بداية تثبيت أعمدة سقف الملعب الكبير بطنجة استعدادا لاستضافة كأس أمم أفريقيا

تم تحويلها من الملك العام إلى حدائق.. باشا مدينة سطات يهدم واجهات منازل تحتل أماكن عمومية لسنوات

مواطنون يعلقون على قرار إنهاء مهنة حارس السيارات بالمغرب

كلمة رئيس الحكومة خلال مراسم افتتاح مصنع ليوني بأكادير

منار السليمي: عودة ترامب.. مكاسب جديدة للمغرب، عقوبات تنتظر الجزائر، نهاية الكابرانات والبوليساريو

بحضور رئيس الحكومة.. شركة ليوني العالمية تفتتح فرعا جديدا لها بمدينة أكادير

تأملات

تأملات

فتحية أدراع

25.10.2013 

تمر الأيام كأنها سحب تتقاذفها الرياح مبعدة إياها عن أنظارنا ، ناشرة ضوء الشمس الساطع ، لتخبرنا بان النوم لم يعد ملجأ لنا ، إذ علينا أن نركض يمينا و يسارا حتى نتدارك ما قد ننساه في خضم هذا الكر و الفر الذي أصبح عداتنا وملهم قلوبنا . جاء الصباح ملوحا يد السلام و مرحبا بحركاتنا و بلهفتنا إلى الرعي وسط مروجه الخضراء لعلنا نلمح بصيص نور بين تلك المروج يستطيع مواراة خيبتنا و سرعة انتقالنا من يوم لأخر دون أن يرف لنا جفن . 

حل المساء بعد يوم مليء بالحركة الدؤوبة التي ما فتأت ترهق عضلاتنا التي بدأ النوم يجافيها ، و عقولنا التي كساها الخمول بعد أن بدأت تستهلك كل جاهز مستورد غير أبهة بمصدره و مدة صلاحيته ، بدل البحث و التدقيق في مصادر المعلومات للتمييز بين الصالح و الطالح . 

جاء الفجر ليبزغ بطريقة حزينة ناثرا بعض من دموعه تحسرا عن تلك الشجاعة التي وريت التراب ، بعد أن كان الواحد منا ينتظر نور الفجر ليشمر عن ساعده و هو مليء بالنشاط و العزيمة ليبدأ يومه مبتهجا مسرورا ، نبقى ساهرين حتى الفجر نغفوا بعده دون أن نميز بين الليل و النهار ، تداخلت الأيام و بهتت الالوان ،   إذ باتت تعدوا ذابلة حزينة تتساقط متلهفة للتواري عن عالم بدلت معالمه و تشابكت اوراقه . 

الرزنامة العائلية تناثرت هنا و هنالك ، لم تعد للأخوة وزن ولا قوة ، الطباع غدت مادية ، تصرفات غلبها التطبع و عادات انقرضت ، التضامن لم يعد يطفوا في العلالي ، في غابر الأزمان كنا نجتمع عشية كل يوم حول صينية شاي نروي متاعب أيامنا و نعد مكاسبنا في جو مرح تشوبه العاطفة القوية الطاهرة الزكية ، في أيامنا الحالية الشبكة العنكبوتية سجنتنا بين براثنها نترقب أخبار أحبتنا و أعزتنا على أعمدتها ، ترى كل واحد منا يسرع إلى نشر مكتسباته  ضاربا عرض الحائط قلب أم ينتظر بصبر خبرا من فلذة كبدها ، و لهفة أب للتباهي بإنجازات أبنه ، لتهدم بذلك تلك الأصول التي تفانى في سبيل الحفاظ على أصالتها أجدادنا .

 كنا نجتمع حول الأجداد لنستمع إلى حكايات بطولتهم الطويلة العريقة مستمتعين بفخرهم و بتأنيهم في روايتها ، كنا نطلق العنان لخيالنا الجامح حتى نعيش لحظاتهم تلك و ننعم بنسيمها الرقيق ، لكن الأن أصبحت الماديات هي حكايات الأجداد و لهفة الاحفاد . 

ضمائرنا استيقظت بدأت تهمس لنا بأصوات خافتة أن نستفيق لنتدارك ما نحن بصدد بعثرته ، بدأت تحثنا للرجوع إلى دفتي الكتاب الصديق الحميم الذي كان و مازال رفيق درب النجاح و الوصول الآمن .

 الكتاب ، لقد حزنا به إلى رفوف الإهمال و النسيان ، لم تعد تستهوينا تلك الأخبار و الحكايات التي تحويها دفتاه ، لم نعد نتذوق الأصالة و لب المعرفة  ، القشور استلهمتنا و الفتات أغوانا ، فما هذا الزمان ؟ و ما هذه العقول ؟ كيف لها أن تتنفس في جو يعبق بالمخلفات ؟ استفهامات , تساؤلات , وقفات , تأملات , احتجاجات ،  لكننا نناور نحاول إيجاد تغرة تعفينا من الإجابة ، ضمائرنا لا تتوقف عن لسعنا بوخزتها ، عقولنا أدركت أنها تشيخ ، قلبونا ضعفت من كثرة الجاهز ، فكيف لهذا الجسم أن يبقى سليما و كل محركاته الأساسية ضعيفة ؟

 لا داعي لقدفنا بكلمات هشة تطفئ من عزيمتنا و تخلخل طاقاتنا ، هذا هو تدخلنا الصاعق لمواجهة الواقع ، هذا هو صراخنا اللاهث لمواربة ضعفنا الباهت ، لتمر أمام أعيننا في لحظة ضعف كليشيهات ماضينا القريب منه و البعيد، بدأ الزمن ينفلت من بين أدينا ، ها هي ذي طفولتنا تلوي لنا ظهرها ، و ها هي ذي مراهقتنا تنطفئ آخر شراراتها التي كانت تمدنا بالحيوية و النشاط ، و ها هو شبابنا بدأ يشيب بدأ ينسل من بين أيدينا ساحبا معه أجمل أيام عمرنا ، فماذا بقي لنا من زممنا الحلو ذاك ؟ أيام ، ليالي ،  ذكريات ، تأوهات ؟؟؟؟؟؟


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

dounia berkania

tout a fait d'accord

c varis khti fthia mkdbtich walah c bien dit chapeu

2013/11/08 - 03:25
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات