أخبارنا المغربية - و م ع
أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر عمارة اليوم الأرòبعاء بالرباط، أن الانتقال الطاقي ليس خيارا ظرفيا ولا حلا توافقيا بل هو "قرار استراتيجي" يستجيب لعدة رهانات.
وقال عمارة في كلمة ألقيت نيابة عنه من طرف الكاتب العام للوزارة عبد الرحيم الحافظي خلال افتتاح الدورة العامة الرسمية لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، إن المغرب جعل من الانتقال الديمقراطي "خيارا استراتيجا رئيسيا يستجيب (..) لرهان اجتماعي من أجل محاربة الهشاشة الطاقية والتحكم في كلفة الطاقة (..) ولرهان اقتصادي حتى يكون التوفير في قلب نموذجنا للنمو (..) ورهان بيئي حتى نتحكم في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".
وأوضح عمارة، استنادا إلى نتائج دراسة قطاعية أنجزتها الوزارة لتحديد الاحتياجات المحتملة من الموارد البشرية في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ،أن تفعيل الانتقال الطاقي سيمكن من خلق حوالي 50 ألف منصب شغل في افق 2020 منها 36 ألف و800 منصب ترتبط بالنجاعة الطاقية و13 ألف و200 بالطاقات المتجددة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المملكة "تطمح إلى إرساء سياسية منسجمة لتكوين الكفاءات الوطنية " من خلال إقامة معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
ومن جهته، قال الاستاذ عمر الفاسي الفهري أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات إن الاستراتيجية الوطنية للطاقة تعتبر "بمثابة خريطة طريق تهدف إلى تمكين المغرب من الحصول على الوسائل الضرورية الكفيلة بتأمين حاجياته من الطاقة وهو شرط أساسي لتحقيق تنميته المستدامة".
وبخصوص موضوع هذه الدورة "مصادر الطاقة المتجددة والانتقال الطاقي : الواقع والتحديات والفرص بالنسبة للمغرب"، أوضح السيد عمر الفاسي الفهري أن مصدر مخزون أي طاقة يعتبر متجددا حينما تكون بعض السنوات كافية لتجديد هذا المخزون بكمية تعادل الاستهلاك، مسجلا أن مجموع الطاقة الشمسية التي يمتصها الغلاف الجوي والمحيطات والقرات اليابسة هو ثلاثة ملايين و850 ألف إكسجول وهو ما يمثل أكثر من طاقة تتلقى في ساعة واحدة من تلك التي تستخدمها الانسانية في سنة واحدة .
من جهته، قالت الأمينة الدائمة لأكاديمية العلوم بفرنسا، والسفيرة المنتدبة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار كاثرين برشينياك أنه يتعين أن تكون الطاقات متاحة للجميع، مشددة على ضرورة تبسيط العلوم والتكنولوجيات المرتبطة بالقطاع ونشرها في المجتمع.
أما ديتليف غانتين نائب رئيس أكاديمية العلوم ليوبولدينا بألمانيا فأبرز أهمية الطاقات المتجددة، مسجلا بأن الطاقة الشمسية والطاقات الحيوية يجب أن تشكل 80 بالمائة من الطاقة العالمية في غضون ثلاثين سنة.
وستتناول أشغال الدورة العامة لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات التي ستنظم في جلسات، مواضيع تهم "إنتاج الطاقة الكهربائية الممركز " و"اتجاهات البحث والتطوير في مجال الطاقات المتجددة" و فرص وتطبيقات الطاقات المتجددة" . كما ستشهد جلسات نقاش حول "البحث العلمي والتكوين في مجال الطاقات المتجددة " و"التنمية والادماج الصناعي في مجال الطاقات المتجددة ".