محمد صلاح الدين البقار
قال رشيد أخصاي، طبيب أخصائي في أمراض النساء والتوليد بمصلحة الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي بجهة تادلة أزيلال بمدينة بني ملال، إن الاهتمام بصحة المرأة الحامل قبل وبعد الولادة يشكل أحد الرهانات الكبرى التي يتعين كسبها من خلال انخراط جميع المتدخلين في قطاع الصحة بهذه الجهة للتقليص من نسبة وفيات الرضع والأمهات، وذلك بالرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال.
ودعا السيد أخصاي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب "لننقذ عشرة آلاف رضيع" بمبادرة من جمعية (سلاسل الحياة) تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، من أجل تحقيق الأمن الصحي لكافة المواطنين بالجهة، إلى توفير مراكز صحية ودور للولادة مجهزة وقادرة على الاستجابة لحاجيات الساكنة، ووضع الوسائل المادية والبشرية المؤهلة وتحفيز العاملين بهذا القطاع من أجل الاستقرار بالمناطق النائية، وضمان توزيع متكافئ لعرض العلاجات بين الوسطين الحضري والقروي، وتحسين ظروف الاستقبال، وتعميم سلاسل الحياة الأربعة (النظافة والتدفئة والتنفس والرضاعة الطبيعية) على نطاق واسع.
وأكد المسؤول الصحي أنه على الرغم من قلة الموارد البشرية، خاصة الأطباء المتخصصين والممرضين، تمر عمليات الولادة في ظروف عادية، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى 30 عملية ولادة في اليوم، علما أن الطاقة الاستيعابية لقاعة الولادة لا تتجاوز خمس أسرة.
وأوضح أن مصلحة الولادة ببني ملال تستقبل جميع الحالات المستعصية من جميع مناطق الجهة (بني ملال، الفقيه بن صالح وأزيلال)، خاصة في أيام فصل الشتاء الذي تنخفض فيه درجة الحرارة بسبب تساقط الثلوج، ما يتسبب في الضغط على مصلحة الولادة التي يشرف عليها ثلاثة أطباء أخصائيين في أمراض النساء والتوليد وحوالي 18 مولدة.
وبخصوص هذه الحملة التي تروم إنقاذ أرواح عشرة آلاف رضيع كل سنة، أكد على ضرورة احترام شروط النظافة ووجود التدفئة وتنشيط التنفس لدى المولود أثناء عملية الولادة، وتحفيز الأم على الرضاعة الطبيعية لحماية حياة الوليد وأمه، نظرا للفوائد المتعددة التي يحتوي عليها حليب الأم الذي يقوي مناعة الرضيع ضد العديد من الأمراض والحساسية.
وفي ما يتعلق بتنشيط التنفس لدى المواليد الذين يتعرضون لنقص في الأوكسجين أثناء الولادة، أكد على ضرورة وجود طبيب أطفال أثناء عملية الوضع من أجل تقديم الإسعافات اللازمة في الحالات الطارئة، ومن أجل الكشف المبكر عن بعض الأمراض لدى المواليد.
من جهته قال المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة تادلة أزيلال أحمد أوديش، في تصريح مماثل، "إن مخطط العمل 2012-2016 تسريع تقليص وفيات الأمهات والمواليد" يروم خفض وفيات الأمهات من 112 إلى 50 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية? ووفيات المواليد من 19 إلى 12 وفاة لكل ألف ولادة حية? في أفق سنة 2016.
وأوضح أن هذا المخطط يهدف إلى رفع تغطية الولادات تحت المراقبة الطبية من 73 إلى 90 في المائة? ومن 55 إلى 77 في المائة في الوسط القروي? وبلوغ نسبة 10 في المائة بالنسبة للعمليات القيصرية? و95 في المائة من التغطية بالنسبة للاستشارات ما بعد الولادة? وكذا المحافظة على معدل استعمال موانع الحمل بنسبة تعادل أو تفوق 67 في المائة.
وأشار السيد أوديش إلى بعض محاور التدخل التي تعتمدها وزارة الصحة من أجل تسريع خفض وفيات الأمهات? منها تعزيز سياسة المجانية بالنسبة للعلاجات الخاصة بالولادة الطارئة والأطفال حديثي الولادة? وتحسين جودة التكفل بالمضاعفات الناجمة عن الحمل والوضع، والإسراع في تأهيل المراكز الصحية المتوفرة على دار الولادة.
وأبرز أن الجهة تضم أربعة أقسام للولادة في كل من بني ملال (50 سريرا)، وقصبة تادلة (30 سريرا)، وأزيلال (30 سريرا)، والفقيه بن صالح (10 أسرة)، فضلا عن 34 دار للولادة، موزعة ما بين أزيلال (21)، وبني ملال (7)، والفقيه بن صالح (6)، فيما يبلغ عدد أطباء أمراض النساء والتوليد على مستوى الجهة (8)، أما عدد المولدات فيبلغ حوالي 116 مولدة.
وأبرز أن ترميم دور للولادة على مستوى الجهة بالمعدات الطبية والشبه طبية وتعيين مولدتين بكل دار للولادة على الأقل، وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين بجودة عالية سيساهم في تقليص من نسبة وفيات الأمهات والأطفال، وكذا التخفيف من الاكتظاظ الذي تعرفه مصالح الولادة بالمستشفيات بالجهة.
وذكر بأنه تم، مؤخرا بدوار "ترسال إسكاد" بجماعة "تبانت" القروية بإقليم أزيلال، المعروف بصعوبة مسالكه الجبلية وصعوبة ولوجه عبر الطريق البرية، إنقاذ سيدة حامل تبلغ 20 سنة، في حالة مخاض وارتفاع ضغط دموي حاد، بواسطة مروحية الوحدة المتنقلة للإسعاف والإنعاش، التابعة لمركز وحدة المساعدة الطبية المستعجلة بمراكش، مشيرا إلى أن هذه العملية تعبر الثانية من نوعها على مستوى جهة تادلة أزيلال.