أخبارنا المغربية - و.م.ع
تواصل حوادث السير في المغرب حصد مزيد من الأرواح رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة الوصية على القطاع وباقي المتدخلين من أجل مواجهتها والحد من حجم الخسائر في الأرواح البشرية التي تتسبب في إزهاقها والمادية الناجمة عنها .
وتكلف "حرب الطرق" أثمانا باهظة في الأرواح، إذ بلغ عدد ضحاياها ما مجموعه 4066 قتيلا خلال سنة 2011 و4055 سنة 2012 ، ناهيك عن آلاف الجرحى والمعاقين والمآسي الإجتماعية والخسائر الإقتصادية الجسيمة الناجمة عنها.
ووفقا لمدير النقل الطرقي والسلامة الطرقية بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك السيد محمد حكيم فإن سنة 2013 شهدت مصرع 3700 شخص في حوادث السير وهو ما يعني تسجيل "انخفاض مهم" في عدد الحوادث المميتة مقارنة مع سنة 2012 (ناقص 8,33 في المئة) وفي عدد المصابين بجروح بليغة (ناقص 6,77 في المئة).
وتبرز الاحصائيات، يضيف السيد حكيم، أن 30 في المئة من عدد قتلى حوادث السير يسجل خلال الفترة الصيفية، مشيرا إلى أن شهر غشت الماضي كان الأكثر خطورة، إذ ارتفعت خلاله عدد الحوادث ب 11 في المئة وعدد حوادث السير المميتة ب 12,74 في المائة، فضلا عن ارتفاع في عدد القتلى ب 13,51 في المئة و 23 في المئة في عدد المصابين بجروح خطيرة، يليه شهر أكتوبر الذي تزامن مع عيد الأضحى.
وذكر أن عدد القتلى الذين يلقون حتفهم مباشرة في أماكن حوادث السير يبلغ 62,72 في المئة، بينما يموت في الطريق نحو المستعجلات 20 في المئة، ويلقى 16,36 في المئة حتفهم في الأسبوع الموالي لتاريخ وقوع الحوادث.
وبحسب هذا المسؤول فإن جل حوادث قطاع النقل الطرقي العمومي للمسافرين التي عرفتها سنة 2013 تعزى إلى سلوك السائق والتعب والنوم وعدم احترام زمني السياقة والراحة دون إغفال الحالة الميكانيكية للعربات.
وعلى الرغم من انخفاض عدد قتلى حوادث السير في المغرب، الذي يخلد غدا الثلاثاء "اليوم الوطني للسلامة الطرقية"، ب9,25 في المائة وتراجع عدد المصابين بجروح بليغة ب 8,33 في المائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، فإنه لا يبدو في الأفق أن هذه الحرب ستضع أوزارها في القريب العاجل، إذ أتت على أرواح 77 شخصا في الأسابيع الأربعة الأولى فقط من يناير 2014 وتسببت في جرح 4 آلاف و289 آخرين. كما تتسبب هذه الحوادث، بحسب وزارة التجهيز والنقل، في خسارة كبيرة للاقتصاد المغربي وتؤثر عليه سلبا وتعيق التنمية.
وتفيد أرقام اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بأن الطرق المغربية عبارة عن "كمين" يقتل 14 مرة أكثر من فرنسا و23,3 مرة أكثر من السويد و11,7 مرة أكثر من الولايات المتحدة.
أما تقديرات منظمة الصحة العالمية، التي نشرتها وسائل الإعلام العام الماضي، فتشير إلى أن التكلفة الاجتماعية والاقتصادية لحوادث السير في المغرب تقدر ب 11,5 مليار درهم سنويا.
ويعزو المراقبون والمعنيون بهذا الملف حوادث السير إلى العديد من الأسباب أهمها السرعة المفرطة والتجاوز المعيب والسياقة في حالة سكر أو التعب الشديد وعدم احترام إشارات المرور وقانون السير وتردي البنية التحتية الطرقية في بعض المحاور وصعوبتها والحالة الميكانيكية للعربات فضلا عن الطرق المقامة فوق تضاريس بالغة الصعوبة (تيزي نتيشكا مثلا) واستعمال الهواتف المحمولة أثناء القيادة.