أخبارنا المغربية ـ و م ع
تم اليوم الاثنين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، تنظيم لقاء خصص لعرض نتائج مشروع "جامعات مغاربية ..من أجل تعليم إدماجي " (مشروع تمبوس) ،الذي حظي بدعم من المفوضية الأوروبية على مدى الثلاث سنوات الأخيرة وتم إنجازه في إطار شراكة بين جامعات مغربية ونظيراتها بلجيكية.
ويهدف هذا المشروع ،الذي انطلق في نونبر 2011 وأشرفت على تدبيره جامعتا عبد المالك السعدي و"إراسموسهوغ شول " البلجيكية، إلى توفير الشروط المثلى لتحقيق تعليم اندماجي في الجامعات المغاربية (المغرب وتونس والجزائر) ،يعنى بثلاث فئات من الطلبة ،وهم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة والطلبة الأجانب المنحدرون من أقاليم جغرافية بعيدة عن الجامعات المعنية والطلبة الذين يعانون من وضعية الفقر والهشاشة الاجتماعية.
وتمت بالمناسبة الإشارة إلى أن من أهم النتائج التي حققها المشروع عامة هو إذكاء الوعي لدى المتدخلين في الشأن الجامعي بأهمية مساعدة الطلبة المعنيين على الاندماج الكامل والسلس على قدم المساواة مع بقية أقرانهم في منظومة التعليم العالي بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام، ورصد الحالة الراهنة للتعليم الإدماجي في الجامعات المغاربية ،وكذا تكوين المكونين المشرفين على عمليات التعليم الإدماجي من أجل ضمان تطبيق حسن للمشروع .
وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد رشيد الكنوني مدير الوقاية والإدماج الاجتماعي للأشخاص المعاقين بوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية إن الاهتمام بالفئات الهشة والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يدخل في صلب اهتمام الحكومة، التي ما فتئت تعمل جاهدة على المستويين الاجتماعي والقانوني لضمان حق المعنيين في الاندماج الاجتماعي والاقتصادي ،مشيرا إلى أن اندماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في منظومة التعليم العالي بالإضافة إلى كونه شكل محورا أساسيا في دستور 2011 في بعده الاجتماعي، فإنه يعد حلقة أساسية لضمان تكافؤ الفرص بين مختلف مكونات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية ومؤشرا أساسيا من مؤشرات التنمية الاجتماعية .
وأضاف أن الاهتمام الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة ينسجم تماما مع تطلعات المغرب الآنية والمستقبلية ويتماشى مع التحولات الديمقراطية العميقة التي يشهدها المغرب وحرصه على ضمان كل الحقوق للمعنيين ،خاصة وأن العنصر البشري يعتبر غاية أساسية لتحقيق التنمية الشاملة .
ومن جانبه ، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي السيد حذيفة امزيان أن إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في منظومة التعليم العالي يقوم أساسا على إيجاد وخلق ظروف علمية ولوجيستيكية مناسبة لضمان التحصيل المعرفي للأشخاص المستهدفين، استنادا إلى الواجب الاجتماعي والمهني والقيم الإنسانية النبيلة، مشيرا إلى أن إنجاز (مشروع تمبوس) يأتي في سياق الاستفادة من التجارب الدولية وتقاسم الخبرات مع الجامعات الأوروبية، الغاية منها عامة هو الرقي بالمنظومة التعليمية الوطنية حتى تكون في مستوى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتجاوب مع الحاجيات الفئوية لتسهيل انخراطها في محيطها التنموي .
وقالت المشرفة على مشروع (تمبوس) بجامعة "إراسموسهوغ شول " البلجيكية ألمنا هايكينس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المشروع يروم ،تحت إشراف خلايا الدعم والمواكبة والوساطة ، التحسيس بأهمية إدماج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والمنحدرين من أسر فقيرة والذين يوجدون في وضعية صعبة في نظام التعليم العالي ومساعدتهم على تحقيق مشاريعهم المعرفية والدراسية وإتاحة الفرصة أمامهم لتحصيل علمي متكافئ مع أقرانهم الأسوياء ومواكبة دراستهم الجامعية لضمان اندماجهم في وسطهم الاجتماعي .
وأشارت إلى أن الرهان الأساسي للمشروع بعد نهاية الشطر الأول منه، هو مأسسة استراتيجية التعليم الإدماجي في المناطق المستهدفة والحصول على الدعم المادي واللوجيستيكي للتمكن من تحقيق أفضل النتائج المتوخاة من استراتيجية التعليم الإدماجي في الجامعات المغاربية .