الحافة حسن
دون يا زمن أنني كنت إمرأة لعوب.. جعلت الرجال يسقطون في حبال أنوثتي. و أني لم أترك وسيلة للإغواء إلا و إستعملتها. و لا طريقة في الإيقاع إلا و جربتها. نام في أحضاني أوسم الرجال، و أكثفهم شاربا، و أطولهم لحية. و أصرهم قامة.. وحتى من كانت له زوجة.. ألم يقـل رب العرش إن كيدنا عــظيم.
أنا أنثى.. لي نهدان أكشفهما، فتتساقط لعاب أنصاف الرجال. فيلهثون ورائي يتمنون رضائي. يفرشون لي الارض أوراق زرقاء، فأمشي عليها كحمامة تحتضنها أعين الغربان المحيطة بها. .
أكتبوا عني في الدفاتر، و سجلوا في مفكراتكم... أنا إمرأة غزت البيوت .. فحرمت أنثى أخرى من زوجها. و جعلت الآخر عشيقا، و الثالث أنظر إليه حينما يخالجني شعور بالرغبة من الإنتقام من جنس الرجولة. رابع و خامس و سادس.. كلهم أمارس عليهم لُعبتي . أتفنن في جعلي نفسي ملكة على عرشهم. أترك أطفالهم جياع، و أنا أنعم في بحبوحة دراهمهم و حنانهم. أجعلهم يهجرون زوجاتهم في السرير و في الكلام. كي يكونوا لي وحدي أنــا... لا أذكر عددهم. لكن سجلوا هم بالمئات.
أنا إمراة.. تذكرون. أغويت أدم و أخرجته من الجنة ذات زمان من هذا التاريخ. وهل يغلُبني أن أغوي إبن أدم في الأرض.؟ لا أفهم في السياسة سوى حينما يجتمع في ماخوري من يحكمون. و لا أتحدث في الدين إلا عندما يصفونني بالعاهرة. و لا أجالس الرجال سوى لإحصاء كم يملكون... لا تعتقدوا أنهم كلهم أَزْيَارُ نساء. لا .. هي غوايتي من أسقتطهم في شباكي. دلالي من أركعهم. رائحة عطري تنشقُوها فخارت قواهم العقلية فتبعوني لمخبئي . .
لا أتذكر عدد الأجنة الذين أجهضتهم. و لكن أذكر وجوه الأطباء كلهم طمعوا في شفاهي، قبل أن يصل مشرطهم لما بين فخذي. لا أذكر كم عدد النساء اللواتي أحرقتُ قلوبهم. و لا عدد الأبناء الذين سرقت لهم أبائِهم... كل ما أذكره هو ثمن العطر الذي إشتريته البارحة. و نوعية حمالة الصدر، و تلك التسريحة التي جعلتهم يلحقون بظلي. .
إشهدوا علي... لم أسعى سوى لإرضاء نفسي. لإشباع شيطان غروري.. لملئ قارورة كبريائي المهزوم
إني ملكة متوجه ... و أغلب الرجال رعايا في مملكة الشهوة عندي. .
لا أبحث عن مناصفة في إرث. و لا يعنني أن يتزوج الرجل أربعة أو عشرة.. فكل ما كثر المتزوجين سهل علي إسقاطهم في فخ أنوثتي المزيفة . .
تصفون الرجال المهرولين خلف مؤخرتي.. بضعاف النفوس. و ب
و بالمُنقاذين خلف غرائزهم المقيتةُ، و أنا.. أعتبرهم راغبين في التغيير، مُكسرين لرتابة الحياة فوق السرير. باحثين عن من يخرج مَارِدَ رجولتهم . و جِـنِيَ فُحولتهم. .
لا يهمني أن أكون عانساً.. و لا أعرف من يدافع عني في الجمعيات. و لا من يحمل هُموم مشاكلي في قبة البرلمان.. لم أطلب من أي أحد أن يتكلم باسمي. و لا أن يقرءُ ما في عيوني.. فدائما ما أضع عدسات لا تكشف حقيقة نظراتي.
أعترف لكم... أنني أذنبت في حق الكثير من الرجال.. في حق العديد من بنات جنسي. لا لشيئ، إلا كوني... أنثى لــــعـــوبٍ