أخبارنا المغربية
كشفت دراسة حديثة أن التأثير النفسي على من تابعوا التغطية الإعلامية لانفجار ماراثون بوسطن الذي حدث في إبريل الماضي كان أعلى ممن تعرضوا للحدث الأليم بشكل مباشر، وذلك خلافاً للشائع، وقالت الدراسة إن التعرض لحدث أليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والإنترنت قد يزيد من الألم العاطفي.
وقال الطبيب النفسي ديفيد ريس المتخصص في الصدمات: “من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نتعرض بشكل متكرر ومكثف إلى درجة تجعل المشاركة شخصية في الأحداث فور وقوعها، أو حتى أثناء حدوثها".
وقالت روكسان كوهين أستاذة الدراسات النفسية في جامعة كاليفورنيا، التي أعدت الدراسة مع زميلتها أليسون هولمان: “التعرض لوسائل الإعلام اليوم يعني أكثر من مجرد مشاهدة التلفزيون، الناس تحصل على الأخبار من مجموعة متنوعة من المصادر التقليدية كالتلفزيون والإذاعة والمطبوعات، والمصادر غير التقليدية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب".
وقد نشرت الدراسة أمس على موقع الأكاديمية الوطنية للعلوم، وقامت كوهين وهولمان فيها بدراسة العلاقة بين التعرض لوسائل الإعلام لفترات طويلة خلال تفجيرات بوسطن وبين التوتر الحاد الذي يشمل الشعور بالقلق، والإحساس بتوتر يصل إلى حافة الهاوية، وزيادة الشعور بالتهديد.
وأجرت الباحثتان مسحاً شمل 4675 شخصاً بالغاً في بوسطن ونيويورك، خلال الأسبوع الثالث والرابع بعد الحدث، ومنهم أشخاص سبق لهم التعرض المباشر وغير المباشر لأحداث 11 سبتمبر وإعصار ساندي. وجمعت الباحثتان معلومات من المشاركين عن أعراض التوتر، وساعات التعرض للتغطية الإعلامية، ونوعية التعرض المباشر وغير المباشر للحدث.
ووجدت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين أمضوا 6 ساعات من التعرض للتغطية الإعلامية خلال الأسبوع الأول من التفجيرات كانوا أكثر عرضة للتوتر بمعدل 9 مرات من الذين أمضوا أقل من ساعة واحدة يومياً أمام التغطية الإعلامية.
ورغم أن رقم 6 ساعات يبدو وقتاً طويلاً إلا أن تمضية هذا الوقت أمام مواقع التواصل الاجتماع أمر شائع لدى كثيرين.
وقال نتائج الدراسة إن الصحة العقلية والنفسية للمشاركين في الدراسة قبل حادث التفجيرات، وأنماط استخدامهم وسائل الإعلام لم تلعب دوراً في التأثير على مستويات التوتر.
وقالت هولمان: “التعرض المتكرر للحدث يبقيه حياً في الوعي، وبذلك يتحول إلى توتر حاد نتيجة الضغط المزمن، مع احتمال ترتب عواقب نفسية في المستقبل تجعل الإنسان هشاً أمام الصدمات".
ونصحت كوهين المشاهدين بأن "يخطو بعيداً عن التلفزيون والكومبيوتر أو الهاتف الذكي في أعقاب الهجمات الإرهابية أو إطلاق النار، لأن ذلك مفيد للصحة النفسية". ودعت القنوات التلفزيونية إلى عدم تكرار التغطية لأحداث العنف، والالتزام بالمهنية في عرض مشاهدها حرصاً على صحة المشاهدين