الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

نار الفساد الأخلاقي أحرقتنا !

نار الفساد الأخلاقي أحرقتنا !

عزالدين عيساوي

 

أصبحنا في زمن يهرب فيه الناس من الحلال الطيب هروبا و يتهافتون على الحرام تهافتا. كأني بهم يلهثون وراء جهنم و العياذ بالله، يتسابقون نحو المعاصي تسابقا و يزهدون في الطاعات زهدا . الله أمرنا بالتسابق إلى الخيرات حيث قال جل شأنه : ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ).

هل أجبنا نداء ربنا ؟

لا و الله، اخترنا أن نسير في طريق الباطل، نبتغي الرذيلة و نتضايق من الفضيلة، نلهث وراء المعاصي كأننا ارتضينا طريق جهنم، كأننا لا ندرك حجم الجرائم الأخلاقية التي نقترفها في كل لحظة و حين. يا الله يا الله لا تأخذنا بذنوبنا.

أما المسؤولون في بلادنا فأمرهم غريب و خطبهم شديد، فهم يســـعون إلى نشر الرذيلــــة و الحرام عبر قنواتهم المنتنة العفنة التي تبث المسلسلات الغرامية الفاحشة، و يا ليتهم أذاعوا تلك المسلسلات باللغة العربية الفصحى!! لقد اختاروا بعناية فائقة المسلسلات المترجمة إلى اللغة العامية حتى يتوغل الانحلال الخلقي إلـــى أعمــاق أعمــاقنا و يؤثر علـــى وجــداننا و سلوكياتنا و هو ما حدث، لقد نجحوا في ما كانوا يصبون إليه و جعلونا كائنات بهيمية تبحث عن اللذات الزائلة و النشوات العابرة!!

قنواتنا العفنة تحتفي بالمغنين و الراقصــات في حيـــن يهمــــش أهــل الرأي و المبدعــون و المفكرون ولا تذكرهم تلك القنوات إلا عند رحيلهم إلى دار البقاء.

إن المادة الإعلامية المقدمة تخلو – في مجملها - من البرامج التثقيفية الهادفة ( تعليمية، سياسية ، صحية ، اجتماعية ...)  التي من شأنها حشد همم الناس و استنهاض طاقاتهم الكامنة. و طبعا هذا التوجه في اختيار تلك البرامج مقصـــــود و يهدف إلى إشغال الناس بسفاسف الأمور.

 أصبح من النادر جدا أن تجد فتاة أو شابا لا يقيمون العلاقات الغرامية. يوم كنا أمة عظيمة كان الصلاح هو الأصل، أما الفساد فكان استثنائيا، أما اليوم و بعد أن أصبحنا كغثاء السيل تقذفنا الأمواج و تنهشنا الذئاب و الكلاب، فقد تحول كل شيء و أصبح الفساد هو القاعدة التي إن خرج عليها مؤمن محتســب ينظرون إليه نظرة توحي بأنه من كوكب آخر أو ربما من زمان ليس زمانهم.

 

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي : إنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت، فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــوا.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة