مؤسسة تعليمية بطنجة تحيي ذكرى المسيرة الخضراء تحت شعار "رسالة جيل لجيل"

البرلماني شهيد يقصف الحكومة: سرقتم البلاد وتريدون سرقة حتى التاريخ

نبيلة منيب تشيد بمغاربة هولندا وتوجه انتقادات نارية للحكومة

احجيرة: التعديل الحكومي ماشي للترضيات وإنما لتسريع وتيرة البرامج

السعدي: لن ننخرط في الحملات التي تسيئ لوطننا بسبب حسابات سياسية ضيقة

بايتاس: منجزات الحكومة لا تدع مجالا للشك بكونها حكومة اجتماعية بامتياز

مدرسة عذراء تقودها عقول عاهرة

مدرسة عذراء تقودها عقول عاهرة

هشام المنجلي

 

    كثيرا ما عرفت المدرسة بأدوارها وأهدافها التربوية والتعليمية منذ نشأتها،ونشأتها هاته لم تكن صدفة أو عبثا،بل كانت حتمية تاريخية فرضتها جملة من الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية المعرفية......الخ،وما كان لهذه المربية والمعلمة أن تولد لولا حاجة بني ادم إليها،فأخلاقهم وعلومهم و معارفهم تتوقف عليها،بل كينونة الإنسان وما يأمل فيه رهين بها، وإذا كانت كل هذه المطالب تحمل على عاتق المدرسة،فعلى أي محمل أو كتف تحمل المدرسة نفسها؟أي؛أي عقل يستطيع أن يحافظ ويصون شرف المدرسة وحرمتها،ويقودها صوب غاياتها ومقاصدها ؟

     إننا لم نر بعد،هذا العقل الغيورعلى أوضاع مالكه والمفكر في معضلات عصره،والحانق على مهزلة مستواه التعليمي،إلا في المجتمعات الغربية المتقدمة التي اتخذت العقل التنويري والنقدي قائدا لها وسلاحا ضد أعدائها،ووسيلة أساسية لتدبير كل أمورها،إنه عقل عقلاني ومعقول نجح في إزاحة وخلخلة بعض الثوابت والحقائق كان العلم والدين يسلمان ويصدقان بيقينها ،فأصلح ما أمكن إصلاحه،وصحح ما وقع الخطأ فيه،قادما بالإنسانية نحو الحرية والتحرر، وما هو أحسن و أخير،هذا إذن هو العقل الذي يستحق إسمه.أما عقلنا العربي ـ عفوا عقولنا العربية المغربيةـ هي عقول بحروفها ليس إلا،يحركها شياطين كثيرة،مختلفة ومتناقضة الرؤى والإقتراحات والنوايا السيئة،وهذا الاختلاف عقيم لا يلد شيئا جديدا، إخلاف يقوض الأسس والمبادئ ويهدمها،أكثر مما يبني ويصلح ويعدل،وهذا الهدم(الفساد) طال مجمل الميادين والمجالات البشرية متوصلا إلى منظومة التربية والتعليم،التي لم تنج هي الأخرى من موجة الهدم الكارثة قصد إلحاقها بأسلافها،ترسيخا لمبدإ المساواة و العدل والإنصاف بين جميع القطاعات(الصحة، الرياضة،العدالة، التعليم......)هذا العقل العربي( التخريبي)عقل ديمقراطي فقط  في تسوية أوضاع القطاعات من الجهة السوداء،  وجعلها جسد واحد،إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

      إن العقل الذي يقف وراء كل هذه الأمور هو عقل إستغلالي براغماتي،لا يفكر سوى في أغراض ومصالح صاحبه الشخصية،ولا يخطط إلا لما يخدمه وينفعه،لا ما يخدم الصالح العام.فهو عقل إنتهازي خائن،وليس وطنيا إنسانيا يحمل هم وطنه ومشكلاته،وقد ظهرت تجليات هذا العقل المتسيب،ومخططاته الواهية، بشكل واضح ومؤثر في المدرسة المغربية التي عانت الويلات ثم الويلات مع هذا النوع من العقول المنحطة أقصى درجة الإنحطاط،إذ في كل آن وحين تفاجأ بمخطط إصلاحي جديد،فبمجرد  أن تبدأ في عملية الاستئناس ببرنامج ما،حتى يتم الإعلان عن فشله والتفكير في خطة جديدة، وهكذا تنتقل المدرسة من ما يسمونه الإصلاح(الميثاق الوطني) إلى إصلاح الإصلاح(المخطط الإستعجالي) إلى إصلاح إصلاح الإصلاح(إلغاء وإفشال المخطط)  إلى ما لا نهاية....

      يبدو أن الأمر لا يتعلق بالإصلاح قط،بل إفساد وهدم المصلوح ،هذه السلسلة اللامتناهية من الإصلاحات(المفسدات)وصل بها الحال إلى اللغة المعتمدة في التدريس،حيث تم اقتراح لهجة الدارجة كلغة رسمية بإمكانها أن تزيل كل العوائق التي حالت دون الرقي بمنظومة التعليم في بلادنا،وكأن الدارجة عصا سحرية قادرة على خلق الشيء من عدمه. يا لها من مهزلة ووقاحة أصابت مدارسنا!! فأصبح كل مفتي أو داعية له الحق في إطلاق فتوى تحرم ما يشاء وتبيح ما يشاء،حسب ما يريده هو،ومن تم غدت منظومة التعليم فضاء رحبا لكل رأي مرفوض أو فكرة لم تلق قبولا من أحد،مثل مطرح النفايات الذي يستقبل كل الحاويات والمتبقيات.

 

 

       هكذا أريد للمدرسة المغربية أن تكون ـ مدرسة موضة إن جاز التعبير ـ تظهر في كل مناسبة بمنهاج أو مخطط جديد يبطل ويكذب صحة المخطط السابق ويعلن عدم نجاحه في منتصف الطريق،كمثل ذلك القطارالذي ينطلق من محطته  فيجد نفسه أمام سكة مبتورة ومنحرفة،فهو إما أن يرى الخلل ويتوقف بحثا عن الحل،وربما يحتاج إلى وقت كبير فيؤخر الركاب عن موعدهم،وإما أن يواصل سيره فيرديهم قتلى.هذا هو مآل المدرسة المغربية ومحيطها في ظل الأوضاع الراهنة،إن لم تتأزم أكثر،لأن المعطيات المتواجدة لا تبشر بالخير طالما أن العقل الذي يدبرها طالحا.فماذا ننتظر منه وهو يبذر وقته دون جدوى؟ النتيجة بديهية وواضحة هي الذهاب إلى الهاوية والقضاء على عذرية المدرسة التي كانت تحرس عليها دائما وأبدا،فلا تستغرب من الدارجة كلغة أساسية في المدرسة،ولاعجب إن سمعت أو رأيت معلما أو أستاذا أو مديرا أو وزيرا يتحرش بتلامذته،ولا تأسف إن وجدت المدرس يعنف ويضرب أمام أعين الجميع،فهذه هي العقول العاهرة التي تقود منظومة التعليم العذراء التي يتوقف عليها مستقبل البلاد،فما فائدة عذرية هذه المنظومة إذا كان عقلها عاهرا؟ وفي الختام أود أن أقول للقارئ الكريم أعتذر كثيرا لبعض الكلمات الساقطة وردت في هذا النص وشكرا جزيلا.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

م اضريف

بذاية الإصلاح : تحديد نوع المدرسة التي نريد

يبدو أننا لم نستطع تحديد نوع المدرسة التي نريد من إخلال الإجابة عن سؤال مهم ومصيري ، يعتبر قطب الرحى الذي تدور حوله مجمل المنظومة التربوية التعليمية ، وهو : ما نوع المدرسة التي نريد ؟ أمدرسة تقود المجتمع وتطوره أم مدرسة تتغير وتتطور بتغير المجتمع وتطوره ؟ أو مدرسة تتفاعل مع المجتمع تغيره ويغيرها تطوره ويطورها ؟ ليست هناك في العالم دولة راضية عن أداء مدرستها حتى في الدول المتقدمة ، تبقى هناك انتقادات وانتقدات مضادة مما يفسر إقبال الباحثين والمختصين على الإعتكاف والبحث عن أحسن الحلول ، لأن التربية والتعليم هي القاطرة التي تجر أو تدفع جميع قطاعات الدولة هي الميتقبل وصمام الأمان ومفتاح التقدم والإزدهار . الأسرة والمدرسة.. تواصل .. لايصل! أصبح مفهوم التواصل بين المدرسة والبيت عائمًا وغير واضح المعالم، فولي الأمر يحضر إلى المدرسة لمقابلة المشرف التعليمي أو المرشد الطلابي للسؤال عن مستوى ابنه الدراسي، وأحيانًا عن انضباطه السلوكي، وقد يحدث ذلك مرة أو مرتين خلال العام الدراسي، وماعدا ذلك فإن الأسرة بعيدة كل البعد عن الحضور وتكرار الزيارة ومناقشة المعلمين فيما تراه الأسرة من معوقات تعليمية يعاني منها أبناؤها، أو حتى مشكلات وملاحظات بدأت تظهر عليهم، وقد تكون نشأتها من المدرسة. يرى الكثير من الأهالي أن دور المدرسة يجب أن يشمل كل المتعلقات بالطالب، متناسين أن هناك أمورًا لا يمكن معالجتها إلا بوجود الأسرة كونها الشريكة الأولى والأساسية في التربية. وهنا لا نلقي باللائمة على الأسرة فقط، ولكن المدرسة أحيانًا تقوم بعملية تواصل سلبية مع الأهل، فلا يتم الاجتماع بالأهالي بشكل دوري، وربما لا تتصل المدرسة بالأسرة إلا حين وجود مشكلة، ولكنها تتغافل عن أن يكون الأهل حاضرين مثلاً حين يكرم الطفل أو الطالب، أو حين يكون الطالب موهوبًا ومبدعًا، أو أن يكون قد حصل على جائزة أو أبدع في الخدمة المجتمعية، وهذه المناسبات يجب أن تحتفي بها المدرسة بحضور شرفي للأهل. رصدت الكثير من الأصوات خاصة بهذا المحور، والغريب أن الأصوات كانت عالية جدًا وأكثر مما تصورنا، فهذا المحور ألغى الأصوات الضعيفة أو المبحوحة، وكانت مشاركة لافتة جدًا.. - أتمنى إقامة مجالس الآباء والأمهات بشكل دوري، وأن تتم دعوة الجميع دون استثناء، ولا يقتصر الأمر على دعوة أهالي المتفوقين والمبدعين فقط، فمن حق الأهالي (الآباء والأمهات)التعارف من خلال المدرسة، فأولادهم سيقضون سنوات طويلة معًا، وهذا الاجتماع يتيح ذلك.

2013/12/15 - 06:56
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات