أشغال دورة شهر أكتوبر لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة

الطير: التعادل أمام الجيش مكانش ساهل المهم دابا التفكير في المباراة القادمة

"ريان أزواغ" أصغر حارس في البطولة الوطنية: أنا حامل لكتاب الله وحلمي نوصل بعيد

بنهاشم يبرر أسباب الهزيمة أمام الرجاء

بن ونيس: اللاعبين الجدد غير جاهزين هدفنا العصبة الأفريقية هذه السنة

هذا ما قاله مدرب الرجاء بعد الفوز الثالث على التوالي

حكومة المغرب الحقيقية تخاطبكم

حكومة المغرب الحقيقية تخاطبكم

عبد العزيز عبيدوش

 

للمرة الثانية على التوالي و ظرف أقل من شهر، تتلقى حكومة الحالية بقيادة العدالة و التنمية الضربات تلوى الأخرى ،  لكن هذه المرة الضربات لها وقع كبير ليس فقط على الصعيد الداخلي ( الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي و باقي الفاعلين السياسيين ) و إنما على الصعيد الخارجي ، بحيث أبلغ الخطابين الأخيرين بمناسبة عيد العرش و ثورة الملك و الشعب  ، رسائل خارجية لمن يهمهم الأمر مفادها أن المؤسسة الملكية بالمغرب كانت و  لا زالت تنفيذية بكل تحمله الكلمة من معنى ، و أنها تمتلك كل مقومات الفعل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و التربوي ، و هي مؤسسة تنأى بنفسها  عن أي صراع سياسي يقع بين الفاعلين السياسيين لأنها ليس لها انتماء سياسي و إيديولوجي تصارع من أجله  ، و الانتماء الوحيد الذي تفتخر به هو المغرب .

 إن المؤسسة الملكية من خلال الخطابين الأخيرين ، تعطي نموذجا للمعارضة المبنية على النقد البناء و المعتمد على التذكير بما مضى من برامج ناجحة ،  هذه الأخيرة كانت تقتضي الحكمة من الحكومة الحالية الاستمرار في بلورتها و تطويرها ، و خصوصا إذا كان الأمر يتعلق  ببرامج تهم قطاعا حيويا منتجا لأجيال المستقبل كقطاع التربية و التكوين ، الذي ظل لسنوات عديدة  يعاني من علل مزمنة ،  لعل أبرزها التجارب المستنسخة المستوردة و الميزانيات الهزيلة المخصصة للبحث العلمي  ،  و المقاربات التي لا تنتج سوى جحافل  المعطلين حاملي الشواهد العليا .  

 إنها حكومة  المغرب الحقيقية  - إنها حكومة موازية لحكومة الرباط ، إنها الحكومة الفعلية لصاحب الجلالة صاحبة السلطان و  السلطات التنفيذية و الحاضرة بثقلها و  بقوة ، قوتها في  تواجدها الدائم في الميدان ،  والتي تشتغل ليل نهار بالقرب من بعض الشعب وفي بعد عن آخرين ، أنها حكومة موحدة متحدة و  منسجمة لا شباط فيها ولا بن كيران ولا تعديل حكومي يعتريها ، لها برنامج  لا يتغير بتغير حكومات الرباط وانتخابات البرلمان أو الجماعات الترابية ،  إنها حكومة المغرب الحقيقية التي تخاطبكم على مدار السنة .

إن الخطابين الملكيين الأخيرين وضعا النقاط على الحروف، و أزال الالتباس الذي كان بعد التصويت على دستور 2011 ، حول مدى انتقال المغرب إلى الملكية البرلمانية ؟ بالتالي فالانحياز و الاستمرار على نهج الملكية التنفيذية هو الخيار الذي كان و لا سيستمر في تفعيله و تنزيله بميكانيزمات دستورية ، و قد بدأت منذ تعيين إدريس جطو على رأس المجلس الأعلى للحسابات ،  و إلى غاية سحب ملف قطاع التربية و التكوين من الحكومة الحالية و تسليمه للسيد عمر عزيمان المستشار الملكي و الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم كمؤسسة دستورية ستتولى التقييم و التقويم لما مضي و صياغة برنامج الغد و لإنتاج نخب الغد .

فالمؤسسة الملكية لما قبل دستور 2011 هي نفسها لما بعد دستور 2011 ، المؤسسة التي لها برنامجها التي تشتغل عليه كما سبق ذكره ، و الذي يتم إعداده بعناية فائقة و دعمه ماديا و لوجستيكيا و تسويقه إعلاميا على المستوى الداخلي و الخارجي ،  و صاحبة كلمة الفصل و العقل المدبر للعديد من القضايا التي تهم السياسات العمومية و القضايا الإستراتيجية الداخلية منها و الخارجية ،  و هو البرنامج الذي يتم تقديم حصيلته السنوية أمام الشعب و مباشرة على أمواج الإذاعة و التلفزة المغربية .

فعندما يصرح رئيس الحكومة أمام نواب الشعب في جلسة المسائلة الشهرية، و يقول بالحرف أن الملك هو رئيس الحكومة التنفيذية ، فهذا يعني شيئا واحدا أن بن كيران ووزراءه لا يملكون سوى وظيفة التوقيع بالعطف .

إذا كانت الحكومة الحالية تستعد لنشر غسيلها في الدورة المقبلة للبرلمان ، فإن المواطن المغربي بات الآن بعد الخطابين الأخيرين ،  مقتنعا أيما اقتناع أن الحكومية الحقيقية للمغرب بقيادة أعلى سلطة في البلاد هي مصدر كل المبادرات الجادة و الأوراش الكبرى  هي من تمتلك القرار الفعلي في شتى المجالات و مناحي الحياة العامة ، هي الكل في الكل.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات