سامي حسين
وكانت الحملة المناهضة للتطعيم قد بدأت في عام 1998 على إثر دراسة نشرها طبيب بريطاني في مجلة "لانسيت" الطبية، وأكد فيها وجود صلة بين إصابة الأطفال بمرض التوحد من جهة، وبين لقاحات بعض الأمراض مثل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
حملة مضللة ضد التطعيم
وبعد أن أثير لغط كبير حول الموضوع، أجري تحقيق حول هذه الدراسة وتبين أنها تحتوي على العديد من المغالطات الطبية والعلمية، وتضمنت معلومات وبيانات خاطئة، كان الهدف منها تحقيق بعض المصالح المادية، دون الأخذ بعين الاعتبار مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه في حال تم اعتمادها من قبل الأوساط الطبية.
وفي عام 2010 اعترفت مجلة "لانسيت" بخطأ نشر مثل هذه المقالات، وتبرأت من المعلومات الواردة فيها، في واحدة من أبرز الحوادث التي تقوم فيها مجلة بمراجعة المقالات التي نشرت فيها.
غير أن الضرر كان قد حدث فعلاً، وبدأت معدلات التطعيم في بريطانيا بالانخفاض بشكل ملحوظ، وتزايدت حالات الإصابة بمرض الحصبة بين الأطفال عن السابق، وفي الولايات المتحدة شهد عام 2013 تضاعف حالات الإصابة بهذا المرض 3 أضعاف، وسجلت 12 إصابة في نيويورك وحدها في الآونة الأخيرة.
تزايد الإصابة بالحصبة والسعال الديكي
ولم تقتصر الأضرار الناتجة عن الحملة المضادة للتلقيح على مرض الحصبة، حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية تضاعف حالات الإصابة بالسعال الديكي بين الأطفال في الولايات المتحدة، وفي عام 2010 سجلت 9000 إصابة بالمرض في ولاية كاليفورنيا وحدها تسببت بوفاة 10 أطفال دون عمر السنة، وهو أعلى معدل تشهده البلاد منذ عام 1947.
وكانت العديد من المخاوف قد أثيرت حول سلامة اللقاحات على صحة الأطفال عندما بدأ إنتاجها مخبرياً قبل أكثر من 50 عاماً، غير أن العديد من البحوث والدراسات أثبتت أنها آمنة على الصحة ولا تحمل أية أضرار مستقبلية تمنع استخدامها.
ويذكر أن مفهوم التطعيم قد بدأ قبل أكثر من قرنين من الزمن وبالتحديد في آواخر القرن الثامن عشر، عندما اكتشف إدوارد جينر أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض جدري البقر ذو التأثير المحدود على الإنسان، اكتسبوا مناعة ضد الإصابة بمرض الجدري القاتل.
ومنذ ذلك الوقت تم تطوير لقاحات للعديد من الأمراض، ساهمت بإنقاذ حياة ملايين الأطفال سنوياً، والقضاء على العديد من الأمراض الفتاكة التي كانت تشكل في يوم من الأيام خطراً حقيقياً يهدد حياة البشرية.