بوشعيب حمراوي
شكايات عديدة كتبت بالحبر السري والرموز المشفرة على وجوه نساء متزوجات بريئات تعرضن في ظروف غامضة للاختطاف والاغتصاب، حالات لمتزوجات مدرسات وربات بيوت وعاملات بشركات تعرضن للاغتصاب... فقدن طعم الحياة الزوجية في كنف أزواج شرفاء يربطهم بهم كل الحب والإخلاص والعفة... فقدن روح الحب والدعابة مع بناتهن وأبنائهن... اختفت من ملامحهن الابتسامة والرشاقة والشموخ، وتخلين عن دورهن الأسري.. وأصبحن محبطات مكتئبات ومنعزلات خائفات...خارج تغطية ما يجري ويدور حولهن.... متزوجات ذنبهن الوحيد أنهن خرجن من منازلهن لقضاء خدمة أو التبضع أو العمل أو التجوال، فوجدن أنفسهن مختطفات بالقوة أو مستدرجات إلى شقق وأوكار منعزلة من طرف ذئاب بشرية كانت تتربص لهن... ساقهن القدر إلى حيث (اللا شرف) و(اللا رحمة)، فتعرضن للاغتصاب من طرف منحرفين أو مرضى جنسيا أو أقرباء لهن أو جيران... أو زملاء لهن في العمل أو أزواج زميلات أو صديقات لهن...جرائم اغتصاب الزوجات تضل في معظمها بلا عقاب، رغم استفحالها بالمدن والقرى. ورغم حالات العود التي يصر على ارتكابها بعض المنحرفين ممن تأكدوا من صمت ضحاياهم خوفا من الفضيحة ومن تفكك وتشرد أسرهن... متزوجات أصبحن مستباحات لهؤلاء المنحرفين وشركائهم، بعد أن عمدوا إلى تصويرهن في مشاهد مخلة بالحياء، ومنهن من أصبحت تصرف على مغتصبها من راتبها الخاص أو من مصروف بيتها مقابل الابتعاد عنها، وعدم مطالبتها بممارسة الجنس معه. فالمجرمون يعلمون مسبقا أن ضحاياهم يعجزن عن كشف حادث الاغتصاب لأزواجهن، خوفا من الطلاق وتشريد الأسرة والأطفال، كما يعجزن عن كشفه لأقرب الأقرباء وأحب الأحباء. ويبقى اللجوء إلى القضاء أمرا مستحيلا خوفا من الفضيحة و(العار). لتضل جرائم الاغتصاب كالسرطان تنخر أجسامهن وعقولهن وجوارهن. وتبقى الزوجات المغتصبات يحتضرن في صمت. ويبقى التفكك الأسري أبرز مآل لهذه الفئة التي لا تجد من منفذ لخلاصها سوى طلب الطلاق أو الموت؟؟..
33حالة بالمحمدية تجرأت على البوح بحادث الاغتصاب لأخصائية اجتماعية
ملف الزوجات المغتصبات تخصص له أخصائية اجتماعية بالمحمدية رفوفا خاصة بمكتبها، تحرص على دوام سريته، كما تحرص على دوام حصص الاستماع للمتزوجات ضحايا الاغتصاب ممن استطعن الوثوق بها، والكشف عن وقائع ما تعرضن له من مآسي دمرت حياتهن، وباتت توشك بتشريد أسرهن. وصفت جرائم اغتصاب المتزوجات بالمرض الخطير الذي تفشى بالمجتمع، وأشارت إلى أنه منذ سنة 2005 عايشت أزيد من 33 حالة اغتصاب لنساء متزوجات، زرن مقر ها قصد الاستفادة من المتابعة الصحية والنفسية بعيدا عن أسرهن. وأضافت أنه بالنظر إلى هول الحادث وما يمكن أن يسببه من تفكك أسري وفضائح، فإن قلة قليلة من النساء المتزوجات ضحايا الاغتصاب من يتجرأن على الكشف عن الجريمة التي تعرضن لها. وهو ما يؤكد حسب الأخصائية خريجة أول فوج وطني للأخصائيات الاجتماعيات أن حصيلة33 ضحية، تبقى بعيدة عن العدد الحقيقي للضحايا. قالت : لا أملك الكلمات لوصف الحالة التي تكون عليها الزوجة المغتصبة، فالاغتصاب هنا لا يهم الشخص الضحية بل يشمل الأسرة كلها... والزوجة المغتصبة تصل بها الأزمات النفسية إلى حد طلب الطلاق تفاديا لمعاشرة زوجها الذي تعتقد أنها خانته أو أنها لم تعد (حلاله)، أصبحت تخاف أن من النوم، لكي لا تتلفظ في سباتها بكلمات تكشف أمر اغتصابها، ومنهن من تصاب بحالات شرود خطيرة، مؤدية إلى الانهيار العصبي أو الانتحار المفاجئ أو التدريجي باعتزال الحياة العادية والإضراب عن الطعام... فأنا كامرأة مثقفة وعصرية بالمفهوم المتداول أقف عاجزة عن تهدئة الضحايا ودعمهم، وأكاد لا أصدق طرق وأساليب تلك الذئاب البشرية التي تنهش في أجساد نساء عفيفات وحاضنات لأسر وضامنات لاستقرارها...والتي تجعل المتزوجات المغتصبات يقضين بقية حياتهن في لوم أنفسهن عن سبب مرورهن من تلك المنطقة أو خضوعهن لاستدراج قريب كن يعتبرنه أخا وشقيقا... إن ظاهرة اغتصاب الزوجات تهدد كل الأسر، وتستوجب التفكير في آليات وأساليب وقائية، وأخرى تجعل الضحايا يكشفن عن ما تعرضن له من اغتصاب والكشف عن هوية مغتصبيهن ، وتجعل الجناة يتعرضون للعقاب اللازم، وفي نفس الوقت تضمن لهن سرية الواقعة، وعدم التشهير بهن بمراكز الشرطة والدرك الملكي وبالمحاكم لضمان تماسك أسرهن.
صعوبة اللجوء إلى القضاء
الزوجة المغتصبة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتقدم بشكاية للشرطة أو الدرك الملكي أو حتى لوكيل الملك مباشرة، وأول ما تفكر فيه الزوجة الضحية هي النظرات الأولى للطرف الذي ستقدم له شكايتها، والتي غالبا ما تكون نظرة شك بحكم طبيعة عمله، وقد تكون نظرة احتقار أو استباحة أو ...والطرف القضائي الذي سيستمع إلى شكايتها يكون في الغالب رجلا وليس امرأة مثلها تستطيع البوح لها بكل وقائع حادث الاغتصاب وتفاصيله الدقيقة التي تتطلب من الطرف القضائي طرح أسئلة مباشرة أو استنكارية للوقوف على كل ما جرى منذ لحظة اختطاف الضحية أو استدراجها وحتى لحظة تحريرها. هناك متزوجات أو غير متزوجات كشفت الأخصائية أنهن تقدمت بشكايات في الموضوع فمارست عناصر الشرطة والدرك الملكي عليهن عنفا نفسيا، وأثقلنهن بأسئلة جد محرجة ومستفزة من قبيل (كيفاش زعمة عاتا جا واغتصبك... وأنت زعما ماكتعرفيهش..). كما أن أسئلة الطرف القضائي لا تراعي حرمة المرأة المتزوجة ولا حساسية وضعها، وتضرب في العمق تقاليد المرأة المغربية وخصوصية أنها متزوجة وربة أسرة. وبعضهن يتعرض للاستباحة من طرف بعض المنحرفين الذين لا يقتنعون بأنهن ضحايا اختطاف واغتصاب.
المغتصبون بعيدا عن قبضة العدالة
بعيدا عن قبضة العدالة، تبقى فئة كبيرة من هذه الذئاب البشرية المتخصصة في نهش أعراض الأسر باغتصاب رباتها العفيفات. فلا الضحايا يتقدمن بشكايات في الموضوع، ولا المجرمون يكفون عن التربص لهن. قالت الأخصائية: جالست الضحايا من المتزوجات لعدة أيام وأسابيع، وحاولت تهدئتهن والتخفيف من أزماتهن النفسية والاجتماعية، لكنني في كل مرة كنت أصل إلى اتفاق واحد، وهو ضرورة الالتزام الصمت حفاظا على تماسك أسرهن، وضمان مسار طبيعي لأزواجهن وأطفالهن. فالثمن الذي ستؤديه جرأة كل زوجة بلجوئها إلى القضاء سيكون أكبر وأعمق بكثير من العقاب الذي يتلقاه المجرم أو المجرمين الذي استباحوا عرضها. فحتى الزوج المغربي الذي في غالبيته ورغم مستواه التفافي والديني لازال يحمل شعار (الموت من أجل العرض أو الأرض)، لا يمكن أن يستوعب أن تتعرض زوجته للاغتصاب. وقد تكون الفاجعة أقل هولا ، إذا علم أن زوجته المغتصبة توفيت بعد الاغتصاب تجنبا للفضيحة التي يجسد كل فصولها في عقله قبل اندلاعها. وترد الأخصائية الاجتماعية السبب إلى مدى هول الكارثة، والتي تجعل الزوج يفكر في القتل (الزوجة، والجاني.. وربما الأطفال)، وقد يودي به إلى الانتحار، أو الاكتفاء بتطليق الزوجة. فإن اقتنع أنها تعرضت للاختطاف والاغتصاب بالقوة، سيعتبره نفسه مسؤولا عن الحادث وأنه تهاون أو قصر في حمايتها، وهو جرح لا يمكن تضميده، وإن اعتبرها مسؤولة فإن الزوجة تصبح في نظره خائنة وفاسقة وعاهرة ويشهر في وجهها كل الأسلحة اللفظية وغير اللفظية. وفي كل الحالات تضيف : تتغير نظرة الزوج إلى زوجته وتغير معها الحياة الزوجية التي تنتهي التفكك.
حالات اغتصاب استثنائية
تحكي الأخصائية عن مدرسة متزوجة لجأت إلى زميل لها سابق ومدرس من أجل أن يبحث لها عن منزل للكراء، بعد أن عينت حديثا بالمدينة ، فأخذها إلى منزل فارغ، وأغلق باب المنزل واغتصبها بالقوة. و أربع زوجات من القصبة وبني يخلف والمنصورية ودرب جميلة بالمحمدية، تم اغتصابهن من طرف ذئب بشري واحد لازال يصول ويجول أمام أعينهم، يلاحقهن بنظراته الاستفرزية، ويقضي يومه في متابعة خطواتهن منتشيا بجرائمه، هن زوجات لأسر فقيرة يبحثن يوميا عن عمل لضمان مصروف أسرهن. يأتي المجرم على متن دراجة نارية، للبحث عن عاملة للنظافة يوهمها بأن رجل بأن أسرة ثرية تغيبت عنها خادمتها، وهي في حاجة مؤقتة وسريعة لبديلة لها لتنظيف منزلها. حيث يتم استدراج الزوجات بعد انتقاء من يراها أنسب لإفراغ غرائزه الجنسية، ويصطحبها بإذن زوجها أو في غيابه إلى مكان منعزل أو منزل فارغ ليغتصبها بالقوة. إحدى ضحاياه قالت لها إنه جاء إلى حيها بدرب جميلة، يسأل عن خادمة اسمها فاطنة لدى أسرة فرنسية بدرب مونيكا، ولما خرجت مجموعة من النساء الفقيرة، بحثن معه على فاطنة التي أوهمن أنه يقصدها، فاقترحت إحدى السيدات عليه، أن تصطحبه زوجة ابنها لتعمل بدلا من الخادمة التي ادعى أنها توجد بنفس الحي. . ولما لمح الزوجة سلم مبلغ مائة درهم لحماتها، وحملها معه على متن دراجته النارية وطفلها الصغير في حضنها، واختلى بها خلف السوق الممتاز مرجان، حيث أرغمها على ممارسة الجنس معه، كما أرغم طفلها على مشاهدته وهو يغتصب أمه. وعمد إلى أزال كل ملابسها الداخلية والخارجية وتركها عارية في الخلاء رفقة طفلها الذي كان حينها في ربيعه الثالث.