بداية تثبيت أعمدة سقف الملعب الكبير بطنجة استعدادا لاستضافة كأس أمم أفريقيا

تم تحويلها من الملك العام إلى حدائق.. باشا مدينة سطات يهدم واجهات منازل تحتل أماكن عمومية لسنوات

مواطنون يعلقون على قرار إنهاء مهنة حارس السيارات بالمغرب

كلمة رئيس الحكومة خلال مراسم افتتاح مصنع ليوني بأكادير

منار السليمي: عودة ترامب.. مكاسب جديدة للمغرب، عقوبات تنتظر الجزائر، نهاية الكابرانات والبوليساريو

بحضور رئيس الحكومة.. شركة ليوني العالمية تفتتح فرعا جديدا لها بمدينة أكادير

الانتحار ظاهرة مستوردة أم متأصلة داخل المجتمع المغربي؟

الانتحار ظاهرة مستوردة أم متأصلة داخل المجتمع المغربي؟

فتحية أدراع

بالرغم من أن الشريعة الإسلامية و كذا القانون الوضعي قد حرما الانتحار ، إلا أننا نلاحظ أن هذه الظاهرة أصبحت تغزوا المجتمع المغربي بشكل واسع، بعد أن كانت طي الكتمان تأبى الأسر المغربية أن تجعلها  ترى النور مخافة الذل و المهانة و مخافة للمعاقبة التي يقررها القانون ، و بالرغم من تكتم الجهات المسؤولة عن الأمر حتى يقدموا للعالم مغرب بدون انتحار ، و نظرا لغياب الإحصاءات و الأرقام الرسمية التي تأكد الظاهرة ، فقد جاءت الصحف المغربية برمتها لتنزع حجاب الخوف و الاختباء  لتظهر للمجتمع المغربي أنه أصيب بوباء رخيص أصبح ينهك قواه و أسسه ، لنتساءل إذا كان هذا الأمر قد اجتاح المجتمع قبلا ؟ أم أنه حديث الظهور ؟ هل استوردناه  من المجتمعات الغربية  كما نستورد معظم أفكارنا ؟ أم أنه وليد مجتمعنا المغربي بحد داته ؟ هل هناك أرقام تؤكد ما تتناقله الصحف المغربية أم تبقى المسألة مجرد تخمينات و تقولات حتى لا نبتلي مجتمعنا ؟كيف يرى المواطن المغربي هذه الظاهرة ؟ لقد أصبحت عنوانين الانتحار تتصدر الصفحات الأولى  للجرائد الوطنية حتى بتنا نتفاجأ ليوم يمر دون حادثة مماثلة ,  ، هل شفي مجتمعنا  من  الوباء في رمشة عين  ؟

 لترجع بنا الذاكرة إلى تلك الفتاتان الغضتان اللتان  وضعتا حدا لحياتهما  نتيجة صدماتهما النفسية ،  الأولى لأنها منعت من ولوج قاعة الامتحان بعد تأخرها بخمس دقائق ، الثانية إثر رسوبها في امتحانات البكالوريا الأخيرة ،لم تستطيعا تحمل عبئ ما واجها  و لا الوقوف في وجه   مجتمع قاسي حكم مسبقا على فشلهما، لتقررا اجترار مرارتهما  من ظلم وتهميش   , كما يجب ألا ننسى تلك الحوادث التي تمر متوارية بحجاب من ضباب ظنا منا أن لا أحد سيكترث للظلال ، كم من روح أزهقت تحت عنف ما تعانيه باستمرار ، و كم من أفواه أخرست لأنها عقدت إلى  جدور لا ترغب بازدهار أوراقها و أغصانها ؟

 من خلال إحدى الإحصائيات التي قامت بها وزارة الصحة و مستشفى  جامعة ابن رشد بالدار البيضاء لسنة 2007  على عينة خمسة ألاف شخص ، أبرزت النتائج الأولية أن %61 من المواطنين لديهم ميول إلى الإنتحار ، كما تتباين النسب بين فئتي النساء و الرجال حيث يصل خطر الإنتحار لدى الجنس اللطيف إلى %21 في حين أن هذه النسبة  لدى الجنس الخشن لا تتعدى %12 .

 أسباب الانتحار لا تتباين من بلد لأخر و إنما تجتمع في نقط معينة واضحة إذ أن الغير المتزوجون ،  الأزواج الذين لا يستطيعون الإنجاب و المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية هم الأكثر عرضة لسلوك هذا الاختيار ، و إذا أعدنا النظر في هذه الحالات التي تختار أسهل السبل للهرب من مشاكل الحياة القاسية، فإننا سنجد أن الهدف من وراء هذا هو محاولة إرسال إنذار عنيف للمجتمع الذي تغاضى و يتغاضى عن كل ما يعانيه أفراده من ضغوطات متعددة الأشكال و الألوان ، النفسية ، الفكرية  الاجتماعية ،و الاقتصادية  التي  تتقادفه من جانب لأخر، مما يدفع بهم إلى فقدان إيمانهم بالحياة و تتبع الصوت الهادر الذي أصبح أقوى من قدرتهم على التحمل و الذي أخرس روح المقاومة و المواجهة ، و بما أن كل ما يحيط بهم يتصنع الأذان الصماء ، فقد قرروا الحد من صراخهم الذي أصبح يتردد في قاعة مغلقة لا أحد يستطيع سماع ما بداخلها ، لعلى هذا قد يكون درسا يوقظ تلك الضمائر النائمة الأنانية التي لم تبالي بألمهم و جعلتهم في ضل صراخهم الصامت يتوجهون إلى حافة  طريق الموت باعتباره السبيل الوحيد الذي سيحد من معانتهم ، فترى النساء يتوجهن إلى مضاعفة جرعات الأدوية التي تجرهن إلى سبات عميق ، إلا إذا تدخلت يد سحرية لتنشلهم من سكرهم لتتدارك تلك الروح التي كانت تصارع لتفارق ذاك الجسد المتعب ، أما الرجال فأغلبهم يختار الوسيلة و التي تتوافق و طبيعته فيلجؤون إما إلى الانتحار شنقا ، ابتلاع سم الفئران أو رميا بالرصاص  ليزداد ألمنا و حسرتنا على هذه الأرواح التي تذهب ، نشعر بتأنيب الضمير و نتساءل لما تتجه نفسنا المتألمة دائما لسلوك أسهل الطرق حتى تخفف من معاناتها ؟ و هل يا ترى هناك بعض الأنظار التي أصبحت تصوب أعينها اتجاه هذه الظاهرة و توليها الاهتمام؟

 القضاء على انتحار الشباب هو هدف العديد من الجمعيات التي ظهرت مؤخرا لوضع حد لهذه الكارثة التي تؤثر على جميع الطبقات الاجتماعية ، مثل جمعية ابتسامة رضا التي رأت النور سنة 2009 ، بعد انتحار الشاب رضا ذو 13 سنة و النصف،  إذ أطلقت حملة توعية للحد من انتحار الشباب . ويستهدف البرنامج في المقام الأول الأطفال ، وطلاب الجامعات ، طلاب المدارس الثانوية وأولياء الأمور ، وكذلك مختصين في مجال نظام التعليم والصحة والمجتمع المدني. للوصول إلى مجموعة واسعة من الشباب ، وقد خططت الجمعية لإجراء حملات في وسائل الإعلام المختلفة و على شبكة الانترنت. هذه المنظمات تحاول إستعاب هذه المشكلة الكبيرة ، ولكن بالرغم من ذلك لا يزال الوضع كما كان، في مواجهة المشكلة؟ هل الحديث إلى الصحافة يكون فعالا لوقف هذا الألم؟ ديننا يحرم الانتحار و يعاقب القانون عليه  فلماذا لا نجد ملجأ أخر غير  الأموات؟ المراجع: بعض  المواقع الإلكترونية ، والكتب التي تتناول موضوع الانتحار، وسائل الإعلام الوطنية (الصحف، التلفزيون، الراديو، ..........)، البيئة المحيطة بي، و بعض من الروايات التي تتناقلها الألسن من حين لأخر .  


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

غزلان

مسلمة

بالنسبة لي يعود تزايد اعداد المنتحرين الى لغياب الوازع الديني لان لكل مشكلة حل

2013/11/15 - 07:28
2

محمد

ظعف الايمان

يستحيل للانسان الدي يامن بالقظاا والقضى ان يفكر في الانتحار وخاصتا المتعبد ومن يكرر القران في كل حين

2014/03/26 - 10:03
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات