أخبارنا المغربية - و م ع
تشكل "اجتهادات علماء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري" موضوع الملتقى الفقهي الوطني الخامس الذي تحتضنه مدينة الخميسات على مدى يومين تحت شعار "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".
وتنكب دورة هذا الملتقى، التي يؤطر أشغال جلساتها نخبة من العلماء في فقه الدين، على دراسة وإبراز جهود فقهاء المالكية بالغرب الإسلامي، خلال القرن السادس الهجري، في بسط مبادئ الشريعة الإسلامية وفهم أحكامها، لحل القضايا التي عاصرتهم، وذلك في إطار تجديد صلة المغاربة بأصول مذهبهم وتعميق فهمهم لثوابتهم الدينية وتقوية تشبثهم بإمارة المؤمنين باعتبارها النظام الحامي للوحدة الدينية للمغاربة.
وفي كلمة خلال افتتاح أشغال الملتقى، أبرز رئيس المجلس العلمي المحلي بالخميسات السيد حدو مزيان بناصر أن المذهب المالكي يتسم بالواقعية ومراعاة أحكام الشرعية إيمانا منه بالتعدد والاختلاف، مما جعله مذهبا تجديديا مرنا يراعي أحوال الناس على اختلاف مشاربهم.
وأشار إلى أن المجلس العلمي المحلي بالخميسات انخرط في المنظومة الإصلاحية الدينية الكبرى التي وضع أصولها ووضح معالمها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في سبيل تسيير الشأن الديني، مضيفا أن الملتقى الوطني الخامس، الذي يشكل استمرارية للملتقيات السابقة، يواصل الانكباب على دراسة المذهب المالكي نشأة وتطورا وتسليط الضوء على خصائصه وأعلامه، من خلال التعريف بجهود رجالات المذهب بغية مواكبة المستجدات والنوازل المحدثة، واجتهاداتهم عند تعذر النصوص.
ومن جهته، تطرق السيد حميد حماني اليوسي مدير مؤسسة محمد السادس لطبع ونشر المصحف الشريف الدور الذي تضطلع به المؤسسة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، في نشر المصحف الشريف عبر المساجد والمجالس العلمية بالمغرب وكذا في المؤسسات الدينية بكل من أوروبا وغرب إفريقيا، حيث قامت بطبع أزيد من مليونين ونصف من المصاحف منذ تأسيسها.
وتناقش أشغال الملتقى من خلال جلساتها العلمية محاور تهم "أصول الإفتاء عند علماء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري" و"الأطروحات النقدية لفقهاء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري" و"خصائص المدرسة المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري".