أخنوش يحث برلماني الحزب على تعزيز التواصل مع المواطن لمواجهة البوز وإشاعة السياسيين

الارتجالية تسبق افتتاح دونور/ استمرار الأشغال ليلة الديربي/ والوالي مهيدية يتفقده قبيل الافتتاح

بلكمة غادرة أنهت حياته..أم الشاب الطنجاوي ضحية جريمة حومة الشوك تروي تفاصيل الحادثة

شيخ تطواني مكلوم يروي معاناته بعد فقدان أملاكه ويؤكد أمله في العدالة

مغاربة يطالبون بتدخل عاجل لوقف اعتداءات التلاميذ على رجال ونساء التعليم

الناصيري يبرئ نفسه من الاتجار في المخدرات ويعد بتفجير حقائق مدوية

المهدي المنجرة ....قُدوة وطنية

المهدي المنجرة ....قُدوة وطنية

بوشعيب دواح الزيراوي

 

 

حينما نتكلم عن إنسان من طينة المهدي المنجرة ، فإننا نتكلم عن هَرَم ، عن عالِم مغربي معاصر، لا زال يقاوم صخرة النسيان و المنع حيث من حقنا في الوصول إلى المعرفة و تلمس طريق العلم عن طريق علماء من طينة هذا المغربي  القح.

المهدي المنجرة حينما التقيته و أنا طالب باحث ، في المعهد العالي للصحافة و الإعلام ، كان كتابه " عولمة العولمة" في يدي ، و حينما سمحت الظروف بالحديث معه ، و أنه فعلا يشكل لي مثلا أعلى نظرا لمساره الفكري ووطنيته الصادقة ، تلمست من كلامه أن طريقه شاق كطريقي و أنا الآتي من بادية سطات إلى العاصمة السياسية للمغرب، الرباط ، كانت كلماته بلورية ، حارَّة ، جريئة،  ثورية ، حينما و في سياق الكلام ، قال أحد المتدخلين أن " المغرب وجد البترول في تالسينت " رد  المهدي المنجرة بعنف : " أحرقهم الله به ".و مر الوقت ، ولازال المهدي المنجرة يصول و يجول بفكره و لا بترول لدينا ولا يحزنون .

لا تقدم لنا و لا تنمية و لا رُجوع من سقوط حر  وكما قال الدكتور المنجرة  لابد من إعطاء قيمة للمعرفة ولابد من إعطاء فرصة للشباب  الواعي /المتعلم من أجل أن يقول كلمته الفصل في مسيِّيريه و في نُخبته التي جُلُّها حتى لا نقول كلها فاسدة و الله أعلم .

المهدي المنجرة لنا الشرف أن نكتب عنه ، أن نتخذه كقدوة ، كمثال للمغربي الحر .يكفينا فخرا أنه كان رئيسا للفيدرالية العالمية للدراسات المستقبلية و كان الرئيس المؤسس للجمعية المغربية للمستقبليات . علم مستقبليات بعيدا عن التنجيم و التكهن و قريبا من المعرفة العلمية المبنية على معطيات واقعية من أجل استبصار المستقبل على المستوى المتوسط تصل سنواته إلى عقدين من الزمن و أكثر من ذلك .

الثورات العربية التي وقعت في السنوات القليلة الماضية و لازالت بعض نيرانها مشتعلة مفتوحة على المجهول كانت من بين السيناريوهات التي استنتجه عالم المستقبليات أنه امام هاجس خوف الأنظمة العربية من شعوبها مم أدى إلى تضخم المقاربة الأمنية و العسكرية و دول المغرب العربي نموذجا .

تبعية الحكام العرب لسياسة الغرب و لو كانوا انقلابين على ما تطلبه الشعوب و ما وقع في مصر كنموذج ،بين منه أن التحكم عن بعد من طرف قوى معادية لدول عربية قوية هو السائد و محاربة و دك كل نظام تشيح بوجهها عن الدولار الأمريكي مثل نظام صدام حسين كنموذج.كما كان سيناريو تلفيق التهم الواهية من قبيل أسلحة الدمار الشامل أو الأسلحة الكيماوية و ذلك كمطية  لإزاحة كل نظام معاد لأمريكا التي بات سقوطها في عداد النتائج المرتقبة  في علم المستقبليات و بزوغ قوى جديدة كالصين و اليابان و الهند .

الأنظمة العربية استعانت بالغرب من أجل الرجوع إلى حالة الإستقرار أو سيناريو الموت  و ذلك عن طريق تدخل جهات ممولة بإعانات و التزويد بالأسلحة و  الثني على محاولات الإصلاح في ضل بقاء نخب فاسدة لا تتطور عجلة التنمية بوجودها ، نخب باعت كل شيء ، تحارب أي محاولة للإصلاح ، لا تريد الرحيل ، لإتاحة الفرصة للشباب و النخب الجديدة  بل يجب محاربتها بكل ما أوتي الشباب بعد التسلح بالعلم و المعرفة و حبا في محبة الوطن .كما أن أي نظام عربي يفتقر لأي مبادرة سياسية عن طريق الإصلاح حفاظا على الإستقرار كما قلنا و الإستقرار يعني الموت في علم البيولوجيا و ذاك غير ممكن في عالم الشعوب و المجتمعات كما جاء على لسان مُفكرنا المهدي .

المهدي المنجرة ، مسار فكر ، مسار أول أستاذ جامعي يعطي دروسه في جامعة محمد الخامس بالرباط و مسار أول طالب مغربي يسجل في جامعة أمريكية و مسار صاحب  كُتب : " عولمة العولمة " ، " إهانة" ، " الحرب الحضارية الأولى " ...

مسار مغربي غادر مقر الأمم المتحدة حينما تبين له أن قيم الأمم المتحدة مبنية على قيم مسيحية يهودية ، لا هدف لها سوى شن الحرب على الإسلام تحت يافطة الحرب على الإرهاب.

لنا ما يقال الكثير عن هذه الشخصية الفذة  رغم ما خالط مقالنا من معطيات ذاتية و موضوعية .عالم لم يستفيذ الشعب المغربي و العربي من ترسانة فكره . عَالِم فَضح ما تعاني منه عجلة الوطن. عالم تمَّ تكميم و منع مُداخلاته في عدة محطات  ثقافية ، كما تم منع عدة قدرات و طاقات مغربية من أمثال الفنان أحمد السنوسي الذي فاز بجائزة التواصل الثقافي شمال-جنوب  التي أسسها المهدي المنجرة .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة