رياق الزموري مختص في علم النفس
فرملي الحمقى و ممرض المجانيين او ممرض مختص في الصحة العقلية.. هي أسماء تطلق على اطار شبه صحي ظل يلعب لسنوات طويلة دورا أساسيا في علاج ورعاية المرضى النفسيين .
لـ"فرملى الحمقى" دور رئيسي في علاج و تتبع المرضى النفسيين فهو المشرف الصحي 24 ساعة على 24 ساعة على صحة وسلامة المرضى يعيش احزانهم وهلوستهم و حمقاتهم بكل تفاصيلها ليل نهار، وحسب الجميع فهوشخص استثنائي يفهم كل شيء عن الحمق ومشتقاته.
ظل لقرون عديدة في التراث الثقافي المغربي خصوصا، والتاريخ العربي عموما، شخصية لها "كاريزما" خاصة، فبمجرد مرض احد افراد العائلة بمرض نفسي يصبحون مرافقين دائمين لهذا الشخص فهو مراءاة العائلة وقلبها الحنون على ابنها يحن عليه ويمده بالامل والمصاحبة والمتابعة اللصيقة لكل تحركاته وسكناته يلاحظ ويجمع المعطيات والمؤشرات الطبية الدالة على تحسن حالة المريض وهو العين الساهرة التي لا تنام وهو القادر على رصد مكامن خلل في الوصفة الطبية و القادر على اقتراح بدائل علاجية لتحسين التكفل الطبي .
مهنة المتاعب والمخاطر بامتياز
السيد محمد، والذي يبلغ من العمر 62 سنة، قضى نصف حياته "كممرض للحمقى" بعدما درس المهنة وتدرج في رتبها من ممرض مساعد الى ممرض مجاز من الدولة لينتهي به المطاف رئيس قطب العلاجات التمريضية بمستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد عاش مايزيد عن 32 سنة بهذا المستشفى وعاصر كل المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير المستشفى يعرفه الكبير والصغير ويحفظه المرضى وعائلاتهم.
يقول محمد في هذا الشأن " أتذكر كيف ولجت هذا الميدان عن حب وقناعة وتدرجت في جميع المسؤوليات وعاشرت الكثير من القصص والحالات التي لا تخطر بال و تعرضت وزملائي لكثير من المخاطر والتهديدات لان العمل مع المرضى الحمقى ليس بالسهل فمرضهم لا يجعلهم يميزون فيغيب عنهم الادراك والوعي وتصرفات غير منتظرة قد تودي بحياتنا في وقت "..
ممرض مختص في الامراض العقلية بتحدي جديد
في السنوات الأخيرة تطور تكوين الممرضين بشكل لافت وأصبح عددهم في تزايد كبير في مقابل تراجع فرص العمل في الوظيفة العمومية بعدما ما كانت مكتسب للأجيال السابقة فأصبح الرهان ليس الحصول على دبلوم مجاز من الدولة تخصص امراض عقلية كافي للولوج الوظيفة بل اصبح المشاركة في مباريات الانتقاء ضروري بعد استكمال التكوين على مدة 3 سنوات وبعدما اصبح عدد المناصب المخصصة لهذا التخصص في تراجع دائم رغم ارتفاع الممرضين المحالين على التقاعد في هذا التخصص و خاصة صنف الذكور لان هذا المجال يصعب كثيرا على النساء العمل فيه نظرا لخطورة المرضى وصعوبة التحكم في تصرفاتهم فاغلب الممرضات لا يفضلن العمل في هذا التخصص لأنه تخصص المخاطر بامتياز.
عوامل عديدة، من تقدم طبي وتطور في العقلية المغربية، جعلت اقبال العائلات المغربية على الطب النفسي في تزايد وخاصة في القطاع الخاص لتفادي نظرة المجتمع التي لا ترحم ولا تفرق بين المرض النفسي الخفيف والمرض العقلي المتقدم الذي يستوجب الاستشفاء وفي نهاية المطاف رجال ونساء الطب النفسي يقدمون تضحيات جسيمة ولو على حساب صحتهم وتوازنهم النفسي والجسدي فكم من ممرضين وأطباء يعالجون بأدوية الطب النفسي ويعانون في صمت .
mohmmed psychiatrie
ifcs rabat
كطالب ممرض متخصص في الامراض العقلية،أنا مقتنع جدا بالشعبة التي أقدمت على ٱختيارها، فهي فعلا مهنة تعطي للشخص كاريزما وشخصية قوية تجعله يحسن التعامل مع مختلف العقليات سواء المريضة منها أو السليمة، بالإظافة إلى أنها مهنة تعتمد على حس الملاحظة بالدرجة الأولى،لذا فالممرض الناجح في هذا المجال هو الممرض الذي يحسن الملاحظة، والذي يتواصل مع المرضى بشكل مستمر. وفي الأخير أريد أن أشير بأن لكل مهنة مخاطر و سلبيات ،لكن حبك و إخلاصك لعملك هو مايجعلك تتجاوز تلك لسلبيات.