زيادي عمر
جميل أن يتحدث بعض مسؤولي فاس كما عودونا عن ما ينقص المجتمع ألمغربي و أن يحددوا لنا معالم مستقبل المغاربة كما يجب أن يكون كأساس لحصول التنمية المستدامة و محاربة الهشاشة و النهوض بالبنيات الاساسية للمواطن و البلاد.
و كم هو جميل ايضا الحديث عن ضرورة اعادة هيكلة الحكومة الحالية و ربما – ولما لا – الاسراع بانتخابات مبكرة لإعطاء الفرصة للشعب قصد اختيار من يحقق له الكرامة و من ينعش الاقتصاد و من ينهض بالسياحة و من يخلق فرصا للشغل ...
و كم هو جميل الحديث بحماس و مرارة عن الوضع المتردي الذي و صلت إليه بلادنا في كل المجالات بسبب حكومة و ليدة اليوم و سياسة أناس مبتدئين و خبرتهم ليست بحجم تطلعات شعب طال انتظاره للتغيير ولم يعد بمقدوره مزيدا من الانتظار.
وما اجمل ان نعد بالقدرة على قيادة قطار البلد بعدما كاد يزيغ عن مساره اثر اللامبالاة و سوء التسيير و التعب الذي اصاب السائق و مساعديه لكثرة المنعرجات و العقبات و الضباب و قلق و صراخ الركاب...
لكن الفظيع و المحزن في هذا كله هو محاولة الاصلاح من القمة,و ترك كل ما يمس المواطن مباشرة بيد السماسرة و ذوي الاطماع و النفوذ خصوصا إذا تعلق الامر بمدينة من حجم فاس.
فاس، مدينة العلم و الدين و الحضارة و ألتاريخ, فاس ، مدينة الاصالة و التقاليد و التسامح و الحوار بين جميع الحضارات، فاس مدينة السياحة و الأكلات اللذيذة المتميزة...
فاس هاته تعيش اوضاعا مزرية و معاناة لا تنتهي اصبحت كابوسا يرعب المواطن.
ما يميز فاس الان هو ارتفاع اثمان العقار و الكراء و تسابق منعشي البناء على اعمار كل شبر اخضر يحيط بالمدينة حتى اصبح قطع هكتارات من اشجار الزيتون في رمشة عين امرا مألوفا. فاس ، اصبحت مدينة مخيفة...تملؤها العصابات و قطاع الطرق و اللصوص في جوف الليل و في عز النهار ايضا في الاماكن العامة و في المتاجر و الحافلات و الحدائق و في الازقة الضيقة و غيرها.
فاس ايضا ليست فيها اماكن خضراء. انها صحراء في فصل الصيف الحار. فحدائق المدينة و منتزهاتها خالية من العشب و الاشجار التي توفر الظل للسكان, زد على ذلك الاوساخ التي تملأ جنباتها...
حافلات فاس الحضرية رغم تجديد بعضها و اصلاح البعض الآخر تبقى مهترئة و متهالكة.صحيح أنها في الظاهر تبدو رائعة و جميلة لكن داخلها شيء آخر: زجاج منكسر استبدل بألواح خشبية, ازدحام، تأخر , لصوص يتربصون بك داخلها...
و ما زال في مدينة فاس طرقات محفرة واحياء تشبه احياء الصفيح و منازل تسقط من حين لآخر ومتاجر استولت على الرصيف كله. و إذا استثنينا بعضا من وسط المدينة,فإننا نرثي حال المدينة التي كان من الواجب أن تكون الأفضل وطنيا على الاقل.
انه من الاجدر عوض الاهتمام بالحكومة و مشاكلها أن يحل مسؤولوا المدينة مشاكلها و يهتموا قليلا بهموم السكان و يعطوا حلولا ملموسة و سريعة لإنقاذ فاس لأنها مدينة بسكانها تعاني مأساة حقيقية في كافة المجالات من البنية التحتية و تنظيم و بيع و شراء العقارات الى وسائل النقل من حافلات و سيارات اجرة و مساحات خضراء ايضا.فهذا ما يجب علينا الاهتمام به في اول الامر لأنه من الاولويات...
حينذاك يمكننا البدء بمحاكمة و انتقاد من هم اعلى منا شأنا.