العباس الفراسي
انتهت مباراة بلمختار وسينزل الأساتذة مجددا للعاصمة يوم الاثنين المقبل فهي لم تحقق شيئا من أهدافها المسطرة سوى أنها زادت الوضع تأزما واحتقانا، بعد أن قاطعها جل من توصلت الوزارة بأسمائهم و أرقام تأجيرهم عبر سماسرة نقابة العدالة و التنمية الذين ذكروا المغاربة بسماسرة قضية النجاة الإماراتية، إذ تم استبلاد الناس و تبديد أحلامهم، مع فارق بسيط هو أن سماسرة العدالة و التنمية لم يشترطوا على المرشحين زيارة عيادة خاصة للقيام بفحص طبي، كانت ستجني من ورائه مصحة ما ملايين السنتيمات.
و كانت مصادر التنسيقية الوطنية للأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة قد صرحت ان نسبة مقاطعة المباراة وصلت إلى 90 بالمئة من المترشحين ينضاف إليها عدد الأساتذة الذين امتنعوا أصلا عن الترشح ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 6000 أستاذة و أستاذ، وهذا ما جعل الوزارة تسعى بشكل يائس و بائس عبر سماسرتها إلى استعطاف و استمالة الكثير من المعنيين، عبر توزيع وعود النجاح و تسهيل المشاركة عبر الفاكسات و الهاتف، وليس عبر السلم الإداري أو وضع الملفات في الموارد البشرية للوزارة. بل ان مدينة تاونات مثلا كانت مسرحا لجمع الكثير من الملفات ب 20 درهم للملف و إرسالها لأحد عرابي المباراة بمدينة الرباط.
يشار إلى أن هذا العراب الخالد كان في بداياته تابعا لنقابة الاتحاد المغربي للشغل قبل ان يتحول لاحراش تاونات و يشتغل مع النقابة الملتحية التي حققت امنيته في تفرغ يجسد الريع النقابي في ابشع تجلياته فيجعل من مقاهي العاصمة مركزا لاستقبال الترشيحات.
و لا يزال هذا الموظف الشبح المسطي يروج للوائح جديدة يسهر الآن على إعدادها قد تشمل مرشحين وردت أسماؤهم في لوائح سابقة للمباراة المقبورة، في نفس السياق أكد مناضلوا التنسيقية أن مباراة العار عرفت عدة خروقات أهمها: اجتياز الاختبار لعدة مرات من طرف شخص واحد، و كذا مشاركة من يتوفرون على شواهد أجنبية، و استمرار الامتحان بعد فوات الوقت القانوني الى الليل.
وقد تدخل النواب و رؤساء المراكز و كذا رجال القمع الذين طوقوا مراكز الامتحان لاستجداء الأساتذة من اجل اجتياز المباراة التي عرفت تسيبا منقطع النظير، حيث لا يلتزم المتبارون بالوقت و احترام مواعيد الامتحان. ورغم كل هذا فان مباراة مول الشكلاط عرفت عزوفا كبيرا. إلا أن عرابي الوزارة لا يزالون يجمعون الكليان استعدادا للائحة جديدة أمام مرأى و مسمع كل النقابات و المهتمين بقطاع التعليم الذي تبين بالملموس انه قطاع مريض يجهز عليه يوما بعد يوم.