وكالة بيت مال القدس الشريف تتوخى تعبئة مزيد من الأموال لتعزيز منجزاتها في المدينة المقدسة (السيد العلوي المدغري)
أخبارنا المغربية - و.م.ع
قال المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، السيد عبد الكبير العلوي المدغري، إن الوكالة تراهن على الدورة العشرين للجنة القدس التي تنطلق اليوم الجمعة بمراكش، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز منجزاتها في المدينة المقدسة.
وأضاف السيد المدغري ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اجتماع لجنة القدس التي تعد وكالة بيت مال القدس ذراعها الميداني، "نأمل في تعبئة ما يكفي من الأموال حتى تتمكن الوكالة من إنجاز مخططها الخماسي الذي ينطلق هذه السنة" والذي حددت أهدافه بتنسيق مع المجتمع المدني المقدسي.
واعتبر أن حاجيات الوكالة في ما يخص التمويل تقدر ب30 مليون دولار إضافية، غير الأموال التي تم صرفها في ما قبل لإنجاز مشاريع مختلفة بالقدس الشريف، مشيرا إلى أن المغرب يساهم في تمويل الوكالة بنسبة 80 في المائة .
وأبرز، في هذا السياق، الجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للدفاع عن القضية الفلسطينية بصفة عامة، بتجنيد الدبلوماسية المغربية لدى الهيئات الدولية والمنتديات العالمية لاسيما عبر الرسائل التي يوجهها لزعماء الدول والبلدان المعنية، وللأمين العام للأمم المتحدة، أو قداسة البابا، إضافة إلى دعم جلالته لعمل وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تحظى بالرعاية الملكية السامية، بما في ذلك برنامجها التمويلي.
واعتبر أن انعقاد الدورة العشرين للجنة القدس تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك، في ظل السياق الصعب المتسم باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "يدل على العمل المتواصل الذي تقوم به لجنة القدس برئاسة جلالة الملك".
وفي ما يتعلق بعمل الوكالة في الميدان، أوضح السيد العلوي المدغري أن جهودها منصبة على دعم المجتمع المدني المقدسي في إنجاز المشاريع ذات الأولوية بالنسبة لساكنة المدينة المقدسة.
وذكر في هذا السياق بمنجزات الوكالة في مدينة القدس ومن بينها إقامة مؤسسات تعليمية مثل ثانوية المسيرة ومدرسة صلاح الدين ومدرسة الحسن الثاني، وترميم وتأهيل المدارس القائمة، وتقديم منح للطلبة، وتعزيز البنيات التحتية المحلية بالموازاة مع بناء وحدات صحية جديدة وتجهيز مستشفيات ومصحات عصرية .
ومن بين هذه المنجزات أيضا، حسب السيد العلوي المدغري، دعم مشاريع تمكين النساء المقدسيات، وجمعيات الشباب، وإقامة نوادي رياضية وتطوير برامج الدعم الاجتماعي.
وفي ما يخص أثر برامج الوكالة على الحياة اليومية للمقدسيين، أشاد السيد المدغري بالنتائج التي حققتها الوكالة ، وتجربتها في العمل الميداني مع المجتمع المدني.
وقال "جربنا إمكانية العمل في القدس مع المجتمع المدني المقدسي ونجحنا في ذلك"، معربا عن الرغبة في إشراك كافة البلدان العربية والإسلامية في المبادرات التي تقوم بها الوكالة في هذا الاتجاه، وذلك عبر تشجيع هذه البلدان على تقديم مساعداتها للقدس الشريف عبر المجتمع المدني ووكالة بيت مال القدس.
وأشار إلى أن الوكالة "قادرة على تمثيل العالم العربي والإسلامي لتحقيق المشاريع الموجهة لصالح ساكنة القدس، بموافقة وإرادة المقدسيين أنفسهم، ما يعتبر أمرا هاما".
وتطرق، من ناحية أخرى، إلى دور الوكالة في المجال الثقافي وفي مجال حفظ التراث الديني والحضاري للمدينة المقدسة، مشيرا إلى أن الوكالة منخرطة بشكل قوي في هذا المجال.
وأبرز أنه "لأول مرة في تاريخ عمل البلدان العربية والإسلامية بالقدس، يوجد لدى الوكالة إدارة في عين المكان"، والتي إضافة إلى ما تقوم في مجال ترميم وتأهيل البنايات التاريخية، تضع البحوث التي تنجزها رهن إشارة الأطراف الفاعلة في المجال، على غرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ومن بين البنايات التاريخية التي رممتها الوكالة، أشار السيد المدغري إلى بيت المغرب على مقربة من المسجد الأقصى المبارك، مبرزا أن هذه البناية ستصبح "مركزا ثقافيا مغربيا مقدسيا".
وتأسست وكالة بيت مال القدس الشريف سنة 1998 كمؤسسة عربية إسلامية غير هادفة للربح وذلك بمبادرة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني رئيس لجنة القدس آنذاك والمنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تبنت هذه المبادرة الهادفة إلى حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف مما يتطلب تعبئة الموارد المالية للوكالة لتمكينها من القيام بهذا الدور.
وعلى نفس النهج ومنذ توليه مقاليد الحكم، يولي جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس اهتماما خاصا ورعاية مميزة للوكالة ويعمل على دعم مسيرة عملها بغية تحقيق أهدافها وتوصيل رسالتها.