عبد الحفيظ زياني
قبل طرح قضية التربية، التي تصنف على رأس الأولويات، على اعتبار ترتيبها المتميز ضمن هرم كبرى الانشغالات، وقبل الخوض في غمار المسألة التي تعد من الأساسيات باتفاق الجميع، باعتبار كونها صانعة لفكرمميز يشكل الحل الآني لأزمة التفكير قبل الفعل، لابد من الإحاطة علما بظروف وملابسات الواقع، المرآة العاكسللتربية، الأمر الذي يفرض جملة قضايا، على رأسها موقع انخراط القوة البشرية وإنتاج البدائل والحلول، حيثتحتم المرحلة الراهنة، فكرا للتدخل من نوع خاص، كما تفرض أيضا مبادرة متميزة، مبادرة ترتكز على أعمدةثلاث: التربية، الممارسة، الفكر .
إنها، باتفاق الكل، ليست أزمة تنظير بقدر ما هي أزمة ممارسة ميدانية تفرض توحيد الرؤى والتوجهات بصدد أمرعلى درجة كبيرة من الأهمية، إنه جانب لا يقتصر فقط على إجرائية الأهداف، بل يفرض التنزيل الجيد للعامة منهاوالخاصة، الغايات الكبرى والمرامي، لأجل إنتاج فلسفة الميدان و الممارسة، يتعلق الأمر بالتربية على الممارسة .
نقصد بالتربية، تعويد السلوك على التحرك والانخراط في اتجاه خدمة هدف إنساني في شموليته، كما أن التربيةكمفهوم واسع يحيط بكل ما هو بشري من خلال بناء شخصية الفرد، فإنها تشكل منظومة واسعة ترتبط بدلالاتوقوانين تندرج ضمن عنصري الالتزام والتعاقد بين الطفل والراشد، إلى جانب السلوكات و المهارات التي يتمتلقينها وغرسها في الفئة المستهدفة، لتتحول إلى قدرات وكفايات تستثمر في الحياة العامة استثمارا جيدا، ومنتمة يتم تحويلها إلى فكر ممارس، لتتمكن في النهاية من توجيه مصير