أخبارنا المغربية ـ و م ع
يشهد الجناح المغربي بالمعرض الدولي (الأسبوع الأخضر) ببرلين للتغذية والزراعة والبستنة، في نسخته ال79 ، مشاركة متميزة لشباب تحدوه الرغبة في التعريف أكثر بالمنتجات الفلاحية المحلية والترويج لها، ويتلمس طريقه لاستكشاف فرص لتسويقها على مستوى عالمي.
فهؤلاء الشباب، أغلبهم اكتسب تعليما عاليا، فاختار الانخراط ضمن تعاونيات وجمعيات فلاحية في مناطق متفرقة بالمملكة، ومن خلالها يشاركون في عدد من المعارض والتظاهرات الفلاحية، من ضمنها الأسبوع الأخضر، حيث يعرضون بأروقة الجناح المغربي منتوجهم وكلهم طموح في جعله يحظى باهتمام المهنيين والزبائن على حد سواء.
ولا يتردد العارضون للمنتوجات المحلية المغربية من زيت الأركان وزيت الزيتون والزعفران والفلفل الحار وزيت الصبار والفواكه المجففة وغيرها في 15 رواقا، رغم عائق اللغة لدى أغلبهم، بتقديم توضيحات للزوار وإبراز مميزات كل منتوج على حدة والتعريف بمنافعه سواء الغذائية أو الصحية أو الجمالية.
ومن بين الشباب العارض في أروقة الجناح المغربي الممتد على مساحة 350 متر مربع، محمد البعلي نائب أمين المال بتعاونية (جنان الريف) لتثمين المنتوجات الفلاحية المتواجدة بمنطقة عين بيضة بوزان، المتخصصة في تجفيف الخضر والفواكه وفي مقدمتها التين، انخرط في العمل بها منذ 2007 بعد أن وجد فرصته ضمن مجموعة شباب حاصل على شهادات منها التكوين المهني الفلاحي.
واستفاد محمد البعلي الذي يحدوه طموح كبير في تطوير عمله، ومازال، من تكوين سواء في التقنيات الحديثة للفلاحة أو في مجال التدبير والمحاسبة أكسبه تجربة هامة فأصبح ضمن المؤطرين للفلاحين الصغار بالمنطقة بعد تأسيس جمعية لهذا الغرض، من أجل تحسين مستوى الإنتاج في المنطقة، وذلك من خلال تتبع كل مراحل الإنتاج إلى غاية جنيه ووصوله إلى التعاونية ثم المستهلك.
ويندرج هذا العمل ضمن برنامج (مخطط المغرب الأخضر) الذي وضعته وزارة الفلاحة والصيد البحري لفائدة الفلاحين الصغار، إلى جانب الدعم المقدم في إطار التعاون المغربي الألماني عبر منظمة التعاون الألماني التي تساهم في تمويل برامج تحسين الإنتاج وتثمينه.
وحول المشاركة في معرض الأسبوع الأخضر اعتبر البعلي، أن هذه السوق العالمية، فرصة متميزة بالنسبة للتعاونيات لاكتساب مزيد من الخبرات والاحتكاك بمهنيين من دول أخرى والاطلاع على تجارب تعاونيات مختلفة والانفتاح على زبائن وشركات جديدة.
وأوضح البعلي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الإكراه الذي تواجهه التعاونيات المتخصصة في إنتاج التين المجفف بالمغرب يتمثل بالخصوص في عدم قدرتها على دخول المنافسة في الأسواق العالمية بسبب حجم الإنتاج الذي لا يستجيب لمتطلبات هذه الأسواق إضافة إلى مسألة جودة التغليف الضرورية لغياب شركات متخصصة في هذا المجال.
جدير بالإشارة إلى أن المغرب يشارك للمرة الثالثة على التوالي في هذا الموعد السنوي ببرلين الذي انطلق منذ سنة 1926، وتنظم هذه المشاركة المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات ضمن مهامها الجديدة لترويج وتثمين الصادرات الغذائية المغربية .
وتتميز هذه التظاهرة العالمية التي تتواصل إلى غاية 26 يناير بمشاركة أزيد من 1600 عارض ينتمون إلى ستين بلدا من القارات الخمس.