حاكم الشارقة يطلق أضخم مشروع في تاريخ اللغة العربية شارك فيه أشهر العلماء العرب

الأطر الصحية المحتجة: مطلبنا الأساسي ليس الزيادة في الأجور

من الشارقة: راشد الكوس يستعرض تجربة جمعية الناشرين بالإمارات في مواجهة إشكاليات نشر وتوزيع الكتاب

خارطة المغرب والعلم الوطني يزينان سماء العيون باستعمال "الدرون"

والي جهة الشرق يوشح صدور المنعم عليهم بأوسمة ملكية بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء

وهبي: الملك محمد السادس قدم درسا للجزائر والمؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج أسعدت الجالية

الاحتفال بعيد الأم

الاحتفال بعيد الأم

عبد الغني العمراني الزريفي

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد :

في الحادي والعشرين من مارس من كل سنة يحتفل كثير من الناس بما يسمى عيد الأم , ويصل فيه الناس أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل  , وإذا أردنا أن نؤصل لهذا الاحتفال من الناحية الشرعية , نجد أنه لا أصل له في الإسلام , لأن في الإسلام عيدين اثنين لا ثالث لهما , وهما : عيد الفطر وعيد الأضحى , كما أن الاحتفال بهذا العيد فيه ظلم للأم , لأن الإسلام يوجب علينا بر الأم وكذا الأب طوال السنة , و لا يقتصر ذلك على يوم واحد , فالأم أحق من أن يحتفى بها يوما واحدا .

فضلا على أن الاحتفال بما يسمى عيد الأم عادة نصرانية ابتدعه النصارى تكريما في زعمهم للأم , وشرعنا الحنيف نهانا عن تقليدهم والتشبه بهم , قال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود , وقال عليه الصلاة والسلام : " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " أخرجه البخاري , والنبي صلى الله عليه وسلم كان أشد الحرص على مخالفتهم .

 فحق الأم في نظر الإسلام كبير جدا , والله أمرنا ببر الأم وكذا الأب في كل زمان ومكان, وقد قرن الله عز وجل بين الإحسان إلى الوالدين وعبادته في كثير من الآيات , فقال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) [الإسراء : 23] , وقال عز وجل : ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [النساء : 36] , وقال سبحانه وتعالى أيضا : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [البقرة : 83] , وقال عز من قائل :( قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [الأنعام : 151] ,  وأمر بشكره وشكر الوالدين مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : ( أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان : 14] , واعتبر الإسلام بر الوالدين والإحسان إليهما مقدما على الجهاد في سبيل الله , فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : الصلاة على وقتها , قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين , قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " متفق عليه .

فنحن في غنى عن الاحتفال بهذا اليوم , لأن الإسلام كرم الأم وخصها بمزية من العناية والتبجيل في كل وقت , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك , قال: ثم من؟ قال : أمك , قال: ثم من؟ قال: أمك , قال: ثم من ؟ قال: أبوك " رواه مسلم , وسبب تخصيص الأم بمزية من العناية والصحبة , لأنها تعاني بحمل الولد و ولادته , و إرضاعه و القيام على شؤونه وتربيته , أكثر مما يعاني الأب , قال الله عز وجل : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنُ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) [لقمان : 14] , وقال سبحانه : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْهاً وَوَضَعَتْهُ كَرْهاً ) [الأحقاف : 15] , وأنها أكثر عناية ورحمة واهتماما بشؤون الولد من الأب , لما جبلت عليه من عطف وحب وحنان .

 ومن تكريم الإسلام للأم أيضا أنه حرم عقوقها , لما رواه البخاري من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات , وكره لكم ثلاث : قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال "

 

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات