أخبارنا المغربية ـ و م ع
أكد سفير صاحب الجلالة في الدوحة، السيد المكي كوان، أن "العلاقات المغربية القطرية تأخذ حاليا طابع التعاون الاستراتيجي القائم على الشراكة الفاعلة، انسجاما مع التوجيهات المعبر عنها من قبل القيادتين الرشيدتين في كلا البلدين، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين".
وأوضح السيد كوان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباءº بمناسبة الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، للمملكة المغربية يومي 27 و28 دجنبر الجاري، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذه الزيارة "ستعطي دفعة قوية لمحور الرباط -الدوحة وستضعه في سياق واعد، بما يعكس عمق العلاقة الإستراتيجية والتاريخية التي تربط البلدين في مختلف المجالات".
وذكر السفير بأن عمق المباحثات، التي جرت خلال اجتماعات الطرفين المغربي والقطري، بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدوحة في أكتوبر من السنة الماضية، في إطار الجولة التي قادت جلالته إلى عدد من بلدان الخليج والأردن، "تبين أن العلاقات المغربية الخليجية، والمغربية القطرية على وجه الخصوص، تعرف قفزة نوعية وتتطور لمستوى أعلى".
وأبرز السيد كوان أن العلاقات المغربية-القطرية في مختلف المجالات "تعززت أكثر بفضل التنسيق المشترك بين البلدين في قضايا سياسية، إقليمية ودولية، مما يؤكد على وجود تفاهم واتفاق على أهم المبادئ، الأمر الذي يشكل أساسا قويا للشراكة بين الدولتين".
وبخصوص البعد الاقتصادي لهذه الزيارة، أكد السيد كوان أن المغرب، بما يتمتع به من وضع سياسي متميز وموقع جغرافي هام، سيكون محطة جيو-استراتيجية هامة ورئيسية للاستثمارات القطرية.
وأشار إلى أن البعد الاستراتيجي في العلاقة بين البلدين سيترجم على مستوى مشاريع تمت تحديد أولوياتها خلال زيارة جلالة الملك إلى قطر في العام الماضي، مضيفا انه "بقدر اهتمام نظرائنا القطريين بالجانب المالي في المغرب من خلال الاستثمار في مجال البنوك، فهم يحرصون أيضا على الاستثمار في مجالات مهمة كالفلاحة والسياحة والصناعة، وأكثر من ذلك يشددون على استقطاب أكبر عدد من اليد العاملة المغربية المؤهلة".
وفي هذا الصدد، أبرز الدبلوماسي المغربي أن قطر تعرف مشاريع كبيرة جدا وتحولات ضخمة، وتحتاج إلى اليد العاملة الأجنبية، وأساسا إلى الكفاءات المغربية، نظرا لسرعة اندماجها وانسجامها مع النسيج الثقافي والاجتماعي لدولة قطر، مؤكدا أن الرباط والدوحة عاقدان العزم على اعتماد شراكة تقوم على منطق (رابح رابح) بين البلدين من جهة، وبين القطاع الخاص من جهة أخرى.
ووصف السيد كوان مستقبل علاقات التعاون بين المغرب وقطر بالواعد بفضل السياسية الحكيمة لقائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مشيرا إلى أن زيارة الشيخ تميم إلى المغرب، وهي الأولى له عربيا خارج إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي، تعكس أهمية البعد الاستراتيجي لهذه العلاقات.
ولاحظ أن دولة قطر، على غرار دول مجلس التعاون، تضطلع بدور هام في دعم الجهود التنموية، من خلال مشاريع كبرى سوف يتم الاتفاق عليها خلال هذه الزيارة، مسجلا أن الدور القطري يندرج في إطار قرار دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الجهود التنموية في بعض البلدان العربية، وعلى رأسها المغرب.
وعلى صعيد آخر، أكد السيد كوان على "وجود تقارب في وجهات النظر بين المغرب وقطر، على مستوى القضايا التي تهم المنطقة العربية و الإسلامية"، مشيرا إلى وجود تشاور وتنسيق سياسي منتظم بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية و الأزمة السورية وقبلها الوضع في ليبيا.
وفي ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، أكد السيد كوان أن دولة قطر ما فتئت تعبر عن دعمها للوحدة الترابية للمملكة في عدة مناسبات، علاوة على تأكيدها غير ما مرة على موقفها المؤيد لتطبيق الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار السيادة المغربية.