أخبارنا المغربية - و.م.ع
أبرز "دي أفريكان بولتان"، وهو مركز مستقل للأبحاث متخصص في الشؤون الإفريقية، نجاعة رؤية جلالة الملك محمد السادس من أجل تنمية إفريقيا، مشيرا إلى أن من شأن هذه الرؤية المساهمة في صعود إفريقيا مستقرة ومزدهرة.
وأوضح المركز، في مقال تحليلي خصص للجولة التي يقوم بها جلالة الملك لأربعة بلدان إفريقية، أن "الرؤية الملكية من شأنها أن تساهم، بشكل فعال، في صعود إفريقيا مستقرة ومزدهرة، إفريقيا أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الأجانب".
وتطرق المركز إلى ما وصفه ب"الاستراتيجية الدبلوماسية الجديدة التي يقوم بها جلالة الملك في إفريقيا"، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تفتح آفاقا واسعة لشراكة دولية ضد الإرهاب ولدعم رفاه قارة توجد في مفترق الطرق.
واعتبر أن هذه الاستراتيجية كان لها الفضل في تعزيز الشراكة التي تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي خاصة في مجال الحرب على الإرهاب.
وأضاف "دي أفريكان بولتان" أن هذه الاستراتيجية التي أرادها جلالة الملك من شأنها إعادة الحيوية للجهود الرامية إلى النهوض بالرفاه الاقتصادي في إفريقيا، مشيرة إلى أن زيارات جلالة الملك المستمرة إلى إفريقيا أدهشت وسائل الإعلام الدولية والتي أدركت أن الجولات الملكية تتجاوز العلاقات التقليدية التي تربط منذ زمن بعيد المغرب وجيرانه الأفارقة.
وأكد المركز أن خبراء وملاحظين دوليين أجمعوا على أن الجولة الحالية لجلالة الملك في إفريقيا لها "طابع خاص"، حيث تجمع بين الأهداف التقليدية المتمثلة في تعزيز العلاقات التاريخية الجيدة، والهاجس الدائم للنهوض بقيم التضامن جنوب - جنوب، مبرزا نجاعة المقاربة المغربية لتنمية إفريقيا القائمة، حسب المركز، على الأمن والتنمية المستدامة ضمن آلية حيوية للتقدم.
وهكذا، يضيف المركز، تضع الزيارة الملكية كهدف لها تعزيز الاستقرار الإقليمي مع تقوية التعاون الدبلوماسي والاقتصادي لضمان تنمية بشرية طالما تطلعت إليها الشعوب الإفريقية، مشيرا إلى أن الزيارات الملكية للبلدان الإفريقية وضعت آلية تقطع مع "المبادرات الفولكلورية بلا تتبع".
من جهة أخرى، ذكر "دي أفريكان بولتان" أن المغرب، الذي يظل متشبثا بالنهوض بقيم الانفتاح والديمقراطية، عازم على تعزيز السلم والأمن في الجوار الإفريقي.
وأوضح أن تدهور الوضع الأمني في العديد من المناطق الإفريقية تظهر بجلاء نجاعة المقاربة المغربية القائمة على التنمية المستدامة كأداة لبلوغ الأمن المستدام.
وأشار المركز إلى أن التقدم الملموس الذي حققه المغرب في المجالات الاقتصادية، خاصة على مستوى القطاع البنكي والاتصالات والتجارة والصناعة والبنيات التحتية والتعليم والسكن، تجعل من المملكة شريكا مفضلا، قادرا على المساهمة في الدفع بإفريقيا نحو مزيد من التقدم.
فالمغرب، القوي بمؤهلاته، يسعى إلى إرساء شراكة رابح - رابح مع البلدان الإفريقية التي يمكن أن تشكل محورا للسلم والرفاه الاقتصادي، مبرزا أن اهتمام المغرب بإفريقيا تحكمه اعتبارات جيو-سياسية وكذا مصالح اقتصادية.
كما أكد المركز على أهمية البعد الثقافي والروحي للعلاقات بين المغرب وإفريقيا، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن هذا البعد يستمد مشروعيته من مكانة جلالة الملك محمد السادس كأمير للمؤمنين.
فبفضل رؤيته الشاملة لمستقبل القارة، يضيف المركز، فإن المغرب يفرض نفسه كقوة قارية نافذة قادرة على المساهمة بشكل إيجابي في الدينامية الاقتصادية والاستقرار السياسي للقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن التأثير السياسي للمغرب يتزايد في إفريقيا ومعها تتعزز ثقة البلدان (الإفريقية)" في قيادة المملكة.