأخص رابعة العدوية و النهضة، بطريقة تنبئك عن حجم ما يكنه صدور هؤلاء ضد الشعب الذي ارتضى شريعة ربه.

نتيجة لذلك ألاف من الشهداء بإذن المولى، و عشرات الآلاف من الجرحى، و تعطيل لمؤسسات و هياكل الدولة، و أزمة اقتصادية خانقة، و بلطجية ممولة تدمر و تقتل و تخطف و تفعل كل ما أملته عليها رغبتها، و إعلام خبيث يتعمد الكذب و هو يعرف انه يكذب، كل هذا و غيره شيء يسير مما اقترفته أيدي الانقلاب ضد مريدي الشرعية.

و لذا كان لزاما على أهل العلم و الفكر و الدعوة و الإرشاد و السياسة أن يبينوا حقيقة ما جرى، و يكشفوا زيف الدعاوى التي تلصق بأصحاب الشرعية، و من جانبي ارتأيت أن اكتب لإخواني هناك رسالة من قلبي الذي يتفطر ألما لما يحدث لهم فأقول:

¨   إن الذين سقطوا في ميدان رابعة و النهضة و غيرها نحسبهم شهداء عند الله تعالى، فلا تجزعوا فحال المؤمن عند المصيبة هو كما قال جل و علا:) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون( [البقرة] و يقول النبيr: {ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إن لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها؛ إلا أجره الله في مصيبته و أخلف له خيرا منها}[ صحيح الكلم الطيب] و قد أفرحتنا مشاهد في قمة الثبات و الاحتساب، فأم تودع ابنها  لأنه ختم القران، و سيلبسها تاج الوقار يوم القيامة، و أب عندما جاءه خبر استشهاد ابنته و هو يتحدث استرجع و احتسب و صبر، فبارك الله فيكم و أعظم الله أجروكم.

¨   لا يخفى على احد حجم المصيبة التي تلاحق بكل أصحاب الشرعية من مطاردة و اعتقال و إلصاق التهم الجاهزة، فيا أهل مصر لكم أسوة بأنصار نبيكم rفي مكة عندما كانت تلاحقهم تهمة الانضمام إلى صف محمد rفما كان منهم سوى الصبر و رفع الأيدي إلى السماء لتتهاطل جنود الرحمن على أعداء الله لمن حاربوا أولياؤه.

أيها المظلوم صبرا لا تهن                          إن عين الله يقظى لا تنام

نم قرير العين و اهنأ خاطرا                       فعدل الله دائم بين الأنام

و إن أمهل الله يوما ظالما                        فان أخذه شديد ذو انتقام

¨   لا شك أن الرسائل التي أرسلتموها إلى الشعوب المسلمة قد وصلت، و قد أحرقت قلوبهم و تألمت نفوسهم، و قد خرجت الجماهير المسلمة في شتى أنحاء العالم بمظاهرات عارمة تنديدا و رفضا و نصرة للشعب المصري، و لكن ما الذي يستطيعونه أكثر من ذلك فهم غرقى في أوحال مطارق الحكام ،مقموعين من سنداتهم.

¨   إن إصراركم و ثباتكم على مبادئكم و مواصلة العزيمة على ما تؤمنون به من شرعيتكم التي اخترتموها؛ ليعلم العالم اجمع مدى ما يتمتع به الشعب المصري من قوة العزيمة و الشكيمة، فمن أراد أن يتعلم كيف تسترد الشعوب كرامتها فعليه بأهل مصر، و من أراد أن يتعلم الصبر و الثبات فعليه بأهل مصر، و من أراد أن يتعلم كيف تنال الشهادة فلينظر إلى أهل مصر.

¨   أما حكام العرب فهم لم تؤثر فيهم هذه الأحداث و المحن التي عاشها إخوانهم في مصر، الكل أعلن عن ضعفه و رضاه بالإهانة بلزومه الصمت و الحياد؛ بل إن منهم من بلغ به الأمر إلى المشاركة في إراقة الدم المصري كالسعودية و الإمارات.

 

¨   أما الفريق عبد الفتاح السيسي و من معه، فهذه رسالة من فوق سبع سموات تقول فيه و في أصحابه: )فلا تحسبن الله مخلف وعده. رسله إن الله عزيز ذو انتقام. يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات و برزوا لله الواحد القهار. و ترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد. سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار. ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب. هذا بلاغ للناس و لينذروا به و ليعلموا أنما هو اله واحد و ليذكر أولوا الألباب([ إبراهيم]

فيا أيها الظالمون: يا أيها المجرمون:
محال أن يموت المظلومون و يبقى الظالمون فاعملوا ما شئتم فانا عاملون... و جوروا فانا إلى الله مستجيرون... و اظلموا فانا إلى الله متظلمون...

أين الظالمون و أيـــــــن  التـــابعون            لهم في الغي بل أين فرعون و هامان
أيــــن من دوخوا الدنيا بسطوتهم              و ذكرهم في الـــــورى ظلم و طغيان
أيــــــن الجبابرة الطاغون ويحهموا                أيـــــن من غرهم لهو و سلطان
هــل أبقى الموت ذا عز لعزته                 أو هــــل نجا منه بالأموال إنسان
لا و الذي خلق الأكوان مـــــــن               عدم الكل يفنى فلا انس و لا جان

 

اسأل الله جلا و علا أن يحفظ مصر و أهلها و صلى الله على سيدنا محمد و اله و صحبه.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات