زهير شباكو
في ظل صراعات المصالح و الركض نحو التسلح و خلق البلبلة من أجل إخماد اللهيب الداخلي للمواطنين ( في الجزائر و المغرب) وإنتاج روح المواطنة الحربية المبنية فوق أنقاض مأساة الفقراء، أود أن أقدم اعتذارا إلى الشعب المغربي و الجزائري خاصة و إلى العرب و الأمازيغين عامة و إلى كل من لا تهمه اللعبة السياسية...
أود أن أعتذر للجزائريين ( وليس للنظام الجزائري) عن ما نبع من سلوك لا حضاري من طرف بعض المغاربة و الذي توج للأسف بإسقاط العلم الجزائري في وضح النهار من القنصلية الجزائرية في الدارالبيضاء.
أود أن اعتذر لبعض الدول الشقيقة والتي مصلحتها تكمن في عودة الأمجاد الغابرة لدول الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، لما بدر من الرئيس بوتفليقة و فلوله في الصحافة و القنوات الجزائرية. اعتقدت أن كبر سنه سوف يدفعه إلى التقاعد و الاستمتاع بالشهور أو السنوات الأخيرة قرب العائلة، لكن الواضح أن كرسي الرئاسة في الجزائر له لذة خاصة و النظام الجزائري لازال يحتاج إلى مذيعه الوفي.
أود أن اعتذر للعرب، الذين يعانون من ويلات الحروب الأهلية و القمع في بلدانهم، و للأمازيغين أيضا على ضعف الحيلة وعدم إفشاء مظاهر التسامح بين المسئولين في المغرب و الجزائر ليكون ذلك من أجل مصالح الآخرين وعلى حساب الشعبين الشقيقين. فالغرب (أوروبا خاصة) يدعون بعضهم البعض لتكتل الدول في ما بينها كي يقوى اقتصادهم ويتقدم علمهم و الأنظمة العربية تدعو لتفكك و انقسام الدول العربية إلى دويلات كي يسهل ابتلاعها اقتصاديا ويسهل التحكم بها خارجيا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، لماذا لم يستفد العرب و المسلمون من تاريخ سقوط الأندلس؟
أود أن أعتذر للشعب الجزائري و المغربي عن الحدود المقفلة منذ سنوات و التي نتاجها خلاف و تعنت السياسيين على حساب الشعبين لتبقى العديد من العائلات مفككة إلى أجل غير مسمى. اللهم بعض القنوات التي تسهر على إضفاء طابع الأخوة واحترام تعدد الثقافات وخلق برامج تشمل مذيعين من دول شمال إفريقيا لكسر الحدود السياسية و الوهمية بين الشعوب الشقيقة ثم إمتاعنا بالتنوع في اللهجات الجميلة و الجذابة التي تزخر بها دول شمال إفريقيا.
أود أن اعتذر لكل مسلم يعتز بدينه، الذي يحمل في طياته العديد من أركان التسامح، و إلى الحقوقيين الذين يطمحون إلى مستقبل يحترم حقوق الإنسان، عن ما بدر من الصحافة و السياسيين المغاربة و الجزائريين من سب وقذف بالأشخاص والمواطنين. لتصبح حقوق الإنسان وسيلة للضغط على الجيران و ليس هدفا للنهوض بالدول الشقيقة كما لو أن شعوبهم في جنات النعيم...
و أخيرا، أود أن اعتذر للكل لأنني ضد جميع أنواع الحقد و الضغينة و لا أدعم أفكار الحروب بين الدول العربية خاصة و بين دول العالم عامة.
بنت لبلاد
إعتذر إن كان يحلو لك
lالمسألة ليست لعبة سياسية بالنسبة لنا كمغاربة ومواطنون عاديون المسألة مسألة هوية ووحدة ترابية. ولو إختلف المغاربة في توجهاتهم السياسية وكذلك في أصولهم الإثنية فإنهم يتفقون في شئ واحد الصحراء مغربية ليس كشعار سياسي أو إنتخابي ولكن كهوية وإقتناع وطنيين. إذن فلا يمكنك عقد مقارنة بين آحاسيس الشعب المغربي الذي عانى الكثير في قضية الصحراء سواء من خلال فقدان الأسر لأحد أفرادها أو في شتات الشمل الذي فرض عليه من الجزائر وصنيعتها الجرثومية ولا يمكنك عقد مقارنة بين حكام مغاربة قدّموا السند والعون مند زمن في عهد الإستعمار وكذلك نهجوا سياسة اليد الممدودة للسلم مع حكام كان كل همهم الدخول في صراعات لا معنى لها وإذا تسلح المغرب فمن باب الدفاع عن النفس أما الجزائر فمن أجل زعزعة أمن المنطقة والإعتداء على جيرانها. ولا يمكنك عقد مقارنة بين بلد يحكمه ملك شاب يسعى لخير البلد وتحديث المغرب في جميع الميادين، نعم الطريق ما زال طويلا ولكن هذه البداية. كيف تقارن مع بلد متوسط العمر لحكامه 73سنة تحجرت عقولهم عند زمن بائد!!! كيف تقارن بين بلد إختار خلق مصالحة وطنية واجه فيها أشباح الماضي لتضمض الجراح ونبدأ جميعا في بناء عهد جديد !!! كيف تقارن بين بلد جميع مكوناته الإثنية تعيش في وئام خرجت أمازيغ وعرب تقول (يا لطيف يا لطيف) على ضهير أراد أن يفرقهم في يوم ن الأيام وقالوا عرب بربر أم يهود نحن كلنا مغاربة قبل كل شئ. كيف تقارن مع بلد لازالت تحكمه أشباح الماضي وما زال يقال فيه هذا حركي وهذا فلاكي وهذا قبايلي وهذا عربي!!! كيف تقارن بين سياسيين ما فعلوه هو واجبهم،الدفاع عن بلدهم، وبين سياسيين ما فعلوه هو الإعتداء على الجار وخلق فرص للبلة لتغطية موتهم السياسي في بلدهم وعدم قدرتهم على تقديم حلول أفضل لأن هذا ليس في مصلحة العجزة القابعين في السلطة مند سنين. أما بالنسبة للعرب فلن يغير الله قوما حتى يغيرو ما بأنفسهم وكذلك المسلمين واللذين لا يأخذون من الإسلام إلا الإسم والهيأة أما مبادئ الإسلام الحقيقية فهي بعيدة عنهم كل البعد. نعم نحن لسنا في جنات النعيم ولكن على الأقل التحرك والدينامية الجديدة التي ينهجها المغرب بالرغم من النواقص والأخطاء(فمن الخطأ نتعلم الصواب) إن كان هذا يدل على شئ فهو يدل عن إرادتنا وطموحنا ملكا وشعبا في بناء مغرب ديموقراطي، منفتح و ضد جميع أنواع الحقد و الضغينة، ويسعى للبناء والسلم مع الجميع لأنه ,والتاريخ يشهد على ذلك, بلدنا دائما تجنح للحلول السلمية ولكن ليس معنى هذا أن تفرط في حقوقها. فنحن لا نبدأ الحرب ولكن ننهيها.