كلمة رئيس الحكومة خلال مراسم افتتاح مصنع ليوني بأكادير

بحضور رئيس الحكومة.. شركة ليوني العالمية تفتتح فرعا جديدا لها بمدينة أكادير

منار السليمي: عودة ترامب.. مكاسب جديدة للمغرب، عقوبات تنتظر الجزائر، نهاية الكابرانات والبوليساريو

السلطات تنقذ أسرة بأكملها من الهلاك تحت الثلوج ضواحي ميدلت

بيضاويون يحتفلون بانتصار المقاومة ووقف إطلاق النار في غزة

العثور على جـثة شاب في منطقة خلاء بالمحمدية يستنفر مصالح الدرك الملكي

زلة بصير، تزلزل قلوب الجماهير !!

زلة بصير، تزلزل قلوب الجماهير !!

اسماعيل الحلوتي

 

     الجشع، لعنة لم تعد تقتصر على ملاحقة التجار الكبار، الذين استبدلوا قيم القناعة والأخلاق الفاضلة، بالسيولة النقدية والأرصدة البنكية، بل صارت تطارد حتى السياسيين والفنانين والرياضيين، ممن صنعوا نجوميتهم ومجدهم، بقليل من الجهد والكثير من دعم الدولة والمساندة الجماهيرية، وبدل العرفان بما قدمه لهم الآخرون من تضحيات، انصرفت اهتماماتهم إلى مصالحهم الذاتية، وتنكروا للوطن ومستقبل الأجيال...

     وكما يعلم الجميع، سبق للمغرب أن حظي بشرف تنظيم بطولة العالم للأندية البطلة في كرة القدم، ما بين يومي :11 و21 دجنبر 2013 بمدينتي أكادير ومراكش، شارك فيها فريق: الرجاء البيضاوي، الذي لم يتنبأ له أحد باجتياز الدور الأول، لما كان يمر به من ظروف صعبة، إلا أن رأي النسور الخضر كان مغايرا، وبمهارات عالية وإصرار الفرسان، استطاعوا أن يكذبوا كل التكهنات، ويخرجوا المغاربة كافة في سائر الأرجاء، داخل حدود المملكة الشريفة وخارجها، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، من دائرة الأشجان والأحزان، ومن سلسلة الانكسارات الرهيبة والهزائم الأليمة، ليغمروا قلوبهم بفرح جامح، طالما انتظروا نشوته بشوق حارق. تحقق النصر لما أبدوه من بسالة في إلحاق الهزائم بأقوى الأندية الغربية تباعا، وبلغوا المحطة النهائية عن جدارة، فجمعتهم المواجهة بالآلة الألمانية: بايرن ميونيخ، وازدان العرس الرياضي الرائع بحضور جلالة الملك للمؤازرة والتشجيع، ورغم الخسارة: (0 2)، فإنها لم تنزع عن المغاربة ما تزينوا به من أثواب البهجة ونتائج السعادة طيلة أيام "الموندياليتو"...

     وجريا على العادة الحميدة للأسرة الملكية الكريمة، في تحفيز الأبطال والمواهب الوطنية، لخلق المزيد من البذل والعطاء والتنافس الشريف، أبى جلالة الملك إلا أن يقيم حفلا بديعا في مستوى الحدث، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، وهناك تم توزيع أوسمة وهبات مالية نالت استحسان الجماهير، قبل نيل رضا مكونات الفريق، وكم كانت الفرحة أعظم بحصول النادي على قطعة أرضية من سبع هكتارات، لتشييد مدرسة رياضية، وهي إشارة قوية على الرغبة الملكية في تحقيق الإقلاع الرياضي المنشود...

     بيد أنه ولسوء الطالع، يأتي من حين لآخر، وإن بدون قصد من يكدر صفو حياتنا ويطفئ في أعماقنا جذوة ما اشتعل من آمال، لنعود من جديد إلى عتمة الحزن الشديد، لحقت صورة القلعة الخضراء خدوش متفاوتة واهتزت أركانها، بفعل الانقلابات وتبادل الاتهامات، إقالات واستقالات... ودون الخوض في طبيعة الخلافات، التي أوقد فتيلها ما حدث خلال حفل الاستقبال الملكي، وما ترتب عنه من تداعيات يبقى أبرزها تجميد رئيس النادي السيد: محمد بودريقة لعضوية اللاعب الدولي السابق: صلاح الدين بصير، من المكتب المسير بصفته رئيس اللجنة التقنية، على إثر تلقيه اتصالا من جهات عليا تحتج على ما قام به بعض مسئولي النادي من إحراج للملك بطلب مأذونيات... والأدهى والأمر، أن الذي هتفت الجماهير الرياضية ذات يوم باسمه: "باصير.. باصير.. هه، هه"، خرج علينا مزهوا بعدما رد على تجميد عضويته بتقديم استقالته، وكمن حقق نصرا حاسما، شرع في تفسير مواقفه عبر بعض وسائل الإعلام المختلفة، مؤكدا أن طلب حصوله على هبة ملكية ليس فيه ما يسيء لا للفريق ولا للمسيرين، وأن المسألة جد عادية، قد يلجأ إليها أي مغربي متى ما سنحت له الفرصة بملاقاة الملك، الذي لا يبخل على رعاياه الأوفياء بهداياه القيمة، وبغضب شديد قال: " آش فيها كاع إلى طلبت من سيدنا بقيعة أرضية؟" .

     لا السي بصير، ربما لم تكن تدرك حجمك العملاق في عيوننا قبل أن تمد يدك لمزيد من الرزق، المسألة فيها الكثير من الإساءة، على الأقل لغيرك من النجوم، ولست كأيها الناس العاديين في درب غلف ودروب المغرب، إنك من بين الشخصيات العامة، اللهم إلا إذا كنت تعيش خارج التغطية، منشغلا بحسابات مداخيل ما تتوفر عليه من أملاك، غنمتها في "غزواتك" بملاعبنا، وبالديار السعودية والإسبانية والفرنسية واليونانية، وهي حسب علمنا عبارة عن: رخصتي نقل بين مدينتي طنجة وأسفي، مقهى من الطراز الرفيع بأكبر شوارع العاصمة الاقتصادية واستوديو للتصوير... ولا حسد. ألم يدر بخلدك لحظة تحرير طلب الحصول على بقعة أرضية، أن المغرب قطع أشواطا كبيرة نحو تحقيق التغيير، وأن المطالب اليوم تتجاوز حدود نشر لوائح المستفيدين من اقتصاد الريع، إلى تجريد غير المستحقين له من الرخص التي بحوزتهم، وإلغاء التمييز بين المواطنين؟ ألم يشغل بالك ما اقترحته عليك الدولة من مبلغ محترم: 230 مليون مقابل التخلي عن تلك المأذونيتين، قبل إسقاط الاعتماد من مشروع الموازنة المالية لسنة: 2014، في المناقشات البرلمانية؟ أين نحن من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص؟ نعم قد نقبل أن تتوسط للاعب قديم يعيش ظروفا مزرية، أو فيما يعود بالنفع على عامة المواطنين كتنظيم دوريات رياضية في الأحياء، فك العزلة على المناطق النائية، وتقديم المساعدات لمن تحاصرهم الثلوج ويقتلهم الجوع والبرد القارس في المرتفعات... قد نلتمس العذر للاعب مبتدئ، أو لشاب من حملة الشهادات العليا بدون عمل يحفظ كرامته، وقد نقبل أن يتكرر الأمر مع مواطن أو مواطنة هضمت حقوقهما، لكننا نرفض بشدة أن يأتي مثل هذا السلوك، من شخص نعتبره من الرموز الكبيرة في عالم المستديرة...

     وليعلم السي بصير وغيره ممن استطابوا لذة "لبن" الوطن، متجلية في: أراضي، مزارع، فيلات، شقق، رخص للنقل أو لمقالع الرمال أو للصيد... أن الفرص التي أتيحت لهم ومنحتهم الشهرة والمال، لم تتح لأشخاص كانوا في مستوى مهاراتهم أو أكثر، في مجالي الرياضة والفن على الخصوص، لكنهم في غياب المحتضن وسوء الحظ، ما لبثوا أن جرفتهم تيارات الانحراف القوية وطوي ذكرهم مع صفحات النسيان، نحن لسنا ضد استفادة أبناء الشعب  المقهورين وإنقاذهم من الضياع، غير أننا ضد ما نراه من جشع لدى البعض. صحيح أن بعض الرياضيين أسدوا خدمات للوطن ورفعوا رايته خفاقة في المحافل الدولية مثل: سعيد عويطة، نوال المتوكل، هشام الكروج، أحمد فرس، بادو الزاكي، محمد التيمومي، مصطفى الحداوي، عزيز بودربالة...  وغيرهم يعدون بالمئات ممن بات يحفظ أسماءهم الجميع بعد ظهور تلك اللوائح الشهيرة، أسعدونا كثيرا في العديد من الاستحقاقات، رغم أن الإنجازات لم ترق إلى مستوى تطلعاتنا، مقارنة مع ضخامة الميزانيات المقتطعة في شكل ضرائب من جيوبنا، والتي صرفت بهدف الإعداد الجيد داخل الوطن وخارجه: تغذية إقامة في أرفع الفنادق منح يومية ومكافآت مالية... وصحيح أيضا أن لوطنهم وأبناء شعبهم عليهم حق، وكان حريا بهم العمل على غرار ما قام به غيرهم من النجوم في بلدان أخرى إفريقية وعربية، أن يسارعوا إلى الاستثمار في تنمية البلاد والنهوض بمستوى العباد، عوض تلك النزعة المرضية لمواصلة "الرضاعة"، وتنمية الأرصدة البنكية الذاتية...

 

     فعلى كل من يسكنه حب الوطن، وتؤرقه هموم المنسيين والمهمشين، وتوجعه هواجس تحسين ظروف عيش المواطنين وصون كرامتهم، وبناء الحاضر والمستقبل بصورة مشرقة ومخالفة للماضي البئيس، السعي الحثيث إلى القطع مع تلك العادات السيئة والتقاليد البالية، القضاء على أساليب الانتهازية المستشرية بينا، والشروع في ترسيخ ثقافة جديدة قوامها المواطنة الصادقة، وعمادها القيم والمثل العليا: الاحترام المتبادل، التسامح، الصبر، الجد والاجتهاد، الاعتماد على الذات، الانضباط والاستقامة... 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

حقيق

هكذا يكون الرد

الله يعطيك الصحة اسي اسماعيل الحلوتي..لقد أفعمته بالحجة الدامغة ونبهته وإن كان الأمر لا يحتاج إلى تنبيه إلى ما تنطوي عليه نفسه من الجشع والطمع واللهفة والتلهف على حطام الدنيا .أما القناعة فلا وجود لها بقاموسه بدليل استصغاره لما أقدم عليه من الطلب واقتناعه بذلك بل ودفاعه عن موقفه إنه لا يرى غضاضة في ذلك ولا يستحيي منه..فبصير أعمى الطمع بصيرته والعياد بالله حتى أصبح يرى حسنا ما ليس بالحسن.....فجزاكم الله خيرا على هذا الرد المفحم....

2014/01/25 - 06:46
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات