حنا مكنعملوش ديك السلعة.. جزار بطنجة يبيع اللحم ب90 درهم ويشكك في جودة لحوم 80 درهم!

هل يبطل الاحتلام الصيام؟ "أسامة أخي المؤمن" يجيب

بعدما أحرجه منشط اللقاء.. ميداوي للوزانيين: إذا بغيتو النواة الجامعية طلعو للزاوية ودعيو

"الملاكمة البورمية الثورية" رياضة جديدة تلقى إقبالًا كبيرًا في الجهة الشرقية من المملكة

يا ربي السلامة.. رموك تقطع ليه لفران ودخل في أحد المنازل بحي لالة مريم بالدار البيضاء

أجمل ما ورد في كلام الله تعالى عن صيام رمضان مع فضيلة الأستاذ العيساوي

المدني منصور.. صحفي من طينة الكبار يرحل في صمت

المدني منصور.. صحفي من طينة الكبار يرحل في صمت

أخبارنا المغربية ـ و م ع

رحل في صمت كما ظل طيلة حياته يشتغل في صمت ..رحل المدني منصور، أحد قيدومي وكالة المغرب العربي للأنباء وأحد كبار صحفييها الذي أفنوا زهرة عمرهم في مهنة المتاعب بين التحرير المركزي في الرباط ومكتب باريس ، وفي مدريد ولشبونة ، ثم التحرير المركزي بالرباط الذي عاد إليه مجددا من باريس قبل شهور قليله قبل أن تأخذه يد المنون . خصاله متعددة وكفاءته لا يجادل فيها أحد ، كان دائم الابتسامة، ويناقش بهدوء يحسد عليه، وهي خصال ظلت ملتصقة به حتى آخر أيامه حين أسلم في نهاية الأسبوع المنصرم الروح لباريها داخل شقته بالرباط وحيدا بعيدا عن أسرته التي لا زالت مقيمة بباريس .كانت وفاته بمثابة فاجعة ذهلت الجميع بداخل الوكالة وكذا معارفة من خارج الوكالة . لم يتغير المدني منصور في طبعه منذ التحاقه بالوكالة وانتقاله لمكتب باريس في بداية الثمانينات ، ظل هو الصحفي الكفؤ والمقتدر صاحب قلم متميز غطى كل الأحداث التي عرفتها فرنسا والعلاقات المغربية الفرنسية منذ الثمانينيات حتى الأشهر الأخيرة من حياته، عرف بمقالاته العميقة وتحليلاته الصادقة ونظرته الصائبة للقضايا المعالجة. لم يسبق أن اشتكى المدني منصور من ضغط العمل بباريس، التي لا يعد العمل بمكتب الوكالة بها بالأمر الهين وخاصة في حقبة الثمانينات والتسعينات حيث كانت التحولات التي يعرفها المغرب تستلزم تجندا شبه دائم للجسم الصحفي للتعريف بحقيقة واقع المغرب وتحوله الديموقراطي وتميز تجربته على الصعيد العربي والإفريقي. كانت ابتسامته الخجولة والمحببة ودماثة خلقه تسبق حديثه مع زملائه، وكان يتحمل أعباء ما يكلف به دون شكوى أو ضجر ، ويقوم بعمله باقتدار وكفاءة قل نظيرها ، وما المقالات التي كان يبثها في نشرة الوكالة طيلة سنوات إلا دليلا على موهبته في هذا المجال. وطيلة عمله بباريس نحو عشرين سنة أو أكثر ظل مرجعا لزملائه الصحفيين من الوكالة وخارجها يمدهم بكل معلومة يطلبونها ويزيد في شرحها ولا تعوزه المعلومات والمراجع، حيث أصبح إسمه مرادفا لباريس وللصحافة المغربية في مدينة الأنوار، والثقافة والإعلام . وحتى عند انتقاله إلى مدريد في بداية الألفية الحالية للإشراف على مكتب الوكالة هناك ثم إلى لشبونة ظل المدني منصور ذلك الصحفي المحب لعمله وللآخرين، لا يتوانى في مد يد المساعدة لزملائه الجدد والقدامى على حد سواء، ودون أن يبخل كالعادة في إبداء أرائه حول عمل الوكالة وسبل النهوض به لمصاف الوكالات الكبرى. كيف لا وهو الصحفي الذي اشتغل إلى جانب كبار الصحفيين العالميين في عاصمة الأنوار في أوج ازدهار وتحول هذه القطاع الإعلامي وبدء ظهور الأنترنت وتكنولوجيا الإعلام والاتصال. وبفضل استقامته وتواضعه الفريد حاز الفقيد الراحل تقدير رؤسائه قبل زملائه وحصل باقتدار على جوائز منها مؤخرا الجائزة الكبرى للصحافة ،فئة الوكالة، وهي جائزة يزيدها الراحل قيمة معنوية وتكرس هي ريادته في هذا الميدان. ولأن الكبار لا يتغيرون ظل الراحل على طينته عندما عاد للاشتغال بالتحرير المركزي للوكالة بالرباط حيث ظل ذلك الصحفي الذي يعتمد عليه في الأحداث الكبرى بفضل خبرته وقلمه وأسلوبه المتميز الذي جعله من كبار صحفيي الوكالة. سيظل اسم المدني منصور محفورا في ذاكرة الجسم الصحفي للوكالة إلى جانب كبار رحلوا وما زال ذكرهم وعملهم خالدا، أولئك الذين وضعوا وأسسوا وحفروا للوكالة اسما أصبح راسخا محليا وخارجيا.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة