أخبارنا المغربية ـ و م ع
سلط مكتب الدراسات الاقتصادية البريطاني (أوكسفورد بيزنس غروب)، الضوء على حرص المكتب الشريف الفوسفاط على تعزيز تموقعه كأول مصدر عالمي للفوسفاط والمنتوجات المشتقة.
وأشار مكتب الدراسات الاقتصادية، الذي يوجد مقره في لندن، إلى أنه في سبيل بلوغ هذا الهدف وتعزيز ريادته العالمية، فقد أبرم المكتب الشريف للفوسفاط خلال الشهر الماضي اتفاقا لتمويل استراتيجيته للتنمية والتي تتوخى مضاعفة انتاجية مناجم الفوسفاط ومشتقاته بنحو الضعفين بحلول سنة 2020.
وأضاف المكتب ، في تقرير تحليلي، أنه بعد التوقيع في بداية أكتوبر الماضي على اتفاقية تهم الحصول على قرض بقيمة 271 مليون دولار من البنك الألماني للتنمية (كي إف دوبلفي)، فإن المكتب يستعد للشروع في إنجاز برامج تحديثية ضخمة.
وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجية التنموية للمكتب الشريف للفوسفاط تتضمن إعادة هيكلة البنيات التحتية المنجمية والصناعية وكذا إحداث أنظمة تتسم بفعالية أكبر لاستغلال الموارد المائية، مما ينعكس إيجابا على الإنتاج الصناعي. وأبرز خبراء مجموعة التفكير البريطانية، أن عائدات الفوسفاط تشكل نحو ربع مداخيل المغرب من الصادرات، مؤكدين أن الجهود المبذولة للرفع من الإنتاج ستمكن من رفع العائدات الخارجية على المديين المتوسط والطويل.
وأضاف المصدر ذاته أنه بالرغم من الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة، فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أطلقت برنامجا تنمويا يستبق استعادة سوق الفوسفاط العالمي لعافيته والمتوقعة بحلول سنة 2015.
وأبرز أن المجموعة ستستغل قرض البنك الألماني للتنمية، لتمويل بناء مصنعين لتحلية مياه البحر بمينائي الجرف الأصفر وآسفي، إلى جانب تطوير محطات تصفية المياه العادمة بمناجم خريبكة واليوسفية وبن جرير وكذا بناء نظام لتزويد وتوزيع الماء بالمواقع المنجمية والصناعية.
وأوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني، أن الاستراتيجية التنموية للمكتب الشريف للفوسفاط تتوخى الرفع من الإنتاج السنوي للفوسفاط من 34 مليون طن حاليا إلى 50 مليون طن بحلول سنة 2020، بفضل برنامج استثماري ضخم يمتد على عشر سنوات رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 130 مليار درهم (56ر11 مليار يورو).
وأضاف أنه تم اتخاد تدابير للرفع من الإنتاج السنوي للأسمدة من 5ر3 مليون طن إلى عشرة ملايين طن، مشيرا إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط يسعى لتقليص تكاليف الإنتاج بنسبة 40 بالمائة من خلال تحديث وعصرنة البنيات التحتية وتطوير عملياته المينائية.
وأشار مكتب الدراسات البريطاني ، إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط وقع مع بداية السنة عقود قروض مع البنك الإسلامي للتنمية، الذي يوجد مقره بالمملكة العربية السعودية، بقيمة 150 مليون دولار من أجل تمويل برنامج تحديث البنيات التحتية بميناء الجرف الأصفر.
وأضافت (أوكسفورد بيزنس غروب) ، أن المكتب الشريف للفوسفاط سيتمكن عبر إنجاز برنامج التنموي من زيادة تعزيز موقعه كأحد أكبر المستثمرين العموميين المغاربة، مشيرة إلى أن استثمارات المكتب خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية بلغت 27 مليار درهم (4ر2 مليار يورو). وتوقعت ان يرتفع هذا الغلاف المالي إلى ثلاثين مليار درهم (67ر2 مليار يورو) مع نهاية السنة.
وأوضح مكتب الدارسات الاقتصادية البريطاني، أن المكتب الشريف للفوسفاط يعتزم تعبئة استثمارات إضافية بقيمة 29 مليار درهم (58ر2 مليار يورو) من أجل تمويل إنجاز مشاريعه المبرمجة برسم سنة 2014.
وبحسب خبراء (أوكسفورد بيزنس غروب)، فقد نهج سوق الفوسفاط توجها تعاقبيا خلال السنوات الأخيرة، مبرزين أن المكتب الشريف للفوسفاط يسعى إلى تحسين مناخ الاستثمار خلال السنتين القادمتين انطلاقا من الاستفادة من عاملي ارتفاع عدد السكان وتزايد الطلب الفلاحي اللذان يساهمان في ضمان توازن العرض من الفوسفاط الخام والأسمدة.
وخلصت مجموعة التفكير البريطانية إلى الإشارة أن البرنامج الاستثماري للمكتب يأتي في ظل ظرفية صعبة، غير أن الأمل يظل قائما على قدرة المغرب على الاستعداد بشكل جيد لمواجهة تحديات المنافسة والحفاظ على صدارته العالمية بمجرد استعادة السوق لعافيته.