مستجدات الأشغال بمركب محمد الخامس.. انطلاق أشغال الواجهة الخارجية وبطء في باقي المرافق

حواجز إسمنتية تشعل غضب ساكنة السانية بطنجة

طنجة تحتضن بطولة منصة الأبطال في نسختها 11 لكأس أوياما

أخنوش: تمكن الاقتصاد الوطني من خلق 338.000 منصب شغل خلال الفصل الثالث من سنة 2024

أخنوش يعدد نجاحات عدة قطاعات صناعية ويؤكد أن 2023 كانت سنة استثنائية لصناعة السيارات

مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

الدارجة المغربية هل هي لغة علم أم لغة تواصل؟؟

الدارجة المغربية هل هي لغة علم أم لغة تواصل؟؟

خالد أبجيك

 

مازالت قضية التعليم بالدارجة المغربية تشغل حيزا مهما في نقاشات المغاربة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيس بوك". فبعد المناظرة التي جرت بين المفكر والفيلسوف الكبير عبد الله العروي، وبين رجل الإشهار نور الدين عيوش على القناة الثانية المغربية، أخذت عدة أسئلة تطرح هنا وهناك حول السبب الذي جعل من عيوش يتقدم بمذكرة من أجل تدريس الدارجة في المدارس. هل يريد بهذا الأمر أن ينشئ فئة من المواطنين لا تعرف من اللغة إلا الدارجة حتى يسهل عليه تدجينهم بما يحب ويشتهي، أم أنه يريد أن يبسط المنظومة التعليمية حتى تصل إلى الأفهام بيسر وسهولة.

تبقى هذه مجرد استنتاجات لبعض "الفيسبوكيين".

عن نفسي، أقول بأن الدارجة، إن سلّمنا بأنها لغة، (في نظري هي لهجة) تبقى لغة تواصل شفهي لا أقل ولا أكثر. فمنذ أن وعينا على هذه الدنيا، وجدنا آبائنا وأجدادنا يتكلمون بها، فأصبحنا نتكلم بها بالوراثة، فإن كان هذا هو الحال، فما الداعي لاستعمالها كوسيلة للتدريس في مؤسساتنا التعليمية؟ ألا يعد هذا مضيعة للوقت والجهد والمال؟

الدارجة، هي تحصيل حاصل في مؤسساتنا التعليمية، يلجأ إليها المعلمون والأساتذة إن استشكل عليهم الأمر في شرح مادة معينة، خاصة مواد اللغات الأجنبية لتقريب المفاهيم إلى المتمدرسين، ما عدا هذا، فاللغة المعتمدة في المواد الأدبية والعلمية إلى غاية التعليم الثانوي هي اللغة العربية، التي تعتبر لغة العلم والمعرفة والتواصل مع الدول العربية التي يشترك معها المغرب في اللغة والدين، وحسب آخر الإحصائيات فإن تعداد سكان الأمة العربية أصبح يناهز 400 مليون نسمة.

فلو فرضنا، أننا قمنا بإدخال الدارجة المغربية في مسالكنا التعليمية، فكيف سيمكن شرح المصطلحات العلمية بالدارجة؟؟ فمثلا، كيف يمكن أن نقول في الفيزياء "مسار متذبذب" هل سندعوه بـ "خط مزيكزاكي" ؟! هذا غيض من فيض. أما إذا ذهبنا إلى النشاط العلمي مثلا، كيف سنشرح للتلاميذ "التوالد عند الإنسان" بالمصطلحات الدارجة التي في مثل هذا الأمر تكون محملة بإيحاءات جنسية قد تحرج الأستاذ والتلاميذ في آن واحد، ناهيكم عن باقي المواد، سواء كانت علمية أو أدبية.

هاته الإشكالية، جعلت من "الفيسبوكيين" المغاربة يبدعون في السخرية والتهكم على صاحب المقترح، حيث في بعض الصفحات، نجد صورة بها أستاذة تقول للتلميذ: "عرب هاد اللعيبة.. الولد كلا التفاحة"، فأجابها التلميذ: "الولد: هو للي كيدير. كلا: هي باش كيديرو. التفاحة: هي لي داير عليها لفيلم".

وفي رسم آخر، نجد أستاذ مادة التاريخ (في الرسم، التاريخ عبر عنه بـ: شحال هادي)، سأل تلاميذه قائلا: "شكون الدولة لي لاحت الكراندا النووية على الجابون؟"، في إشارة إلى القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان. وقد كتب على السبورة محاور المادة كالآتي:

·       "الكيرة العالمية الثانية"، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية.

·       "علاش ناضت؟"، في إشارة إلى سبب وقوع الحرب.

·       "آش طرا؟"، في إشارة إلى نتائج الحرب.

وأيضا، نجد دائما على صفحات "فيس بوك" رسما آخر لأحد الأساتذة يسأل التلاميذ أن يترجموا عبارة "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" إلى الدارجة، فيجيبه أحد التلاميذ قائلا: "يمشي البرد بلا ما تبغي الباطوات".

إلى غير ذلك من الكاريكاتوريات التي تسخر من مقترح نور الدين عيوش في جعل الدارجة كوسيلة لشرح المقررات الدراسية.

وطبعا، لن أتحدث عن المحفوظات والقصائد الشعرية، فعوض أن ندرس أبنائنا القصائد العربية التي ترفع الهمم وتمدح الأخلاق الحسنة، سنعلمهم، مع احترامي لقائليها: "الشاليلي يا بابا"، "عطيني الفيزا والباسبور"، و"شوفي غيرو، والعزارا عطا الله".. إلى غير ذلك من الأغاني الشعبية المنتشرة في بلادنا.

كل هذا من جهة، وإذا نظرنا إلى اختلاف المناطق والمدن المغربية، وما ترتب عنها من اختلاف في اللهجات، فحدث ولا حرج.

فاللهجة الشمالية، تختلف عن  اللهجة الجبلية، والمنطقة الوسطى والجنوبية، فإن كانت الحافلة تنطق بمدن الرباط والبيضاء، مثلا، بـ"الطوبيس" ففي الشمال يطلقون عليها "طارم بيا"، مع العلم أن مصطلح "طرام بيا" عند الرباطيين هي لعبة يلعبها الأطفال. فكيف يستقيم بعد كل هذا التدريس بالدارجة عوض العربية؟؟

إن رجل الإشهار يريد أن "يكلخ" الشعب عوض تقدمه، فمثله تعلم في المدارس الأجنبية، واكتسب اللغات التي تجعله يتواصل مع الخارج، ويريد من المغاربة أن يتعلموا الدارجة التي يتحدثون بها أصلا كلغة تواصل داخلية في المدارس.. أي عبث هذا.. ؟؟

إن كان يغار على التعليم في المغرب، فالأولى أن ينصح بتغيير المناهج الدراسية بما يلائم أعراف وتقاليد وثقافة المجتمع المغربي وسوق العمل.. وإلا فليهتم بإشهاراته وكفى.

 

 

 


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

kam

العلم نور و الجهل عار

اظن انك غير واع بما مكتوب بالدارجة و ان هناك كتب علمية رائعة بالدارجة، فالمرجو التفحص قبل كتابة المقالات و شكرا كتب فاروق المراكشي، حمل و استمتع : https://docs.google.com/file/d/0B7GQg9R-g5q2UlFhZlIzU3hBeWM/preview?pli=1 https://docs.google.com/file/d/0B27XCL6PeD19ZTVHTGRPeFJtUkE/preview?pli=1 https://docs.google.com/file/d/0B27XCL6PeD19eVNaczY5eG5YTEU/preview?pli=1

2014/01/13 - 05:14
2

عبدالنبي الحلوي

ماعندكش الحقّ

داخلت عليك ب الله إلا ما تكول لي : 1ـملي كتتكلم معا الوالدة ديالك ، ومعا وليداتك ، الله يسخّر لهم ، ب أشمن لغة كتستعمل؟ 2ـ ملي كتزور الطبيب ، ب أشمن لغة كتتكلم؟ 3ـ ملي كتمشي عند الميكانيسيان، ب أشمن لغة كتتكل؟ 4 ـ ملي كتعيّد على عائلتك ، وجيرانك ، وصحابك ، ب أشمن لغة كتتكلم؟ ـ شحال زوينة ملي الوالدة كتكول لك " سير أوليدي ، الله يرضي عليك" ـ و ملي كتكول ل جارك ، مبروك عيدكم ـ تعيّدو وتعاودو. ـ واش نزيدك ولا باركة، الدّارجة المغربية هي أحسن دارجة ، فيها أدب " مبروك عيدكم ، تعيّدو و تعاودو ـ و أمتال " كلمة ف الراس حسن من عشرة ف الكرّاس" ـ و معاني " نهيه نهيه وإلا عمى سير و خلّيه" ـ وحكم " اللي ماكلسك على مايدة ، وما عطاك فايدة ، معريفتو غير زايدة. ـ و نصائح " سبّق الميم ترتاح" و مسرح " الطيب الصديقي ، العلج ، وغيرهم سمع ل ناس الغيوان ، و الملحون . والفولكلور ، و زيد وزيد . سمح لي مابغيش نكتّر عليك كنكول لك هاد الشي حيت كنعرف القيمة ديال الدارجة الغربية ، وكنحبّها حيت حي الهوية ديالي .

2014/05/06 - 09:30
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات